انطلقت أول أمس، بجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3، نشاطات القافلة الولائية التحسيسية للتوعية بمخاطر التدخين و المساعدة على الإقلاع عنه، حيث نظمت مديرية الصحة لقاء متخصصا مع عديد الطلبة الجامعيين، للإعلام بتوفر الولاية على ثلاث وحدات خاصة بعلاج المدخنين و مرافقتهم بدنيا و نفسيا، موزعة على كل من المؤسستين العموميتين للصحة الجوارية بشير منتوري و العربي بن مهيدي، إضافة إلى وحدة ثالثة بالمستشفى الجامعي لخضر بن باديس.
وحسب الدكتورة صغيرو فهيمة، طبيبة مكلفة بمصلحة الوقاية بمديرية الصحة بقسنطينة، فإن فعاليات القافلة التحسيسية التي انطلقت صبيحة الخميس، تندرج في إطار إحياء اليوم العالمي لمحاربة التدخين المصادف لتاريخ 31 ماي من كل سنة، حيث تأتي الحملة هذا العام ضمن قالب طبي يحذر من مخاطر التبغ على صحة الرئتين، إذ أوضحت الدكتورة بأن احتمال إصابة المدخنين بسرطان الرئة يعد أقوى بـ 22 مرة، كما أن هؤلاء يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الربو و السل، علما أن الخطر لا يمس فئة المدخنين فقط، بل يشمل كذلك الأشخاص الذين يتعرضون لدخان السجائر وهو ما يعرف بالتدخين السلبي.
مسؤولة القافلة التحسيسية، قالت بأن اختيار الجامعة كأول محطة للقافلة يهدف لتوعية أكبر شريحة ممكنة من الشباب، خصوصا و أن الوسط الجامعي يعتبر بيئة خصبة للتعاطي بسبب عوامل عديدة أبرزها التوتر، مؤكدة بأن مصالح الصحة بالولاية تضع في فائدة الراغبين في الإقلاع عن السجائر، ثلاث وحدات علاج و مرافقة نفسية، تتوفر على أطباء متخصصين.
من جهتها أوضحت الدكتورة عبلة بن عباس، بأن الإرادة تعد حجر الأساس الذي تبنى عليه كل مراحل الإقلاع عن التدخين، و هي وحدها ما يحدد سرعة الحصول على النتائج، حيث تنطلق العملية بإخضاع المدخن لمجموعة من الفحوصات و التحاليل التي كثيرا ما تكشف حسبها، عن إصابة أشخاص بأمراض صامتة كانوا يجهلونها من قبل، إذ يحدد نمط العلاج الفيزيولوجي عن طريق الحصص كما أوضحت، بناء على نتائج هذه الفحوصات.
أما المرحلة الأدق فتخص توعية المعني بتبعات العلاج و هي مضاعفات ناجمة عن تراجع نسب النيكوتين و مكونات السجائر الأخرى في الجسم، حيث يعتبر التوتر و زيادة القلق و انعدام الشهية، إضافة إلى الأرق، من أكثر الأعراض شيوعا، لذلك يتم إخطار المدخن بهذا الأمر لكي يتحضر نفسيا لمواجهته، علما أن الأعراض تستمر بالعموم من 6 أيام إلى شهرين، وقد تتطلب في بعض الحالات ما يعادل 20 حصة علاجية.
وحسب الدكتورة، فإن نتائج العلاج دائما ما تكون مرضية، إذ يبدأ المدخنون في الشعور بالفرق بعد مرور أول 20 دقيقة، تنحصر فيها نسبة "النيكوتين" و يرتفع خلالها منسوب الأكسوجين في الدم، ليسترجع بعدها المعنيون القدرة على التذوق و الاستطعام بعد مرور 8 ساعات، أما بعد انقضاء 15 سنة، فإن هؤلاء يسترجعون صفاء أجسادهم و تتراجع احتمالات إصابتهم بالأمراض الصدرية و أمراض القلب، إلى المعدلات العادية.
أما الطبيبين عبد العزيز بوهالي من مركز معالجة الإدمان بقسنطينة، و جمال برلاط من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير منتوري، فقد أكدا بأن عملية المساعدة على الإقلاع عن التدخين مضمونة النتائج وجد إيجابية، وذلك لتوفر المرافقة النفسية كجانب من جوانب العلاج، مشددين على أن الهدف من المشاركة في الحملة لا يتوقف عند شق التحسيس بمخاطر التدخين، بل يتعداه إلى إدماج المتعاطين بشكل عملي في هذا المسعى و تحويلهم نحو وحدات العلاج الثلاث الموجودة على مستوى الولاية.
هدى طابي