انتقد أعضاء المجلس الشعبي الولائي بسكيكدة، قطاع الصحة بالولاية، لأنه يغرق، حسبهم، في جملة من المشاكل نتيجة للإهمال الذي طال المرافق والمستشفيات في سنوات سابقة وجعلها لا تستجيب للمواصفات، ما انعكس سلبا على التكفل الأمثل بالمرضى وطالبوا باستفسارات عن ندرة دواء السرطان وبتسجيل برامح ومشاريع جديدة على رأسها مستشفى جامعي، من أجل النهوض بهذا القطاع الحساس، بينما أكدت والية الولاية، حورية مداحي، أن تحسين أداء القطاع، مسألة ترتبط أساسا بالكفاءة في التسيير والضمير المهني على مستوى المسيرين والطواقم الطبية وشبه الطبية، لأن الصحة، حسبها، قطاع يتعلق قبل كل شيء بالجانب الإنساني وليس التجاري.
وأكد مدير الصحة، العربي زروقي، في إجابته على انشغالات أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورته الثالثة التي انعقدت، أول أمس، و حملت اسم المجاهد المتوفى، يوسف بوالزيتون، وتناولت ملف الصحة، أنه لا يجب الحكم على القطاع من خلال صورة المستشفى القديم بالحروش المغلق منذ ما يقارب 40 سنة، مؤكدا أن المؤشرات الصحية بالولاية تسجل 1.46 سرير لكل 1000 مريض غير بعيدة عن المؤشر الوطني 1.75 سرير لكل 1000 مريض في وقت تسجل الولاية 1721 سريرا بدون احتساب المشاريع الجديدة المسجلة بكل من أم الطوب، عين قشرة، القل ولما لا بن عزوز، ما يضع الخارطة الصحية بولاية سكيكدة في مرتبة متوازنة ومقبولة وطنيا.
وفي ما يتعلق بندرة أدوية السرطان وعلى وجه التحديد دواء «مانيطول» التي أثارها أعضاء المجلس، أكد مسؤول الصحة، أن الأمر يتعلق بتذبذب وليس ندرة، مرجعا الأمر إلى عدم توفر هذه الأدوية على مستوى الصيدلية المركزية والتذبذب، يضيف، ليس فقط في سكيكدة وإنما في العديد من ولايات القطر، مشيرا ضمن السياق نفسه، إلى أنه وفي إطار ميزانية التسيير للمؤسسات الصحية العمومية، تم صرف إلى غاية السداسي الأول من السنة الجارية، ما يفوق 140 مليار سنتيم لاقتناء الأدوية والمستلزمات الطبية وأزيد من 60 مليارا مخصصة فقط لملف السرطان، ما يدل على المجهودات التي تبذلها الدولة للتكفل بهذه الفئة من المرضى، حيث تحصي ولاية سكيكدة 1147 حالة. وبشأن مشروع مركز استشفائي جامعي، أكد مدير الصحة أنه يشاطر كل أعضاء المجلس في هذا المطلب، لكن الأمر، حسبه، يبقى صعب التجسيد في الوقت الراهن، لأنه يتطلب شروطا ومواصفات معينة وإمكانيات كبيرة، مضيفا أن ولاية سكيكدة لم تستفد منذ 20 سنة من مستشفيات ومرافق صحية والحمد لله لأول مرة يضيف، نتحصل على 3 مشاريع لانجاز مستشفيات جديدة وهناك وعد من وزارة الصحة بتسجيل مستشفى جديد ببلدية بن عزوز، من شأنه تعزيز الخارطة الصحية بالولاية لمستوى أفضل، فيما تم إجراء 8261 عملية جراحية في مختلف التخصصات لأول مرة في الولاية، بزيادة قدرها 3000 عملية جراحية عن العام الفارط وذلك بفضل غرف العمليات الجديدة التي تم فتحها بالمؤسستين الاستشفائيتين الإخوة، سعد قرمش وعبد الرزاق بوحارة، وكذا الأطباء الأخصائيين الجدد وفي هذا الإطار، أوضح أن القطاع تدعم وبفضل والي الولاية، من 42 مختصا في 2023 وبـ32 طبيبا أخصائيا في العام الجاري في 3 تخصصات.
وبخصوص مرض حمى غرب النيل، أكد مدير الصحة، أن هذا الوباء غير معد وقد تم تسجيل 47 حالة على مستوى بن عزوز وعين شرشار، منها 19 حالة مؤكدة، حيث توفي منها 8 حالات بالفيروس و8 وفيات غير حاملة للفيروس و12 حالة شفاء وبقية الحالات تخضع للعلاج بمستشفيات سكيكدة. وطالب العضو، خليفي عمار، من والي الولاية، بفتح تحقيق في مشروع المصعد بمصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية بالمؤسسة الاستشفائية، محمد دندان، بعزابة، حيث أكد أن المصعد انتهت به الأشغال وتم تسليمه من طرف المقاولة منذ مدة طويلة ولكن لحد الآن لم يدخل الخدمة لأسباب مجهولة، حيث يتم نقل المرضى من المستشفى إلى مصلحة الاستعجالات عبر سيارة الإسعاف، رغم أن المسافة بينهما لا تزيد عن 10 أمتار. وذكر أن المشروع فيه غموض كبير حول من قام بالإمضاء على استلام المشروع، رغم أن المقاول أخذ مبلغ الصفقة واعتبر ذلك هدرا للمال العام. كمال واسطة