استأنفت السلطات الولائية برنامج إعادة إسكان 1226 عائلة، من قاطني السكنات الهشة ببلدية قسنطينة، حيث تم أمس ترحيل 146 عائلة من 6 مواقع ، في انتظار أن تشمل العملية مواقع أخرى في الأسابيع المقبلة
وأشرف في وقت مبكر من صباح أمس، رئيس دائرة قسنطينة، وكذا منتخبو البلدية على استئناف برنامج ترحيل 1226 عائلة ، حيث تم تسخير المئات من عناصر الأمن، فضلا عن عمال وعتاد المؤسسات البلدية والولائية وكذا مديرية الأشغال العمومية، إذ عملوا على هدم السكنات الهشة بمساعدة من سكانها .
وجرت عملية إعادة الإسكان، في ظروف هادئة جدا ، إذ استفاد جل أصحاب المواقع المعنية ، ويتعلق الأمر بالحي المسمى ويفز بقطاع المنظر الجميل، وكذا أرضي عميروش بقطاع سيدي راشد، حي المنى بقطاع القماص، فرندو بقطاع سيدي راشد، مداوي بوجمعة بقطاع القنطرة والهضبة العليا بقطاع زواغي، إضافة إلى حالات تم استدراكها من عمليات الترحيل السابقة بعد التحقيقات.
وقد طالب بعض أصحاب الطعون، لاسيما بأرض عميروش بضرورة دراسة ملفاتهم كونهم قدموها منذ سنوات طويلة، لكن لم تحظ بالدراسة، حيث ذكر لنا رب أسرة تتكون من زوجة و 8 أطفال من بينها فتاة معاقة، بأنه ظل ينتظر دراسة الطعن الذي قدمه قبل سنوات بعد أن تم ترحيل عائلات بالموقع في وقت سابق، ليجد نفسه مقصيا ضمن هذه القائمة مرة أخرى، كما ذكر بأنه قد التماس كتابيا للأمينة العامة للدائرة، عسى أن يتم إنصافه في آجال قريبة.
وأكد رئيس الدائرة، في تصريح صحفي، بأنه وبهدف القضاء على السكنات الهشة و القصديرية و إعادة إسكان المستفيدين في سكنات لائقة ، فقد تم مواصلة للبرنامج المسطر الذي يمس 1226 عائلة تقطن بسكنات هشة و قصديرية، حيث تم ترحيل 147 عائلة وتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاحها ، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للعائلات المرحلة إلى غاية اليوم يقدر بـ 730 عائلة والبرنامج سيستمر في وقت لاحق ، فيما تم إعادة إسكان المستفيدين بالتوسعة الغربية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي.
وقد وقفنا بغالبية المواقع التي زرناها على غرار موقع الهضبة العليا وأرض عميروش ومداوي بوجمعة بباب القنطرة وكذا موقع القماص، على هدوء تام ، إذ تم هدم السكنات الهشة دون أي اعتراض، كما لم يصل منتصف النهار حتى كانت جل العائلات في سكناتها الجديدة، إذ أكد رئيس الدائرة أن موظفي ديوان الترقية والتسيير العقاري فضلا عن شركتي سونلغاز وسياكو، قد وفروا كل ظروف الاستقبال، حتى يلج المستفيدون سكناتهم بأريحية.
وقد انطلقت عملية ترحيل قاطني السكنات الهشة ببلدية قسنطينة، نهاية جوان الماضي، حيث مست المرحلة الأولى أكثر من 500 مستفيد يقطنون بالأكواخ القصديرية لحي الإخوة عباس «وادي الحد»، إذ تم المسح الكلي لأحياء شهرين وجاب الله 1 و 2، ليتم إثرها استغلال تلك المواقع في إنجاز 600 سكن اجتماعي ومرافق ترفيهية ، فيما أكدت السلطات أن كل العقارات سيتم استرجاعها واستغلالها في مشاريع عمومية.
وينتظر أن يتم التكفل بأحياء هشة أخرى على غرار عوينة الفول وسيدي مسيد وغيرها من المواقع التي لم يتبق منها إلا عدد قليل، إذ وبهذه العملية سيتم طي ملف الهش نهائيا، الذي استنزف عشرات الآلاف من الوحدات السكنية ، بسبب إعادة شغل سكنات المرحلين من طرف آخرين ، لكن يبدو أن السلطات المحلية في هذه المرة، لم تترك أي موقع دون هدمه بشكل فوري منذ انطلاق هذه العملية ، إذ يتم هدم كل سكن بعد خروج سكانه مباشرة، كما تجدر الإشارة إلى أن الولاية استفادت من ألفي وحدة سكنية من صيغة الاجتماعي شهر دسيمبر من سنة 2023 و 4 آلاف وحدة شهر أوت المنصرم، ليصل العدد الإجمالي إلى 6 آلاف سكن جديد ينتظر أن تنطلق بها الأشغال قريبا، كما تجري حاليا في 1685 سكنا. لقمان/ق