أسواق جوارية تتحوّل إلى مرافق مهجورة بقسنطينة
تشهد الأسواق الجوارية الواقعة بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، حالة من الإهمال والفوضى، حيث لا تزال غير مستغلة من طرف المستفيدين منها، والذين يزاول العديد منهم مختلف النشاطات التجارية بطرق فوضوية على بعد مسافة قريبة من هذه المرافق، التي قررت مصالح البلدية تأجير معظمها للخواص.
تنقلت النصر إلى الأسواق الجوارية السبعة بعلي منجلي، للوقوف على حالتها ومدى استغلالها، و ذلك بالوحدات 1 و2 و14 و17 و18 و 19، حيث كانت مهجورة وفي وضعية كارثية، من خلال تخريب مختلف أجزائها على غرار الأبواب، و كذا تكسير زجاج النوافذ، كما تحولت المربعات إلى مأوى للمنحرفين ليلا ونهارا، حسبما أكده لنا السكان و استطعنا ملاحظته من الأفرشة الموجودة بهذه المرافق، و الحطب المرمي و الذي يبدو أنه يستغل في إشعال النار لتدفئة المكان.
إلى جانب ذلك، لاحظنا تعرض كامل الجدران للتخريب و لو بشكل أقل على مستوى سوق الوحدة الجوارية الأولى، لكن ما يثير الاستغراب هو تواجد العديد من الباعة غير الشرعيين الذين يمارسون نشاطهم على متن شاحنات، بالقرب من تلك الأسواق، رغم أن الغرض الأول من إنجازها، هو القضاء على التجارة الفوضوية، و قد تبين للنصر فيما بعد أن عددا من هؤلاء الباعة هم أنفسهم المستفيدون من المربعات، حسبما أكده لنا السكان.
وتحدثت النصر إلى بعض هؤلاء الباعة، حيث أكدوا أنهم قرروا الانسحاب من هذه الأسواق والتحول للبيع بطريقة فوضوية على متن شاحنات، عوض النشاط في مربعات لا يدخلها الزبائن حسب تعبيرهم، متحججين بأن مواقعها لم تُختَر بدقة، لكونها بعيدة عن المنشآت العمرانية، ما حولها إلى أماكن مهجورة و جعل مردوديتها ضعيفة جدا، بينما أضاف آخرون أن الجهات المعنية لم تزود الأسواق بالكهرباء والماء، على غرار تلك الواقعة بالوحدات 2 و18 و19، لذلك فإن إمكانية العمل بها صارت «مستحيلة».
ومن بين الأسواق غير المستغلة، يوجد ذلك الواقع بالوحدة الجوارية 18، حيث لاحظنا أن تاجرا فقط، مختصا في بيع الدجاج، يعمل به، وسيحول هذا المرفق حسبما أكدته مصادر رسمية ببلدية الخروب للنصر، إلى قاعة متعددة الرياضات، حيث ستنطلق أشغال إعادة تهيئته هذا الأسبوع، أما بخصوص الأسواق الأخرى فلم يكن حالها أفضل، بتواجد 3 إلى 4 تجار فقط بكل منها، حيث ذكرت مصادرنا أنه سيتم تحويلهم جميعا إلى سوق الوحدة الجوارية 1، والذي يعد الأفضل من ناحية النشاط التجاري، فيما سيتم تأجير المرافق الـ 6 المتبقية، إلى الخواص من أجل استغلالها في مختلف النشاطات.
وقامت بلدية الخروب بتشييد سوقين بالوحدتين الجواريتين 1 و2 في العام 2013، لتشمل العملية أحياء أخرى و يرتفع عدد هذه المرافق إلى 7، حيث كان التهافت على الاستفادة منها كبيرا من طرف التجار، ولكن بعد أيام من العمل هجر الجميع المربعات، و تم تجديد قائمة المستفيدين عدة مرات، ولكنها تعرف في كل مرة نفس المصير.
حاتم/ب