كشف مدير الصحة لولاية عنابة، عبد الناصر دعماش، للنصر، عن استفادة مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي، ابن رشد، من جهاز للتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني «بات سكان» وهي تقنية متقدمة جدا للتصوير الطبي، تستخدم مادة مشعة لتصوير الأعضاء والأنسجة داخل الجسم، متوفر فقط في 3 ولايات على المستوى الوطني.
وأضاف، دعماش، أن الحكومة وافقت على طلب والي الولاية، عبد القادر جلاوي، لتجهيز مركز مكافحة السرطان بهذا الجهاز الحيوي والهام والذي يساهم في ضمان كفاءة عالية في التشخيص لمرضى السرطان وبعض الأمراض الأخرى، منها القلب، حيث بلغت تكلفة اقتنائه 70 مليار سنتيم وقدمت الطلبية للمؤسسة المصنعة، في حين يرتقب جلبه ودخوله الخدمة سنة 2025، حيث سيضمن هذا الجهاز علاجا نوعيا ومجانيا لمرضى السرطان على مستوى الولايات الشرقية.
ويعمل جهاز التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني «بات سكان» على دمج الفحص مع التصوير المقطعي المحوسب، لتوفير صور دقيقة وشاملة تُظهر كلا من البنية التشريحية والوظيفية للأعضاء والأنسجة.
وحسب، الدكتورة، عثمان رجاء، رئيسة مصلحة الطب النووي بمركز مكافحة السرطان بعنابة، في تصريح للنصر، فإن جهاز «بات سكان» يوفر الكشف ومتابعة المريض وكذا مُعامل العلاج بالأشعة وهو الجهاز الوحيد الذي يمنح جميع المعلومات التي تمكن من العلاج الدقيق والحصول على أحسن نتائج للتشخيص وهو متوفر حاليا في مستشفى باب الواد بالجزائر العاصمة، حيث يوجد جهازان على مستواه ومصحة محمودي في ولاية تيزي وزو وكذا بمصحة خاصة في قسنطينة، ما يستدعي، حسبها، جلب المزيد من هذه الأجهزة نظرا للارتفاع الكبير في الإصابة بمختلف الأمراض ومنها السرطان، مشيرة إلى وجود 44 جهازا «بات سكان»، على مستوى العاصمة الفرنسية باريس لوحدها.
وحسب الأطباء المختصين في التشخيص الإشعاعي، فإن التصوير المقطعي باستخدام «بات سكان»، هو نظام تصوير هجين يوفر فرصا حقيقية للأطباء والمرضى لتشخيص ومعالجة السرطانات والأمراض القلبية والأمراض العصبية، حيث أثبتت الدراسات السريرية، أن قوة التصوير المقطعي التشخيصية لا يضاهيها أي نموذج آخر من آليات التصوير التقليدية، في مراقبة تطور المرض وإعادة التصنيف عند المرضى وتقدير مدى الاستجابة للعلاج.
ويشير الأطباء، إلى أن هذا الجهاز يستطيع عن طريق التصوير، رؤية أنواع من السرطانات، منها أورام الدماغ، سرطان الثدي، سرطان عنق الرحم، سرطان المستقيم، سرطان المريء، سرطان الرأس والعنق، سرطان الرئة، سرطان الجهاز اللمفاوي، سرطان الجلد (ميلانوما)، سرطان البنكرياس، سرطان الغدة الدرقية.
وحسب الأطباء، فإن هناك إجراءات يتبعها المريض في عملية التصوير المقطعي «بات سكان»، حيث يكون المريض صائما ويتم استخدام مادة التباين الفموية بحسب التوصيات. وبما أن عملية إعداد المرضى المصابين بالسكري تتطلب الحيطة، فإنه من المهم جدا إتّباع تام لتعليمات إيقاف استخدام مادة الأنسولين والعقاقير الأخرى وذلك لضمان نوعية تصوير عالية.
وبعد أن يتلقى المريض جرعة صغيرة من مادة صيدلانية مشعة عبر الوريد، يُطلب منه التوجه إلى غرفة انتظار مخصصة يرتاح فيها لوحده لقرابة 40-60 دقيقة وقد تجري عمليات تصوير موضعية لاحقة بحسب الحاجة، حيث يتم إجراء إعدادات المراقبة القلبية في مركز المراقبة وقد تقتضي الحاجة إعطاء المريض مادة الغلوكوز اعتمادا على مستوى الغلوكوز في الدم ويستغرق الفحص حوالي 90 دقيقة ولن يكون عزل المريض بعد الفحص ضروريا. حسين دريدح
