عرفت نهاية الأسبوع مختلف محطات الوقود بولاية قسنطينة نقصا حادا في التزود بمادتي البنزين والمازوت، ما تسبب في تشكل طوابير طويلة بمحيط المحطات وانتعاش السوق السوداء لبيع الوقود، حيث وصل سعر اللتر الواحد من المازوت في مدينتي عين اسمارة والخروب إلى 50 دينارا.
وحسب ما أفاد به أحد مسيري إحدى محطات الوقود بوسط مدينة قسنطينة، فإن الأزمة بدأت منتصف نهار يوم الأربعاء، حيث أن الكمية المتوفرة من البنزين نفذت، بينما نفذ المازوت في الفترة المسائية،بسبب عدم تزويدهم بالمادتين،إذ كان من المفروض أن تصل الشاحنة الممونة من مركز التوزيع لشركة نفطال الكائن مقرها بمنطقة بونوارة بأولاد رحمون صباحا ،لكن ذلك لم يحدث ودون أن تقدم المؤسسة أي توضيحات عن السبب على حد ذكره. ولوحظ طيلة أول أمس، تشكل طوابير طويلة منذ الصباح للسيارات وحافلات النقل ،بالإضافة إلى شاحنات نقل البضائع، بمحيط جميع محطات توزيع الوقود بقسنطينة و بلديات الخروب التي امتدت على مسافة أكثر من 500 متر بالمحطة الموجودة على الطريق الوطني رقم 10 المؤدي إلى دائرة عين اعبيد .
زيادة على المحطة المتواجدة بمدخل المدينة الجديدة علي منجلي وعين اسمارة و محطة القرزي بأولاد رحمون، كما تشكلت طوابير موازية من القارورات والدلاء،ما أدى إلى استياء المواطنين و حدوث مشادات ومناوشات كلامية بينهم، نتيجة التدافع والضغط الشديدين بسبب طول فترة الانتظار.
واستغل عدد من سائقي السيارات والانتهازيين الذين يملكون علاقات مع أصحاب المحطات أزمة نقص الوقود، للقيام بملء خزانات سيارتهم بالكامل بالمازوت أو البنزين ثم تفريغها في دلاء لبيعها بأثمان مضاعفة للمضطرين ولغير الراغبين في الانتظار لفترة طويلة ،حيث وصل سعر اللتر من المازوت بعين اسمارة إلى 50 دينارا كما بلغ سعره في الخروب 40 دينارا،خلافا لثمنه الأصلي الذي لا يتجاوز 13 دينارا. مدير الطاقة والمناجم، أوضح بأن الأزمة ناجمة عن سوء الأحوال الجوية ،حيث أن أغلبية السفن الحاملة للمادتين لم تتمكن من الرسو بالموانئ، مشيرا إلى أن المشكل مطروح بحدة عبر جميع ولايات الوسط والجنوب،مؤكدا بأن الأزمة ظرفية فقط وستجد طريقها نحو الانفراج في اليومين القادمين كأقصى تقدير على حد قوله.
لقمان قوادري
شهدت ولاية سطيف الأيام الفارطة ندرة وتهافتا أتبعتها طوابير لا متناهية للمركبات من كل الأحجام، من أجل التزود بمادة البنزين ومشتقاته، حيث عرفت محطات الخدمات تجمع عشرات المواطنين منذ الصباح الباكر، من أجل ملأ خزانات مركباتهم أو دلائهم لاستعمالها في التدفئة، وقد وصلت أزمة البنزين إلى سطيف بعد أن سبقتها عدة ولايات أخرى.
صاحب محطة خدمات تقع بإقليم بلدية سطيف، قال بأن تذبذبا وقع في الكميات التي يتم تزويد المحطة بها يوميا، مضيفا بأن الزبائن يأتون منذ الصباح الباكر من أجل تشكيل طابور طويل للحصول على حصتهم من البنزين أو المازوت، هذا الأخير الذي لم يتم توزيعه منذ يومين كاملين ما جعله يغلق الآلات التي تزود به.
ذات المصدر قال بأن العشرات من المواطنين يأتونه من مناطق بعيدة ومن ولايات مجاورة على غرار ولايتي برج بوعريريج وبجاية سواء من أجل تزويد مركباتهم بالمواد الطاقوية أو ملأ الدلاء بغرض التدفئة بمادة المازوت. السلطات المحلية أعلنت حالة الطوارئ خصوصا مصالح الأمن التي خصصت وحدات من وحدة المرور من أجل تنظيم حركة سير المركبات، خصوصا أمام محطات المتعددة الخدمات التي تقع بوسط المدينة، التي يتشكل أمامها طوابير لا متناهية. من جهتهم عبّر المواطنون عن تذمرهم الكبير جراء ندرة المواد الطاقوية، وأضافوا بأنهم يقضون عدة ساعات من أجل التزود بها ما عطّل مصالحهم كثيرا، مطالبين بضرورة إرجاع الأمور إلى وضعيتها الطبيعية من خلال تزويد محطات الخدمات بالكميات المناسبة من أجل القضاء على هذه الندرة. مصالح نفطال أرجعت الندرة إلى تذبذب الكميات التي يتم تزويد بها المحطات بشكل يومي، مشيرة بأن تهافت المواطنين من الولايات المجاورة على التزود بكميات معتبرة من المواد الطاقوية بشكل مبالغ فيها زاد من حدة الندرة، مضيفة بأنها ستعرف استقرارا مع الاستهلاك العقلاني لها.
رمزي تيوري