رفض عمال الخزينة العمومية بقالمة أمس دعوات الحوار و مساعي المديرية الجهوية بعنابة، و قرروا مواصلة إضراب عن العمل لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على ما وصفوه بتدني ظروف العمل في مبنى قديما، أصبح مهددا بالانهيار.
و قال عمال الخزينة بأن تصدعات بدأت تظهر على مبنى الخزينة الذي يعود إلى الفترة الاستعمارية، حيث سقطت بعض الأجزاء من سقف الطابق الأرضي يوم الاثنين، مما أثار حالة من الخوف و القلق وسط الموظفين الذين قرروا التوقف عن العمل.
و ناشدوا السلطات المعنية من أجل التدخل و حماية عمال الخزينة و ترميم المبنى و إخضاعه للرقابة التقنية، و البحث عن مقر بديل في أقرب الآجال بعد ظهور مؤشرات تدل على أن المبنى التاريخي القديم لم يعد قادرا على الصمود لسنوات أخرى، و أصبح يشكل خطرا على الموظفين الذين اشتكوا أيضا من ضيق المكاتب التي لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير من العمال و المواطنين و الهيئات الإدارية التي تتعامل بشكل مكثف مع الخزينة العمومية.
و قد أدى الإضراب إلى شل الخدمات المالية التي تقدمها الخزينة كالأجور و الحوالات و فواتير المقاولات و غيرها من العمليات المالية اليومية التي تقوم بها الخزينة.
و تعمل عدة أطراف محلية و مركزية على إقناع الموظفين بوقف الإضراب و تغليب منطق الحوار ،لحل المشاكل المطروحة و في مقدمتها وضعية المبنى الذي يقع وسط المدينة القديمة ،و يقول عمال الخزينة بأنه أصبح مهددا بالانهيار و يصرون على مشروع لبناء مقر جديد يكون آمنا و مريحا للموظفين المكدسين حاليا بمكاتب لم تعد قادرة على التحمل.
و بنت قطاعات كثيرة مقرات جديدة بقالمة و أخلت المقرات القديمة، غير أن الخزينة العمومية بقيت بمقر قديم تجاوز 100 سنة و أصبح في حاجة إلى خبرة تقنية و عمليات ترميم مستمرة لحمايته من الانهيار الذي تحول إلى هاجس للموظفين.
فريد.غ