تتجه ولاية الطارف، بخطى ثابتة، لتكون قطبا متخصصا في مجال الصناعات الصيدلانية وطنيا ، بفضل جملة التسهيلات و التحفيزات التي وضعتها السلطات المحلية لتشجيع الاستثمار الوطني و الأجنبي في هذا المجال، مع المرافقة.
حيث كللت هذه الإجراءات لحد الآن، بتوطين و دخول أربعة مشاريع استثمارية هامة متخصصة في صناعة الأدوية، حيز الخدمة، بكل من بلديتي بن مهيدي و زريزر، مساهمة بذلك في توفير ما يقارب من ألف منصب شغل و تلبية 10 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية من الأدوية و المستحضرات الصيدلانية بأنواعها.
و ذكر مدير الصناعة لولاية الطارف، في تصريح «للنصر»، أن الاختيار في بادئ الأمر، وقع على منطقة كبودة ببلدية بن مهيدي، التي تتواجد بها حاليا 3 مؤسسات صيدلانية في مرحلة النشاط، تكون قطبا متخصصا في مجال الصناعات الصيدلانية، بتوجيه و توطين كل المشاريع على مستوى هذه المنطقة، غير أن العملية اصطدمت بمشكلة طبيعة الأرضية الجبلية المعرضة لخطر الفيضانات، لوجودها على مقربة من سفوح الجبال المجاورة لها، إضافة إلى تفادي الإشكالات المتعلقة بالطبيعة القانونية للموقع القريب من الأملاك الوطنية الغابية، ما دفع القائمين لتقليص المساحة التي كانت مخصصة للاستثمارات الصيدلانية بمنطقة كبودة المتواجدة على الطريق الوطني رقم 44، من 30 هكتارا إلى 4 هكتارات و التوجه نحو توزيع مشاريع الراغبين في الاستثمار في صناعة الأدوية و المستحضرات الصيدلانية، عبر مختلف مناطق الولاية.
و أكدت مصادر مسؤولة، وجود 15 ملفا للراغبين في الاستثمار في الصناعات الصيدلانية، تنتظر الدراسة و الموافقة عليها منذ عدة أشهر، غير أن هذه المشاريع مازالت رهن الأدراج و لم تنطلق بعد أشغالها بسبب مشكلة العقار الصناعي المطروحة بحدة، في الوقت الذي يسجل فيه تزايد الطلب على الاستثمار في صناعة الأدوية و كل ما له صله بهذا المجال و هو ما حرم الولاية من الاستفادة من مئات مناصب الشغل التي كانت ستوفرها هذه المشاريع للعاطلين و خلق الثروة و إعطاء القطاع و الاقتصاد الوطني القيمة المضافة بتقليص فاتورة الاستيراد و توفير حاجيات السوق الوطنية من شتى أنواع الأدوية المبرمج أن تنتجها هذه المشاريع التي تعمل السلطات المحلية، حسب مصادرنا، جاهدة على توفير العقار لها، لتمكين المستثمرين من الانطلاق قي أشغال المشاريع قريبا، ما سيجعل من ولاية الطارف مستقبلا، يؤكد المصدر، قطبا وطنيا متخصصا في الصناعات الصيدلانية بامتياز، لتوفر كل الشروط الملائمة لتطوير هذا النشاط الحيوي.
و أفادت مصادرنا، بأنه تم توجيه تعليمات بإعطاء الأولوية في العقار المسترجع إلى المستثمرين في الصناعات الصيدلانية، لجدية أصحاب هذه المشاريع و أهميتها الاقتصادية، علاوة على تكليف المصالح المختصة باختيار موقع مناسب يتربع على مساحة شاسعة لتوطين كل المشاريع المعطلة، بما فيها توجيه كل المشاريع الاستثمارية التي تقدم بها المستثمرون و أصحاب المؤسسات الصيدلانية الوطنية الأجنبية مستقبلا، نحو المواقع المخصصة لها، لتفادي عوائق العقار و متاعب التهيئة و الربط بالشبكات المختلفة.
وكان الوالي، حرفوش بن عرعار، قد كشف خلال زيارة وزير الصناعات الصيدلانية للولاية، مؤخرا، عن اعتماد خطة لاستقطاب الاستثمارات، خاصة في مجال صناعة الأدوية و المستخلصات الصيدلانية، لترقية هذا النشاط، بالنظر للموقع الإستراتيجي للولاية الحدودية و قربها من مطار و ميناء عنابة للتصدير، معلنا عن حزمة من التدابير و التحفيزات التي وضعتها مصالحه لتشجيع الاستثمار الوطني و الأجنبي مع كل المرافقة، فيما أثنى الوزير، عبد الرحمان لطفي جمال بن احمد، على أهمية و مكانة قطاع صناعة الأدوية بالولاية، في توفير الاحتياجات الوطنية من الأدوية، بفضل الوحدات الصناعية الموجودة بها و البالغ عددها حاليا 4 وحدات، معلنا عن دعم شركات صناعة الأدوية في الولاية، بتعزيز مكانتها على المستوى الدولي، من خلال فتح آفاق جديدة في مجال الصادرات و ذلك باستغلال الموقع الجغرافي للولاية القريبة من دولتي تونس و ليبيا، بالإضافة إلى السماح للمستثمرين في هذا المجال، بالاستفادة من الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الجزائر في مختلف المبادلات التجارية.
نوري.ح
