يعد رمضان، حسب أخصائية التغذية بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، سارة بوشكيط، فرصة جيدة لإنقاص الوزن و الحصول على بطن مسطحة و جسم رشيق، فالسمنة، كما قالت، بوابة للأمراض و هي عارض من أعراض الإصابة بالسكري و ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب عموما، و تقدم الأخصائية نصائح و توجيهات، حول أفضل الطرق لإنقاص الوزن، خصوصا ونحن على أبواب الأسبوعين الأخيرين من شهر الصيام، أين تنقص الرغبة في استهلاك الحلويات و الأكل الدسم، نظرا لتراجع الشعور بالجوع و العطش، بفضل التعود على الصيام، و التأقلم مع الحرمان من المنبهات، مثل القهوة. قالت الأخصائية للنصر، أن الهرمونات تؤدي دورا رئيسيا في تحديد وزن الإنسان، كونها تسيطر على نسبة 90 % من نشاطاته، فهي التي تتحكم في تخزين و توزيع الدهون في الجسم، إلى جانب التحكم في المزاج « الأعصاب و الحالة النفسية» و كذا الخصوبة في جسم الإنسان، لهذا من الضروري مراقبتها، كما قالت، و ذلك على اعتبار أنها من العوامل التي تقف خلف السمنة، بما في ذلك الغدة الدرقية، التي قد تضاعف الوزن إذا أصيبت بالخمول. و عليه فإن أفضل طريقة لمراقبة الوزن، هي إجراء تحاليل مخبرية للتأكد من عدم وجود أية مشاكل عضوية مرتبطة بالسمنة، خصوصا و أن هناك هرمونات رئيسية مرتبطة مباشرة بتحديد الوزن، و هي الأنسولين و هرمون النمو و هرمون القلق و التوتر (الكورتيزول)، فالأنسولين يحفز الخلايا الدهنية على التفتح أكثر واستقبال الدهون، كما يمنع حرق هذه الدهون و تفككها، علما أن الجسم يخزن السكر الزائد عادة على شكل دهون، لذا وجب إنقاص السكريات قدر الإمكان. من جهة ثانية، يكون الكورتيزول، في أعلى مستوياته صباحا عند الاستيقاظ، و ترتفع نسبته في الدم بسبب الضغوطات والقلق و كذا شرب القهوة بكميات كبيرة و استهلاك الدهون المتحولة غير الطبيعية، و الكورتيزول بدوره، يرفع نسبة السكر في الدم، كما أن الإفراز الزائد له، يحدث تغييرات جذرية في عملية استقلاب المواد في الجسم، ما يؤدي إلى تغير شكل الجسم نتيجة تراكم الدهون في مواضع مختلفة منه، خصوصا في مؤخرة الرقبة، ما يخلف زيادة في الوزن و نمو للشعر بشكل متزايد، ناهيك عن ارتفاع ضغط الدم و مستوى السكر، ويسبب أيضا ضمور العظام و ضمور العضلات، فالأنسولين والكورتيزول يؤديان نفس الدور، وهو زيادة النسيج الدهني الذي يحفظ السموم و يغلف الأحشاء و العضلات و القلب و يحفز الدهون على التراكم في البطن والأرداف، إضافة إلى الجزء العلوي من الجسد. أما الهرمون الثالث وهو هرمون النمو، فيعمل عكس ما سبق، إذ يقضي على الشحوم و يسرع حرقها، حيث يبلغ أعلى مستوياته عند النوم أو خلال ممارسة الرياضة، و كذا خلال الصيام ، أين تزيد مستويات الحرق آليا، بفضل انخفاض نسبة الأنسولين في الدم، و قد أظهرت بعض الدراسات بأن قلة النوم يمكن أن يؤدي إلى إنقاص كمية هرمون النمو التي ينتجها الجسم، لذا يجب العمل على تحسين جودة النوم و الحصول على ما لا يقل عن 7 إلى 10 ساعات يوميا، فنقص هذا الهرمون يسبب ضعف النمو عند الأطفال، أما عند البالغين فيقلل الشعور بالراحة، ويؤدي إلى زيادة الدهون في الجسم. لذلك فإن أسهل طريقة للتخلص من الشحوم في رمضان، تعتمد على التقليل تدريجيا من أكل السكريات و النشويات والدهون المتحولة، ناهيك عن ممارسة الرياضة أو بذل أي مجهود بدني آخر لمدة خمس دقائق على الأقل، مع التنفس بعمق، لأن ذلك يحرق قرابة 75 بالمئة من الدهون، مع التأكد من شرب كميات مناسبة من الماء وقت الإفطار، لترطيب الجسم. و تنصح الأخصائية أيضا بتناول الخضروات النيئة و المطهوة و الدهون الصحية غير المشبعة كالدواجن و الأسماك بأنواعها و البيض و الأجبان و اللبن الرائب و الزبادي و المكسرات و الفواكه الموسمية، مع أكل النشويات بكميات قليلة جدا، و تفادي السكريات، علما أن أفضل إفطار قد يساعد على حرق دهون البطن، يتكون من حبة تمر و كأس كبير من اللبن أو الحليب الرائب أو الماء، مع صحن شربة خضروات، و طبق سلطة محضرة بزيت الزيتون أو الليمون، إضافة إلى التقليل من الخبز أو تجنبه، و الاعتماد على النوع الصحي منه (خبز الفرينة الكاملة و الشعير أو بالشوفان أو القمح الكامل..)، و تنتهي الوجبة بتناول الفواكه و الماء بالليمون. في السهرة يفضل، كما قالت المتحدثة، تناول القليل من الشاي دون سكر أو القليل من القهوة دون سكر، وذلك بعد الإفطار بساعة أو ساعتين على الأقل، وفي السحور، تنصح الأخصائية بتناول علبة ياغورت طبيعي، مع الفراولة و المكسرات، و الإكثار من الماء، خصوصا و أن الجسم قد يفسر الشعور بالعطش بأنه جوع أحيانا.
هدى طابي