تسببت عاصفة جوية قوية محملة بحبات البرد من الحجم الكبير، مست عدة مناطق بدائرة بوحمامة في ولاية خنشلة، مساء الأحد، في تسجيل خسائر كبيرة وأضرار بالغة للفلاحين، وصلت إلى إتلاف 90 بالمائة من الأشجار المثمرة.
وذلك بالمستثمرات الفلاحية غير المحمية بالشباك الواقية، خاصة فاكهة التفاح، ما يؤثر على مردود الولاية لهذه السنة في هذه الشعبة، بعد أن حققت الريادة خلال السنوات الماضية وساهمت وطنيا بنسبة 34 بالمائة من المنتوج العام.
وأكد رئيس الغرفة الفلاحية، ياسين كنزاري، في تصريح خص به النصر، أمس، أن والي خنشلة، سليم حريزي، كلف لجنة تقنية فلاحية بدائرة بوحمامة، لمعاينة وتقييم حجم الأضرار التي خلفتها موجة البرد القوية وأثرت كثيرا على الإنتاج الفلاحي في مختلف بلديات الدائرة، حيث تنقلت اللجنة المكونة من رئس دائرة بوحمامة ورئيس الغرفة الفلاحية وكذا رئيس القسم الفرعي الفلاحي ببوحمامة والأمين الولائي للاتحاد العام للفلاحين وبحضور رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية، حيث تم الوقوف على خسائر كبيرة وأضرار جسيمة في المحاصيل الزراعية، خاصة الأشجار المثمرة، بنسبة إتلاف وصلت إلى 90 في المائة بالنسبة للمحاصيل غير المغطاة بشبكة واقية وبنسبة تتراوح بين 15 إلى 30 بالمائة للمزروعات المغطاة بالشبكة.
وتضررت الأشجار المثمرة، خاصة أشجار التفاح بدرجة كبيرة وكذلك المشمش وحب الملوك، حيث تمت معاينة المناطق الأكثر تضررا وعدة تجمعات سكانية، منها ايلماثن وأولاد سي موسى وجبارة وتاقا أوغير، وتيسفسارت وبوزوامل وتاعيشونت ببلدية بوحمامة وأولاد أوصيف ببلدية شيليا، إضافة إلى تضرر مناطق بدائرة الحامة، على غرار عين ميمون وحويرة وعيمانو، بنسبة تتراوح بين 50 إلى 90 بالمائة، خاصة في فاكهة حب الملوك، لتواصل اللجنة المكلفة عملها الميداني على مستوى كل المناطق المتضررة، من أجل الإحصاء الدقيق وحصر كل الأضرار، ثم إعداد تقرير مفصل يقدم إلى والي الولاية والجهات الوصية، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الفلاحين من الخسارة وخدمة القطاع الفلاحي.
وأوضح المسؤول، أن الخسائر الكبيرة المسجلة ميدانيا، تؤثر سلبا على الإنتاج المتوقع لهذه السنة، خاصة وأن ولاية خنشلة تمتاز بزراعة الأشجار المثمرة، أهمها أشجار التفاح، لاسيما في البلديات ذات الطابع الجبلي، منها دائرة بوحمامة الرائدة وطنيا في إنتاج هذه الشعبة بالكمية والنوعية الممتازة، ما جعل الإنتاج الولائي لهذه الفاكهة يساهم وطنيا السنة الماضية، بنسبة 34 بالمائة من المنتوج العام، كما سطرت السلطات المحلية، أهدافا لبلوغ نسبة 50 بالمائة في تغطية الحاجيات من هذا المنتج على المستوى الوطني، إلا أن الأضرار الجسيمة سيكون لها تأثير كبير على المردود لهذه السنة وعلى الفلاحين الذين يعتمدون على الفلاحة كمصدر وحيد لكسب رزقهم وإعالة ذويهم.
وأكد نائب رئيس بلدية بوحمامة، يسين عفوفو، في تصريح خص به النصر، أن دقائق قليلة من الأمطار وحبات البرد غير المسبوقة على مستوى بلدية بوحمامة من حيث الحجم والغزارة، تسببت في خسائر مادية وأحقت أضرارا بالغة لما يقارب 1000 فلاح على مستوى عدة تجمعات وخاصة الأشجار المثمرة غير المغطاة بالشبكة الواقية، ما جعل الفلاحين في حالة صدمة وحسرة على جهدهم وتلف محاصيلهم الزراعية، حيث ناشد المتضررون الجهات المسؤولة، لاتخاذ إجراءات استعجالية من أجل إنقاذهم من الخسائر التي تكبدوها والمطالبة بالتعويضات للتقليل من الأثر السلبي والعواقب الناتجة عن التقلبات الجوية، مع الدعم الفلاحي، بتزويدهم بالآليات اللازمة، خاصة ما يتعلق بالشبكة الواقية لحماية المزروعات.
تجدر الإشارة، إلى أن المنطقة الجنوبية في بلدية بابار بولاية خنشلة، الرائدة على المستوى الوطني في إنتاج الحبوب والتي ينشط بها أزيد من 6 آلاف فلاح، سجلت، مؤخرا، خسائر جسيمة بسبب التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة، بتضرر شبه كلي لبعض المستثمرات الفلاحية الخاصة بإنتاج الخضر والفواكه، الحبوب والأعلاف وخاصة المسقية منها وغمر بعض الآبار الارتوازية وفقدان الآليات وأنظمة السقي وتلف بعض المسالك الفلاحية وكذا انهيار أعمدة كهربائية ذات التوتر العالي، بسبب الرياح القوية والأمطار الغزيرة وانقطاع التموين بالكهرباء على مستوى 6 مناطق رئيسية وكذا مواقع متضررة تتمون من هذه الأعمدة، منها محيط قصير التراب، واد لمحان، ترومة، بونقار، سيدي ناجي والعقلة و تسببت في أضرار كبيرة للفلاحين، لاسيما أصحاب الزراعات المحمية المتواجدة عبر مختلف المحيطات.
كلتوم رابية