من أجل إدارة مثالية للتربة بالأقاليم الزراعية في قالمة: خبراء الزراعـــــة يدعــــون للعمل بتجربــــــة «بيتش» قبـــــــل الحرث

دعا مهندسو الزراعة بقالمة، منتجي القمح، إلى ضرورة العمل بالتقنيات العلمية أثناء الحرث للمحافظة على جودة التربة، حتى تكون ملائمة للبذر ومحفزة على النمو المثالي للحقول محذرين من تجاوز المعايير التقنية الخاصة بالتربة وتعريض جهود الموسم للهدر والتسبب في انخفاض المردود.
وقال المهندس الزراعي نبيل عثمانية من المعهد التقني للمحاصيل الكبرى، في تصريح للنصر أمس الأحد، بأنه يتعين على المزارعين القيام بتجربة ميدانية بسيطة تسمى تجربة «بيتش» قبل بداية الحرث حتى يكون العمل في الحقول مثاليا.
وأضاف بأنه ينبغي على المزارع عند الشروع في عملية الحرث أن يعرف حالة التربة التي يجب أن لا تكون رطبة جدا ولا جافة جدا، بل متوازنة و تسمح بالحراثة الفعالة، دون التسبب في انضغاط التربة.
ونصح المتحدث المقبلين على الحرث بإجراء اختبار «بيتش» للتحقق من رطوبة التربة على عمق معين قبل بداية العمل، لتجنب الظروف المفرطة الرطوبة التي قد تؤدي إلى انضغاط التربة و تشكل القلاقل و الطبقات الصماء.
وتجربة بيتش حسب نبيل عثمانية، هي اختبار بسيط يستخدم لتقييم رطوبة التربة و ملاءمتها للحرث و العمل الزراعي المجدي، و الهدف من هذه التجربة هو تجنب حرث التربة عندما تكون مفرطة الرطوبة، حيث قد يؤدي ذلك إلى انضغاط التربة وتدمير بنيته.
وتعتمد خطوات التجربة الحقلية المباشرة، على مراحل بسيطة بمقدور كل مزارع أو صاحب جرار القيام بها، و ذلك بأخذ عينة من التربة باستخدام مجرفة أو شوكة حفر، من عمق يتراوح بين 10 و 25 سم وهو العمق الذي عادة ما يصل إليه الحرث المثالي.
ويتم فحص التربة عن طريق ضغط العينة باليد، فإذا كانت التربة متماسكة وتشكل كتلة صلبة يصعب تفتيتها أو تتماسك على شكل كتلة طينية، فإن التربة رطبة جدا وغير مناسبة للعمل، و في هذه الحالة ينبغي عدم الحرث، و إذا كانت التربة تنهار بسهولة بين الأصابع ولا تشكل كتلة صلبة، فهي جاهزة للحرث و مثالية، حيث توفر تهوية جيدة و تمنع الانضغاط و تشكل الطبقة الصماء المعيقة للنمو. وخلص المتحدث إلى القول بأن التربة الجافة جدا قد تحتاج إلى الانتظار حتى تمتص المزيد من الرطوبة عن طريق الأمطار أو برنامج السقي، حتى يسهل العمل بها، بينما التربة الرطبة بشكل مثالي هي الحالة الأنسب للعمل الزراعي، حيث تكون التربة قابلة للحرث بدون أن تتسبب الأدوات في تدمير بنية التربة أو تكوين كتل صلبة، و عندما تكون التربة مفرطة الرطوبة فإنه يتعين تجنب العمل بها لتفادي الضرر الناتج عن الانضغاط. وتساعد تجربة بيتش في تحديد أفضل وقت للحرث، مما يحافظ على بنية التربة ويساعد في تحسين الإنتاجية الزراعية.
فريد.غ