شهدت القافلة الطبية المتنقلة إلى بلدية أولاد دحمان، شمال ولاية برج بوعريريج، إقبالا متزايدا، بلغ ألف شخص من مختلف الأعمار، بالنظر إلى الخدمات والفحوصات التي تقدمها في 15 تخصصا، بما في ذلك التخصصات الطبية التي تعرف عجزا في التغطية بالمنطقة، مع إمكانية المتابعة الدورية والتكفل بالعمليات الجراحية والعلاج اللازم، للأشخاص الذين يتم الكشف عن إصابتهم بأمراض تستدعي التدخل الجراحي والمتابعة.
وأثبتت القوافل الصحية المتنقلة والمنظمة خلال عطل نهاية الأسبوع، إلى مختلف المناطق النائية والبلديات التي تفتقر للتغطية الطبية المتخصصة، نجاعتها وأهميتها في تقديم العلاج والفحص الدقيق لمئات المواطنين، حيث سبق وأن حطت رحالها بالعديد من البلديات والدوائر، ليأتي الدور على بلدية أولاد دحمان، أين أكدت مصالح مديرية الصحة على زيادة الإقبال والتكفل باحتياجات المرضى، في إطار مخططها الجواري، الذي يهدف إلى توفير الرعاية الصحية، لفائدة سكان المناطق النائية، وإعفائهم من متاعب التنقل للعيادات الخاصة، مع التقليل من الضغط على المؤسسات الاستشفائية العمومية، لاسيما ما يتعلق بضبط المواعيد لإجراء الفحوصات المتخصصة، والتي يتم توفيرها في القوافل المتنقلة، من خلال تجنيد أطباء مختصين والعتاد والتجهيزات اللازمة لأزيد من 15 تخصصا، مع التكفل بالعمليات الجراحية بالنسبة للحالات المكتشفة خلال علميات الفحص.
ويجري الإعلان عن تنقل مثل هذه القوافل، قبل أيام من تنظيمها، ما يسمح للمواطنين بالاطلاع عليها، مع تحديد الأماكن المخصصة للفحص، وتوزيعها على مختلف التخصصات الطبية، الأمر الذي لاقى استحسانا وإقبالا من قبل المواطنين، للاستفادة من فحوصات مجانية تشمل عديد التخصصات، على غرار طب القلب والشرايين، طب الأطفال، جراحة العيون، الأعصاب، النساء والتوليد، الغدد الصماء وداء السكري، طب وجراحة العظام، الجراحة العامة، الأمراض المعدية، أمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية والطب الداخلي، فضلا عن الكشف المبكر عن أمراض السرطان والأمراض المزمنة، ما وفر على العائلات المعوزة ومتوسطة الدخل إجراء الفحوصات وضمان المتابعة والعلاج المجاني، في حال اكتشاف الإصابة بأمراض مستعصية تستدعي التدخل الطبي الجراحي، أو المتابعة الدورية على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية المنتشرة بإقليم الولاية.
وبخصوص هذه القافلة، أشار مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالقلة، إلى أنها القافلة الثانية المنظمة خلال الأسابيع الأخيرة بالإقليم الجواري الخاص بالمؤسسة، وقد سبقها تنظيم قافلة طبية متنقلة، لفائدة سكان بلدية القلة، خضع فيها أزيد من 700 شخص للفحوصات الطبية المجانية، تحت إشراف من طواقم طبية متخصصة، مجهزة بمختلف المعدات والتجهيزات اللازمة للتشخيص وهي الفحوصات التي يصعب توفيرها بإقليم الاختصاص، لافتقار أغلب العيادات لأطباء مختصين، ناهيك عن نقل التجهيزات الطبية الخاصة بالمؤسسات الاستشفائية العمومية، على غرار الفحص بالأشعة والمعدات المتخصصة، أين يتم فيها إخضاع المريض إلى متابعة مستمرة من طرف الطبيب الأخصائي، وتوجيهه برسالة إلى المؤسسات الاستشفائية القريبة للتكفل بحالته الصحية.
وعرفت القافلة المتنقلة لبلدية أولاد دحمان، تنظيما محكما ومساهمة عدد من الجمعيات المحلية ومصالح البلدية، بالتنسيق مع المؤسسات العمومية للصحة الجوارية ومهنيي الصحة للقطاع الخاص، أين تم تجنيد أزيد من 20 طبيبا أخصائيا و10 في الطب العام، فضلا عن مشاركة أزيد من 40 ممرضا وممرضة في التأطير والإشراف على العملية، كما تم تنظيم حملة للتبرع بالدم لفائدة المؤسسات الاستشفائية بالولاية.
وتجدر الإشارة إلى وضع مديرية الصحة، لمخطط يشمل تغطية جميع المناطق النائية والبلديات، بخدمات القوافل المتنقلة، فضلا عن تنظيم الأيام الطبية الجراحية عبر المؤسسات الاستشفائية، للتكفل باحتياجات المرضى والتقليل من فترات التباعد في المواعيد، مع العمل على الوصول إلى إجراء جميع الفحوصات والعمليات الجراحية التي لا تزال في قوائم الانتظار، قبل فترة التوقف الاضطراري، لتضاف إلى برنامج الخدمات اليومية المقدمة عبر المستشفيات والعيادات متعددة الخدمات ومراكز العلاج، ما يسمح لمحدودي الدخل والمرضى، بالاستفادة من العلاج اللازم والتكفل بهم، لإعفائهم من دفع التكاليف الباهضة في حال التنقل إلى العيادات الخاصة، ناهيك عن التقليل من مدة انتظار المواعيد التي قد تطول في بعض الحالات لأزيد من ثلاثة أشهر، خصوصا تلك المتعلقة بالعمليات الجراحية الدقيقة، التي تحتاج إلى أطباء مختصين.
ع/بوعبدالله