أفادت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بعنابة، أمس، بأن صغار طائر اللقلق، تسببت في الأيام الأخيرة، في العديد من الانقطاعات في التيار الكهربائي بعدة محاور، جراء تعلم صغار هذا الطائر الطيران، متسببة في عديد الأعطاب والتذبذبات المسجلة لدى ملامستها الشبكات متوسطة التوتر للخطوط الكهربائية، انطلاقا من المحول المورد،
خرازة بواد النيل.
وحسب المكلفة بالاتصال لشركة سونلغاز بعنابة، وداد بوحوش، سجلت أمس، تذبذبات طفيفة في التموين بالطاقة الكهربائية أثناء تحويل التموين على الشبكات الاحتياطية بكل من مناطق السرول، خرازة، واد العنب، و واد النيل، نتيجة لتنامي نشاط أسراب طائر اللقلق خلال هذه الفترة من موسم الاصطياف.
وفي نفس السياق، مس قبل أيام، عطب الشبكة الكهربائية متوسطة التوتر بطريق قالمة انطلاقا من المحول المورد الحجار والممون لكل من منطقة المقاومة كدية مراح، الحريشة، مجاز الغسول والكرمة، بعد سقوط كابل كهربائي أرضا، ما استدعى تدخل الفرق التقنية لمقاطعة الكهرباء الحجار، لإعادة تموين المواطنين بالطاقة، كما بقيت منطقة الحريشة لفترة محدودة بدون كهرباء، بعد استحالة تموينها على الشبكات الاحتياطية إلى غاية إنهاء أشغال إصلاح الشبكات وتعويض الكابل المتضرر.
ويشير المصدر، إلى أن مصالح سونلغاز برمجت عملية وضع مضادات للأعشاش لحماية الطائر من التعشيش فوق الأعمدة الكهربائية التي تشكل خطرا على حياته، بالإضافة إلى الأضرار التي تترتب على المنشآت والشبكات الكهربائية.
وتتسبب أعشاش طائر اللقلق كل سنة، في وقوع أعطاب على مستوى الشبكات الرئيسية للتوزيع، رغم تركيب الشركة لأعشاش مهيأة في بعض الأعمدة، على غرار منطقة الحجار، لتفادي إنشاء أعشاش عشوائية، نظرا لاتخاذ هذا الطائر المنطقة موطنا له عند هجرته من دول أخرى. وحسب سونلغاز، فإن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، تتسبب في عديد العراقيل والصعوبات للأعوان في الميدان وكذا خسائر للشركة، لتواجد الأعمدة الكهربائية وسط المناطق الفلاحية والريفية، حيث تتسبب أعشاش طائر اللقلق في وقوع أعطاب على مستوى الشبكات الرئيسية للتوزيع.
وتعمل سونلغاز بالتنسيق مع مصالح الغابات لولاية عنابة التي تتابع مسار طائر اللقلق الذي يتخذ من منطقة لحريشة في بلدية الحجار تجمعا وموطنا للاستقرار فيه والتكاثر وكذا الراحة قبل الهجرة، حيث لجأ حسب تصريح مصالح الغابات للنصر، لبناء أعشاشه فوق أشجار التين الشوكي «الهندي» على ارتفاع 2 متر، لحماية أعشاشه طبيعيا من اعتداء الإنسان وتتوزع الأعشاش على مساحة 1 هكتار.
واستنادا لمصالح الغابات، فإن طائر اللقلق يبدأ بالهجرة إلى الجزائر شهر ديسمبر، قادما من وسط وجنوب أوروبا على وجه التحديد وتبدأ ذات المصالح في إحصائه شهر جوان، بعد تفقيس البيض وظهور رؤوس الصغار في الأعشاش، بعد اكتمال نموهم وقدرتهم على الطيران لمسافات بعيدة، حيث يحضر طائر اللقلق نفسه للعودة إلى أوروبا شهر سبتمبر ومع دخول شهر أكتوبر تكون الأعشاش فارغة.
وذكرت مصالح الغابات لولاية عنابة، أنها تسلم رخص إزالة الأعشاش من الأعمدة لمصالح سونلغاز، باستخدام خراطيم المياه، كونها ثقيلة ولا يمكن إزالتها بسهولة، حيث تمنح التراخيص بعد فترة التكاثر وهجرة الطيور من جديد نحو أوروبا، كون هذا الطائر محمي عالميا ويمنع الاعتداء عليه أو صيده.
وفي نفس السياق، لاحظت مصالح الغابات عدوانية طائر اللقلق عند محاولة إزالة عشه في مرحلة وضع البيض وأمام الإقبال الكبير للقلق على بناء الأعشاش فوق الأعمدة، قامت مصالح الغابات منذ سنة 2010، بتصميم صحون حديدية على شكل قاعدة بناء عش لشركة سونلغاز التي قامت بتثبيتها فوق الأعمدة الكهربائية بالمناطق التي يقصدها اللقلق وهي التجربة التي لقيت نجاحا وأصبح هذا الطائر يستخدم الأعشاش الاصطناعية في عملية البناء ووضع البيض، غير أن عملية طيران صغار اللقلق في تجاربها الأولى، أصبحت تشكل خطرا على الشبكة وتؤدي إلى انقطاع التيار.
حسين دريدح