وضع وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أول أمس الخميس بعنابة، حجر الأساس للانطلاق الرسمي في إنجاز مشروع المسجد القطب بهضبة حي بوخضرة ببلدية البوني، في موقع يُطل على المدخل الغربي لمدينة عنابة، وذلك بعد أكثر من 20 سنة من الانتظار.
وأوضح بلمهدي في تصريحه لوسائل الإعلام، بموقع إنجاز المسجد في إطار زيارة العمل التي قادته لولاية عنابة للمشاركة أيضا في يوم دراسي حول مجازر8 ماي 1945، بأن المسجد القطب سيكون صرحا إضافيا يخدم المنظومة الدينية ويساهم في ترقية دور هذه المعالم، من خلال خطاب ديني وسطي ومعتدل وتنشئة مجتمع يحافظ على هويته وينسجم في مسار التنمية الذي تنتهجه البلاد.
وأضاف الوزير أن انطلاق أشغال هذا المشروع الديني المهيكل، تزامن مع إحياء الجزائر لليوم الوطني للذاكرة ومجازر 8 ماي 1945 التي نستوقف فيها تضحيات أبناء هذا الوطن من أجل الحرية، وتابع بأن المسجد يُمثل عربون وفاء لرسالة الشهداء وتأكيدا للمسار الصحيح الذي تنتهجه الجزائر من أجل رقي متعدد الأبعاد.
ودعا الوزير لدى اطّلاعه على البطاقة الفنية للمشروع الذي يتسع لنحو 12 ألف مصلي، إلى احترام آجال ونوعية الإنجاز، والاستخدام الذكي لمختلف الموارد التي تشغّل هذا الصرح الديني، منها الطاقات المتجددة وإعادة رسكلة المياه، بالإضافة إلى بعث نشاطات ثقافية وفكرية وكذا سياحية من شأنها حسب بلمهدي، أن تحوّل المسجد القطب إلى منارة تشع على المنطقة ككل. وقد باشرت شركة «باتيميتال» التابعة لمجمع «إيمتال» العمومي، المختص في التعدين والبناء، أشغال الإنجاز في شطره المتعلق بالقاعة الكبرى للصلاة، حيث انطلقت عملية حفر الأساسات كون الأرضية تمت تهيئتها في فترة سابقة في إطار التحضيرات الأولية للمشروع، حيث حددت الآجال التعاقدية بـ 22 شهرا، كما بلغ الغلاف المالي المخصص لإنجاز قاعة الصلاة الكبرى 85 مليار سنتيم.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمسجد 7 هكتار من بينها مساحة مبنية تقدر بـ 6600 متر مربع، حسب البطاقة التقنية للمشروع، ومنارة بعلو 70 مترا، كما سيضم المبنى الرئيسي للمسجد أربعة طوابق وقاعتين للصلاة ومحرابا وشرفات ومبنى إداريا وقاعة للمحاضرات تتسع لـ 300 مقعد، بالإضافة إلى فضاءات خاصة بالنشاطات الثقافية وأخرى للتجارة والخدمات.
وأكد وزير الشؤون الدينية في كلمته، بمناسبة افتتاحه أشغال اليوم الدراسي حول مجازر 8 ماي 1945 بعنوان «الإبادة، ذاكرة لا تنسى» بقصر الثقافة والفنون محمد بوضياف، على تضحيات الشعب الجزائري ضد المستعمر، كما يفعل الشعب الفلسطيني اليوم، مشيدا بالقرارات التي أقرها رئيس الجمهورية لفائدة الأئمة، على رأسها استفادتهم من سكنات، حيث خُصص لهم شطر بـ 1000 وحدة في عدة صيغ منها الريفية.
كما زار بلمهدي مسجد أبو مروان الشريف بالمدينة العتيقة لعنابة، وعاين جميع أركان هذا المعلم الديني المصنف الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1033، حيث دعا لإنجاز عمليات صيانة وإعادة تهيئة، مشددا على أهمية المحافظة على مثل هذه المعالم واستغلالها لبعث نشاطات ثقافية تساهم في ترقية دورها كأقطاب للإشعاع الديني والثقافي، وجعلها مزارا سياحيا وتنشيطها بالتنسيق مع مديريات الثقافة، الشؤون الدينية والسياحة. وقد استمع الوزير لكافة ممثلي القطاع بالولاية من مرشدات وأئمة وغيرهم وشجعهم وأثنى على مجهوداتهم.
حسين دريدح