من المتوقع أن يبعث مشروع التكوين الموجه لمنتسبي قطاع التربية والتعليم في الإسعافات الأولية، من جديد، في غضون السنة القادمة، مع التركيز على تكوين مدرسي مادة التربية البدنية، تماشيا مع المستجدات التي ميزت الموسم الدراسي الحالي، بإدماج هذه المادة الهامة في الطور الابتدائي والذين استفادوا، أمس، من لقاء تحسيسي حول داء سكري الأطفال، منظم من طرف جمعية نور للأطفال المرضى بالسكري لولاية سطيف، بالتنسيق مع النادي الصحي وتين للمركز الثقافي الإسلامي رابح مدور، تحت شعار « بيد نزرع أملا، نمحو ألما، نرفع همما»، وهذا بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسكري المصادف لتاريخ 14 نوفمبر من كل عام.
أكد المفتش، هشام زعيم، أمس، في تصريح للنصر، على هامش فعاليات هذا اللقاء التحسيسي، أن مفتشية التربية البدنية و في إطار مخطط التكوين الخاص بمديرية التربية لولاية سطيف، أطرت مشروعا تضمن تنظيم تربصات حول الإسعافات الأولية، قبل مرحلة جائحة كورونا التي جمّدت النشاط، الذي من المتوقع أن يبعث من جديد، بعد التنسيق الذي تمّ بين المفتشية ومديرية الحماية المدنية لذات الولاية، قصد تنظيم تربصات تكوينية موجهة لأساتذة التربية البدنية على وجه الخصوص، بعد إدماجهم في الطور الابتدائي، بناء على تواجد أستاذين لهذه المادة على مستوى كل مؤسسة تربوية، ما يضمن تكوين مسعف على الأقل في كل واحدة، على أن يكون هذا التكوين خاصا بالأساتذة المعنيين خارج دورات تكوين عموم المواطنين، بهدف استغلال فترة توقف الدراسة في عطلة الشتاء والربيع، مضيفا بأن الوصول إلى الهدف المسطر من هذه المبادرة سيجنب الكثير من الحوادث ومذكرا بأن عدد أساتذة التربية البدنية بولاية سطيف يبلغ 552 أستاذا وهو العدد الأكبر على المستوى الوطني، بالإضافة إلى التنسيق مع أساتذة الطورين المتوسط والثانوي لإحياء هذه الفكرة التي سيكون لها انعكاسات إيجابية في أجل قصير.
بدوره، دعا علي بوعماري، طبيب رئيسي للحماية المدنية سطيف، جميع المواطنين وبالأخص الأسرة التربوية من أساتذة، مشرفين تربويين، مدراء وإداريين، إلى التكوين في مجال الإسعافات الأولية، باعتبار أن الطفل يقضي معظم وقته في المؤسسات التربوية، لضمان تواجدهم بصفة مسعفين في الواجهة الأولى عند وقوع أي حادث، مؤكدا بأن هذا النوع من التكوين القصير الذي يمتد حوالي ثلاثة أسابيع، يسمح بتلقين المعارف الكافية للإحاطة بأنواع الإصابات والجروح والتدابير الأولية التي يجب القيام بها بطريقة صحيحة لإنقاذ الضحية قبل وصول مصالح الحماية المدنية أو سيارات الإسعاف.
وأوضح محدثنا، بأن مشاركته في اللقاء التكويني والتحسيسي الذي خصص لأساتذة التربية البدنية أمس، جاء بهدف حذف الفكرة الخاطئة التي يعتقدها البعض حول إعفاء الأطفال المرضى بالسكري من الرياضة، معتبرا بأنها وعلى العكس تعتبر حلقة هامة في سلسلة التربية الصحية للطفل، مستغلا هذه الفرصة لتبسيط المعلومات للأساتذة من خلال ورشة تطبيقية مبسطة ومناقشة مفتوحة، حول طريقة التعامل مع الأطفال المرضى بالسكري والنوبات التي قد تصيبهم، مع توسيع دائرة الشرح إلى سبل التدخل لإسعاف الأطفال في حال التعرض لأي نوع من الإصابات.
من جانبها، اعتبرت حفيظة شريف، طبيبة أطفال ورئيسة جمعية نور للأطفال المرضى بداء السكري، في تصريح للنصر، أن إدماج مادة التربية البدنية في الطور الابتدائي، هو مكسب كبير للأطفال والأسر الجزائرية، وخصوصا للأطفال المرضى بالسكري، لأن ممارسة الرياضة تعتبر المحور الرئيسي في التوازن السكري، وهو الجانب الذي تناولته في محاضرتها التي ألقتها أمام أساتذة التربية البدنية، لشرح ما يمكن أن يتعرض له الطفل المريض بالسكري أثناء الحصة والإجراءات التي يجب اتخاذها لتفادي حدوث مضاعفات من خلال المتابعة لنسبة السكر في الجسم قبل وأثناء وبعد حصة الرياضة، والتدخل في الوقت المناسب لتقديم شيء محلّى عند ملاحظة أعراض انخفاض السكر، لتفادي الأزمات والنوبات، ومراعاة الاحتياجات الخاصة بالتلميذ المريض خاصة في حالات ارتفاع معدل السكر في الجسم.
كما نبّهت المتحدثة إلى خطورة اللمجة غير الصحية التي يقدمها الأولياء لأبنائهم في منتصف الفترة الصباحية التي تحوز على كمية ضخمة من السكريات الضارة، التي تسبب السمنة التي تصنف ضمن مسببات داء السكري، مطالبة بإلغائها من البرنامج مراعاة لمرضى السكري الممنوعين من تناولها تماما، أو استبدالها بمأكولات صحية حفاظا على سلامة الأطفال عموما، خاصة في ظل ارتفاع عدد حالات الإصابة بالسكري لدى الأطفال بمعدل 30 إلى 50 حالة في كل 100 ألف شخص سنويا على المستوى الوطني.
خ.ل