أطلقت مصالح مديرية الري بولاية برج بوعريريج، دراسة بمبلغ مليار ونصف، لتهيئة وادي الصفصاف ببلدية رأس الوادي، بالموازاة مع تواصل أشغال تهيئة وادي بوجرى، لحماية المدينة من خطر الفيضانات.
وأكد ، مدير الري بالولاية للنصر السعي لتسجيل المشروع، مشيرا إلى تخصيص المبلغ المذكور، لدراسة تهيئة وادي الصفصاف، إذ يبقى هذا الأخير نقطة سوداء، خلال فترات التساقط الغزير للأمطار، أين يستعيد نشاطه، ما يتسبب في غمر المياه للطرقات والسكنات المجاورة.
ويأتي مطلب تهيئة هذا الوادي، بالموازاة مع تواصل أشغال تهيئة وتغطية «وادي بوجرى»، بعد تخصيص غلاف مالي يقدر بـ 09 ملايير سنتيم، بهدف وضع حد حسب ما أكده ذات المدير، لمخاطر الفيضانات التي تشل حركة المرور وتتسبب في أضرار مادية وبشرية، خاصة خلال الفترات الممطرة.
وأشار ذات المدير إلى أن المشروع لم يخل من بعض العراقيل، حيث واجهت الأشغال في بدايتها تأخرا، بسبب الاعتراضات التي صعبت من إنجاز عمليات التهيئة في الملكيات الخاصة بالمواطنين والمجموعات الفلاحية، إلا أن السلطات المحلية، تمكنت من تسوية أغلب هذه الإشكالات بطرق ودية، فيما تم اللجوء إلى القوة العمومية في حالات محدودة للسماح للمقاولة المكلفة، بإعادة بعث الأشغال في الأماكن المعترض عليها، بعد استنفاذ جميع الحلول الودية.
وقد قام والي الولاية بزيارة تفقدية المشروع في زيارته الأخيرة لبلديات دائرة رأس الوادي، أين شدد على ضرورة تدعيم الورشة بالعمال والعتاد لضمان تسليم المشروع في الآجال المحددة وتجنب أي تأخير إضافي، مع العلم أن الآجال المتبقية لن تتعدى الستة أشهر، ما يشير إلى إمكانية استلامه في السداسي الأول من السنة القادمة 2025.
من جانبها، أكدت المصالح التقنية والمقاولة المكلفة بالإنجاز على تجاوز العراقيل والصعوبات التي واجهتها في بداية المشروع، مشيرة إلى تحقيق نسب معتبرة في أشغال الحفر وتهيئة الأساسات والجدران السندية المنجزة بالخرسانة، وأضافت أن الجزء المتبقي من الأشغال، والذي يقتصر على الجزء العلوي والسقف، لا يتطلب وقتا طويلا مقارنة بأشغال الأساسات، ما يبعث التفاؤل بإمكانية إتمام المشروع في الموعد المحدد، ويشمل مشروع التهيئة تغطية الوادي، وصولا إلى نقطة التقائه مع وادي الصفصاف .
ويعتبر هذا المشروع حيويا لبلدية رأس الوادي، التي تعاني من صعوبات كبيرة في حركة تنقل المركبات خلال فترات التساقط الغزير للأمطار، حيث يشهد المدخل الرئيسي والوحيد للبلدية، والذي يقع بالقرب من الوادي، غمر مياه السيول المتدفقة للطرق الرئيسية، مما يتسبب في شل حركة المرور واضطرار السائقين للتوقف لساعات طويلة، لاسيما على مستوى جزء الطريق الوطني رقم 103 «أ»، بشطره المجاور لمزرعة بن هارون، ما يستدعي تدخل فرق النجدة والحماية المدنية والدرك لتنظيم المرور وإجلاء المركبات العالقة، على غرار تدخلها مؤخرا لإجلاء حافلة لنقل المسافرين، بعدما غرقت وسط سيول المياه الجارفة بالمدخل الرئيسي للبلدية، ناهيك عن إجلاء عشرات المركبات، وتوقف حركة السير لساعات.
وتعكس هذه الوضعية، الخطر القائم والحاجة الملحة إلى تسجيل مشروع تهيئة وادي الصفصاف، بالموازاة مع تهيئة وادي بوجرى، ما سيساهم بشكل كبير في حماية مدينة رأس الوادي من مخاطر الفيضانات، والتقليل من المتاعب الناجمة عن تحجر مياه السيول وتكدس الأوحال بالطرقات، وما يترتب عنها من معاناة لمستعملي الطرقات، فضلا عن إبعاد المخاطر المحدقة بالسكان القاطنين بالقرب من الأودية.
ع/ بوعبدالله