تتوقع مديرية المصالح الفلاحية بولاية برج بوعريريج، تسجيل انخفاض في منتوج الحبوب من قمح وشعير، خلال موسم الحصاد الجاري، إلى أقل من 300 ألف قنطار، بالنظر إلى تضرر مساحات هامة من الأراضي المزروعة عبر إقليم الولاية، بسبب حالة الجفاف التي اجتاحت المنطقة، في ظل نقص معدلات التساقط خلال فترات النمو، رغم الجهود المبذولة لتوسيع رقعة المساحات المسقية، ومنح التراخيص لحفر الآبار وإنجاز المجمعات المائية، وربط المستثمرات بشبكة الكهرباء.
وأكدت مديرية المصالح الفلاحية ببرج بوعريريج، في تقرير مفصل تحوز النصر على نسخة منه، أن توقعات الإنتاج لن تتجاوز الكمية المذكورة سالفا، بناء على التقييم الأولي، والخرجات الميدانية التي قامت بها اللجنة الولائية لمتابعة وتقييم الموسم الفلاحي للحبوب، والتي توصلت إلى تقسيم الولاية إلى منطقتين متباينتين، من حيث المنتوج، إذ صنفت مردود المنطقة الشمالية المتوقع بالمتوسط من 10 إلى 15 قنطارا في الهكتار الواحد، في حين أشارت إلى التضرر والتلف الكبيرين للمحاصيل بسبب الجفاف، على مستوى المنطقة الجنوبية بمردود متوقع «ضعيف جدا» من 2 إلى 6 قناطير في الهكتار.
وتأتي هذه النتائج حسب ذات المصدر، مخالفة للجهود المبذولة خلال الموسم الفلاحي الجاري، أين وُفرت جميع التسهيلات والامتيازات للفلاحين، فضلا عن تدعيم العتاد الفلاحي المخصص لحملة الحصاد والدرس، بتوفير 454 آلة حصاد، منها 88 مقتناة في إطار برنامج التجديد، و 1574 مقطورة لنقل المنتوج، و476 آلة لجمع وربط التبن، 184 آلة لجمع التبن، 964 آلة حش، و342 صهريجا.
وتعتبر البرج، من بين الولايات الفلاحية التي تزخر بثروات ومؤهلات كبيرة في مجال الزراعة، غير أنها ما زالت تعاني من تأخر كبير في تطوير تقنيات الزراعة الحديثة، في ظل الاعتماد على الطرق البدائية بين أغلب الفلاحين وشح الموارد المائية الموجهة للسقي والاكتفاء بما تدره السماء، ما فرض واقعا يتسم بالتبعية المناخية في قطاع الفلاحة بشكل عام و زراعة القمح والشعير على وجه الخصوص، الأمر الذي جعل القطاع يعرف هزات وتقلبات، وهو ما يفسر بانخفاض المنتوج الزراعي إلى أدنى مستوياته أمام حالة الجفاف التي ميزت الموسم الفلاحي.
وتشير جميع المعطيات والمؤشرات مع انطلاق حملة الحصاد والدرس، إلى انخفاض المنتوج خلال موسم الحصاد الجاري مقارنة بالمواسم الفارطة، مع تراجع منتوج الولاية من قمح وشعير بنسب كبيرة كتقييم أولي لواقع القطاع، في وقت شهدت فيه المساحات المزروعة تأخرا في نمو المحصول بسبب الجفاف الذي مس معظم مناطق الولاية، خاصة في الفترة الممتدة بين فيفري إلى غاية شهر أفريل، التي تعد أهم مرحلة لنمو القمح والشعير، إذ تحتاج إلى كميات معتبرة من المياه سواء مياه الأمطار في حال التبعية المناخية ونقص الأراضي المسقية كما هو الحال بولاية البرج، فضلا عن تراجع منسوب الآبار والحواجز والسدود المائية المستعملة في سقي الأراضي وحقول القمح.
وأثّرت حالة الجفاف بشكل كبير على المنتوج الزراعي بولاية برج بوعريريج، في وقت يعتمد فيه النشاط على مياه الأمطار والثلوج كأبرز معامل، وهذا رغم توفر الولاية على مؤهلات كبيرة في المجال الزراعي من أراض خصبة ومجمعات مائية غير مستغلة، حيث تقدر مساحة الأراضي الفلاحية، حسب المديرية الوصية بحوالي 245 ألفا و120 هكتارا، أي ما يقارب 62 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية، في حين تقدر المساحة الصالحة للزراعة بحوالي 186 ألف هكتار، منها 70 ألفا و367 هكتارا مخصصة للحبوب.
وتبقى الولاية تعاني من عجز كبير في هياكل ومنشآت السقي، في وقت تتوفر على محطات لمعالجة المياه المستعملة التي لا تُستغل بالشكل اللائق و6 حواجز مائية مخصصة للسقي بمناطق لشبور، تكستار تيقودين موقري الحمادية و وادي الشعير، تُستعمل مياهها في سقي مساحة 800 هكتار إلى جانب استغلال محطات التصفية بالبرج لري 150 هكتارا من الأراضي الزراعية، فيما يعتمد الفلاحون ببقية المناطق على الآبار والتنقيبات، منها حوالي ألفي نقب لسقي حوالي ألفي هكتار، و 2744 بئرا تقليديا بمختلف مناطق الولاية لسقي 473 هكتارا، إلى جانب 63 مجمعا مائيا تستغل في ري مساحة إجمالية قدرها 6435 هكتارا، كما ساهمت عمليات الربط بشبكة الكهرباء خلال الفترة الأخيرة، لـ 820 مستثمرة فلاحية، في استغلال حوالي 630 منبعا، بالإضافة إلى منح التراخيص لحفر الأنقاب والآبار.
ع/بوعبدالله
