سلطت، عشية أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أحكاما تصل للسجن المؤبد في حق 3 أشخاص اتُهموا في قتل شاب بطعنات خنجر و الاعتداء عليه بالعنف بمدينة عين البيضاء.
وسلطت هيئة المحكمة عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم المسمى (ش.ش) وقضت بإدانة كل من (ف.هـ) و(ب.ش.د) بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام للمتهمين الثلاثة، الذين توبعوا بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار.
القضية ومن خلال ملفها الذي طُرح أمام جلسة المحكمة، ترجع إلى تاريخ الثامن والعشرين من شهر جويلية من سنة 2020، عندما شهد محيط ابتدائية قحموص محمد الكامل بجوار ثانوية الشيخ لخضر بوكفة بعين البيضاء، شجارا عنيفا بين المتهمين وشاب يدعى (ب.أمين) ، أين حاول المتهمون الثلاثة خطفه للاعتداء عليه، ليتدخل الحارس الليلي للمحلات التجارية بالحي المعروف باسم «التونيس» المدعو (ب.س)، أين فك المعني من قبضة المعتدين، ليلوذ الأخير بالفرار في الوقت الذي ركب المتهمون الثلاثة سيارة المتهم (ب.ش.د)، وقصدوا وجهة مجهولة ليعودوا بعدها بحثا عن الشاب الذي فر من قبضتهم.
وتوجه المتهمون مباشرة صوب حارس المحلات التجارية الذي كان برفقة الضحية، ويتعلق الأمر بالشاب (ح.عمار) البالغ من العمر 25 سنة، والذي خرج من منزله ليلة الوقائع بدافع الفضول، لمعرفة ما حصل في المناوشات والشجار العنيف الأول، ليدخل المتهمون الثلاثة في شجار آخر مع حارس المحلات، وكذا مع الضحية الذي كان جالسا برفقته.
وحاول الحارس الدفاع عن صديقه وجاره الضحية دون جدوى، فالمتهمون الثلاثة اعتدوا عليه وأسقطوه أرضا والتفوا حوله و وجهوا له طعنات، ثم لاذوا بالفرار بعد أن هرع الجيران و والد الضحية للمكان، ليتم نقل الضحية بسرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح غير أن العملية التي أجريت له لوقف النزيف، باءت بالفشل ليلفظ أنفاسه الأخيرة، فيما باشرت الشرطة حملة توقيفات مست عددا من المشتبه بهم، إلى أن كشفت التحقيقات ضلوع المتهمين الثلاثة في مقتل الشاب «عمار».
وتضاربت تصريحات المتهمين أمام هيئة المحكمة، «فأحدهم قال بأنه كان على متن مركبته رفقة المتهم الثاني ولما وصلوا لمكان المشاجرة، ترجل المتهم الذي برفقته ولحق به، ولما استل حارس المحلات التجارية المدعو (ب.س) خنجره تدخل ونزعه منه، دون أن يشاهد من طعن الضحية ودون أن يحمل خنجرا ويشارك في الشجار، مضيفا بأنه كان في حالة سكر.
أما المتهم الرئيسي فصرح بأنه تشاجر مع الحارس دون أن يطعن الضحية، الذي لم يدخل في خلاف معه ولم يطعنه، وذهب المتهم الآخر للتأكيد بأنه لم يكن حاضرا في مسرح الجريمة، على عكس تصريحات والد الضحية الذي قال وهو يبكي فراق ابنه، بأن فلذة كبده كان في المنزل ليلا، وخرج بعد سماعه صوت ضجيج وشجار، ليلقى حتفه على يد المتهمين، أين شاهد (ف.هـ) حاملا في إحدى يديه خنجرا ، أما المتهم الآخر فكان بصدد ضرب ابنه وهو ينزف دما، وبيّن حارس المحلات بأن المتهمين الثلاثة كانوا مدججين بالخناجر، مشيرا إلى أنه لم يشاهد من طعن الضحية.
دفاع الضحية أكد من جهته بأن تقرير التشريح الطبي بيّن بأن الضحية تلقى طعنة قاتلة بعمق 18 سنتيمترا وهي التي أصابته في الفخذ وكذا تلقيه طعنتين في مناطق متفرقة من جسده، إضافة إلى تعرضه إلى صدمات قبل موته، كما انتهى التقرير للتأكيد بأن الوفاة كانت عنيفة، و أجمعت أقوال الشهود أن الجناة كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء كما أنهم قاموا بإسقاط الضحية أرضا و الالتفاف حوله.
ممثل النيابة العامة و في مرافعته تطرق إلى الظاهرة الإجرامية المستفحلة بمدينة عين البيضاء، والتي كان قد تحدث عنها دفاع الضحية، مبينا بأن الدورة العادية الجنائية بها نحو 17 قضية قتل، و أضاف المتحدث بخصوص القضية بأن الشرطة تدخلت بعد تلقيها اتصالا من مصلحة الاستعجالات الطبية، يكشف عن استقبال شابا أصيب بإصابات بليغة نتيجة تعرضه لاعتداء وحشي، وعليه جروح في الفخذ الأيسر والذراع الأيمن والركبة والوجه والرقبة.
وأضاف ممثل الحق العام بأن الضحية نقل عن طريق الشاهد (ب.س) للمستشفى، أين أجريت له عملية جراحية مستعجلة ليلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة، وأشار إلى أن المتهمين يعترفون باحتسائهم المشروبات الكحولية، فيما أكد الشهود بأنهم كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء، و بين المتحدث بأن الطبيب الشرعي خلص في تقريره إلى أن الوفاة ناجمة عن نزيف الفخذ، بحيث أن الضحية تلقى أكثر من 6 ضربات و آثار العنف كانت بادية عليه، إذ نتجت الوفاة عن التطورات والمضاعفات التي أحدثها النزيف.
أحمد ذيب