انطلقت أمس، حملة تحسيسية للتوعية من حوادث المرور عبر مسار الـ «ترامواي» بقسنطينة، فيما تعمل مصالح «سيترام» على إشراك الباحثين والاعتماد على نتائج البحث العلمي لإيجاد حلول لمواجهة هذه الأخطار، إذ تحدّثت ذات المصالح عن إصدار كتاب يستغل كمرجع في التعامل مع المشكلة.
وشرعت مؤسسة «سيترام» بقسنطينة في حملة تحسيسية للتوعية من حوادث المرور عبر مسار خط الـ»ترامواي»، بحيث ستستمر لمدة ثلاثة أيام وستمسّ 3 مفترقات للطرق تعتبر نقاطا سوداء لهذه الحوادث وحضرت النّصر جانبا من برنامج هذه المبادرة في يومها الأول التي تمّت على مستوى مفترق الطرق «الاستقلال» بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث عرفت الحملة حضورا معتبرا لممثلي مؤسسة «سيترام» وأساتذة وطلبة جامعيون، مصالح الأمن وعناصر الحماية المدنية، بالإضافة إلى أعضاء من جمعية السلامة المرورية والكشافة.
وتمّ خلال هذه الحملة توزيع لافتات تحسيسية على المارة ومرتادي الـترامواي وكذلك مستعملي وسائل النقل المختلفة، حيث تضمّنت اللافتات بعض النقاط المتعلقة بالنتائج التي تحدثها حوادث المرور عبر مسار الـترامواي، حيث من بين ما تضمنته أنّ حادثا واحدا بإمكانه إيقاف الخدمة لمدة تتراوح ما بين 15 و20 دقيقة مما يطيل مدة الرحلة بنفس القدر، وإذا وجب عودة القطار المتضرر ضمن حوالي 90 بالمائة من الحالات يتم تقليل الخدمة بمعدل رحلة واحدة على الأقل في الساعة، وسيستكمل برنامج الحملة اليوم بمفترق الطرق علي منجلي بالمدينة الجديدة فيما ستختتم الحملة غدا بمفترق الطرق بحي «سيلوك» ومحطة الأمير عبد القادر.
وذكر في حديث مع النّصر على هامش الحملة، أستاذ هندسة النقل بجامعة قسنطينة 1، محمد الصالح بولحليب، أنّ الحملة موجّهة للفاعلين في العملية من المواطنين الذين يتقاسمون مع الـ»ترامواي» التقاطعات والمساحات المشتركة، بغية توعيتهم بكون الأولوية دائما للـ»ترامواي» مع إلزامية احترام إشارات المرور.
وأردف أنّ هذين القاعدتين يتناساها المواطنون ما يؤدي إلى وقوع حوادث رغم أنها غير مميتة لضعف سرعة الـ»ترامواي» لكنها تتسبب في خسائر مادية يمكن تفاديها، مضيفا أنّ هذه العملية تندرج ضمن مشروع على المستوى القصير والمتوسط يتم خلاله تعريف الطلبة بمحيط النقل في قسنطينة مع منح منهجية لمؤسسة «سيترام» في كيفية تنفيذ العمليات التحسيسية بحكم التجربة المكتسبة مع جمعية السلامة المرورية، فضلا عن الاستعانة بالأبحاث الأكاديمية وإيجاد العلاقة بين عدد السيارات والحوادث ثم تقديم حلول لتحسين جانب حوادث المرور عبر مسار الـ»ترامواي»، كما ذكر عن إعداد أطروحة دكتوراه الموسم المقبل حول حوادث المرور في الجزائر تكون الأولى من نوعها.
وتحدّث ممثل الحماية المدنية، سمير بن حرز الله، عن ذات النقطة حيث أكد وجوب احترام قانون المرور، خاصة وأنّ المكان المعني يعرف اكتظاظا وبالتالي لابد كذلك من التحلي بالوعي للحفاظ على الأرواح والحد من الحوادث.
من جهته قال في حديث للنّصر رئيس جمعية السلامة المرورية، منصف بن عطا الله، إنّ مواطنين تحدثوا عن وجود خلل في الإشارات فتجد أنّها تشير للضوء الأخضر بالنسبة للسيارة في حين أن الـ»ترامواي» قادم بالمقابل وهو ما يخلق عدم تنسيق بين الوسيلتين، وبالتالي سيتم ضبط برنامج لإعادة النظر في وضعية هذه الإشارات المرورية.
وقالت مصالح «سيترام» بقسنطينة إنّ المؤسسة تعمل على تبني منهجية تشرك ضمنها الأساتذة والباحثين مع استغلال نتائج البحث العلمي بغية إيجاد حلول لمواجهة حوادث المرور عبر مسار الـ»ترامواي»، حيث سيتم تنظيم يوم دراسي الأسبوع المقبل يشارك فيه مختلف الفاعلين في القطاع على غرار مصالح الأمن، مديرية النّقل، الحماية المدنية، جمعية السلامة المرورية وباحثين من معهد تسيير التقنيات الحضرية وقسم هندسة النقل بجامعتي قسنطينة 3 و1، إلى جانب عرض نتائج أولية لمذكرة ماستر حول هذا الموضوع، إذ سيتم إصدار كتاب عن مداخلات ومخرجات هذا اليوم الدراسي ليوضع بالمكتبة الوطنية ويكون مرجعا لمؤسسة «سيترام» ومديرية النقل في كيفية التعامل مع هذه الحوادث، كما أنّ هذه المنهجية ستجرّب لأول مرة بقسنطينة على أن يتم تعميمها فيما بعد في حالة نجاحها.
إسلام. ق