* مواقــع التواصــل أصبحــت معـــيار تقييـــم للفنــان وللأعــمال التلفزيونيــة
أكدت نجمة مسلسل « بنت البلاد» الفنانة نورة براح، بأن مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها، تعتبر معيار تقييم مهم بالنسبة للفنان و للأعمال التلفزيونية الرمضانية، على اعتبار أنها همزة وصل مباشرة مع الجمهور و مرآة عاكسة لردود أفعاله، و تحدثت «أم الخير»، كما يعرفها المشاهدون، عن بعض تفاصيل العمل و سر نجاحه و عن علاقتها بزملائها فيه و بالطبخ و رمضان.
حاورتها : هدى طابي
ـ النصر: حقق كل من مسلسلي «ليام» و « بنت البلاد» اللذين شاركت فيهما في رمضان، نجاحا كبيرا، هل كنت تتوقعين ذلك؟
ـ نورة براح: من ناحية التعب و الجدية في العمل، كنت أتوقع بأن ردود الفعل ستكون إيجابية، لكنني صراحة، لم أكن أنتظر هذا النجاح الباهر، التفاعل في الشارع و حتى على مواقع التواصل الاجتماعي مشجع جدا، و قد ذكرت هذه المواقع لأنها أصبحت معيار تقييم مهم بالنسبة للفنان، فالتعليقات تعكس مستوى قبول العمل و مدى نجاح الممثل، في المسرح نقيس الأمر بالتصفيق و التفاعل المباشر، لكن في الشاشة لا يوجد معيار آخر غير صفحات انستغرام و فايسبوك لمعرفة رأي الجمهور.
. قدمت الوجوه المسرحية إضافة نوعية لدراما رمضان هذا الموسم، فهل كان الانتقال من الركح إلى الشاشة سهلا و ما سر تميزكم؟
ـ بالنسبة إلي كان الانتقال سهلا، و كنت مستعدة له و انتظرته طويلا، كثيرون ممن يعرفونني كوجه مسرحي، و يدركون موهبتي كانوا يتساءلون عن سر تأخري عن الظهور في الشاشة، لكنني صبرت و حققت مرادي، لم أفقد الأمل يوما وكنت مستعدة للانتظار أكثر.
تجربتي الكبيرة في المسرح ساعدتني كثيرا على إتقان الشخصية الدرامية، و ربما هنا يكمن سر تميز أدواري، صحيح أنني لم أقدم أي عمل مسرحي جديد منذ 2018، إلا أن تكويني داخل الركح خدمني رغم الانقطاع، طبعا أتحدث هنا عن تجربتي الشخصية، لكني لا أنكر بأن سر تميز غيري من الفنانين هو الموهبة، فالتكوين المسرحي ليس معيارا للتقييم، و لا أحد دخيل على المجال الفني، ما دام يملك الموهبة.
عن نفسي، كان لي الحظ في التعلم و التكوين مع شركة إنتاج «ويلكوم»، التي تبنت مبدأ فتح الفرص أمام المواهب الشابة و الإيمان بالوجوه الجديد.
فكرة « بنت البلاد» مقتبسة لكن السيناريو جزائري
. ربط الكثيرون بين سيناريو مسلسل «بنت البلاد» و أحداث المسلسل التركي «العروس الجديدة»، فهل العمل مقتبس فعلا، وكيف نجحتم في إسقاط الأحداث على البيئة الجزائرية؟
ـ لم أتابع المسلسل التركي و لا أعتقد أن ما قدمناه هو تقليد لهذا العمل، ربما أحسن من يجيب على هذا السؤال هي كاتبة السيناريو، كل ما أعرفه هو أن فكرة « بنت البلاد» مقتبسة، و هو أمر رائج و معروف، خصوصا في المسرح، لكن السيناريو جزائري و الأحداث لا تشبه أحداث عمل آخر وإن تقاطعت مع أفكار سبق طرحها في الدراما عموما.
. تعتبر النسوية التي طبعت بعض المسلسلات هذا العام، جديدة نوعا ما عن الدراما مقارنة بالمسرح ، ما الذي تقدمه أبعاد و توجهات مماثلة في التلفزيون للمجتمع و كيف تخدم صورة المرأة؟
ـ لا أعتقد أن هناك ميلا متعمدا لإعطاء بعد نسوي للأعمال الدرامية، الواقع هو أن هناك سيناريوهات تستوجب منح مساحة أكبر للمرأة، فالتمييز بين الجنسين قضية مستهلكة بالنسبة إلي على الأقل، البطولة النسائية ضرورة تفرضها القصة، و أعتقد أن هناك مواضيع لم تطرح بشكل دقيق و مفصل في الدراما من قبل، أو على الأقل طرحت باحتشام كتعدد الزوجات مثلا، ولذلك فإن التعاطي الدرامي مع هذا الجانب من حياة العائلات الجزائرية بالطريقة التي قدمناها نحن، هو ما صنع الفارق، ما قمنا به لا يحتكم لخلفية نسوية، بل هو محاكاة للواقع بكل تفاصيله.
. عادة ما يصور الريف كمرادف للبؤس والمعاناة و دائما ما يروج التلفزيون أن النجاح مرتبط بالخروج منه، لكنكم كسرتم القاعدة في «بنت البلاد» كيف ولماذا؟
ـ ما قدمناه لم يكن يهدف لكسر صورة نمطية أو تغيير نظرة دونية، نحن فقط سلطنا الضوء على فئة أخرى من سكان الريف و هي فئة الميسورين من ملاك الأراضي و الأموال عموما، و هؤلاء الأشخاص حقيقيون موجودون في الواقع، فالريف لا يضم البؤساء أو الفقراء فقط، كما أن الحياة فيه ليست مرادفة للفشل أو المعاناة، و عائلة الحاج هي نموذج واقعي و واضح عن ذلك.
.المسلسل كان أقرب إلى سيت ـ كوم ، فغالبية المشاهد صورت داخل المنزل لماذا؟ و هل فعلا قرية « الثلث الغالي» توجد ببرج زمورة، الواقعة بين برج بوعريريج و بجاية؟ هل اخترتم المنطقة لشهرتها على انستغرام؟
ـ كثيرون يطرحون هذا السؤال، المسلسل يحكي قصة عائلة و يركز على تفاصيل حياة أفرادها، هو محاولة لكشف الجانب الآخر للعائلات الجزائرية، وعائلة الحاج استثنائية، لأنها تضم ثلاث زوجات، ركزنا على التصوير في الداخل، لأن هذه الفئة من النساء سواء كن يعشن في الريف أو المدينة، يعشن ظروفا خاصة و محاكاتها و إبرازها لا يكون إلا من خلال التواجد كثيرا في محيطهن وهو المنزل، ما قد يعتبره المشاهد محيطا ضيقا هو محيط هؤلاء النسوة، فبيت الحاج هو عالم شخصيات العمل ككل.
بالنسبة لموقع التصوير، فهو بعيد كل البعد عن برج زمورة، العمل صور كاملا في منطقة حمادي، بضواحي العاصمة.
مواقع التواصل ساهمت في اكتشاف المواهب الشابة
. ابتعدتم عن الدارجة البيضاء في المسلسل لصالح لهجة الشرق، ألم تتخوفوا من عزوف المشاهدين عن متابعتكم لهذا السبب ؟
ـ الجزائر قارة و كل لهجاتها جميلة و متقاربة جدا، في الحقيقة لم يكن هناك اختيار للهجة معينة و إقصاء لأخرى، ربما الاختلاف وليد الارتباط بين الريف الذي جرت فيه أحداث العمل و بين لهجة سكانه.
. حدثينا عن زملائك في العمل، هل فعلا منحت البطولة لنجوم انستغرام و تيك توك؟ و هل أضاف نجوم هذه المواقع شيئا لعالم التمثيل؟
ـ للأمانة لا أملك فكرة واضحة أو شاملة عن كل زملائي في المسلسل، أمير، مثلا سبق له وأن شارك في مسلسل « أولاد الحلال»، البطولة في «بنت البلاد» كانت جماعية، و التركيز لم يكن منصبا على وجوه معينة دون أخرى، الموهبة هي الأساس و أنا شخصيا لست ضد منح الفرص لمن يملكونها، أن تنطلق من المسرح أو من تيك توك، الأمر سيان، مادامت الموهبة موجودة.
ربما نحن كوجوه مسرحية استغرقنا وقتا لكي نظهر و نثبت مواهبنا، بالمقابل ساهمت مواقع التواصل في اكتشاف المواهب الشابة و تقديمها و التعريف أكثر بها.
.هل ستحمل الحلقات القادمة من العمل الجديد؟ و ما الذي تخبئه أم الخير لروزا؟
ـ لن أحرق أحداث العمل عليكم مشاهدته لمعرفة ما سيحصل.
.هل أنت ممن يطبخون كثيرا في رمضان و هل كان طبق «البكبوكة» الذي سمم الحاج في الحلقة الثانية لذيذا فعلا، كما قال ؟
ـ «البكبوكة « كانت لذيذة حقا و قد استمتعنا بها كثيرا، و لم يكن ذلك مجرد تمثيل، أما عن علاقتي برمضان و الطبخ، فأنا لست ممن يحبون الإكثار من الأطباق، فرغم أنني طباخة ماهرة، أركز على الشربة و البوراك و أميل أكثر إلى الوجبات الخفيفة والصحية للحفاظ على رشاقتي.