عادت مشكلة ندرة الزيت بولاية قسنطينة لكن بأكثر حدة من سابقاتها، وهو ما أثار استغراب موزعين وتجار على حد سواء لاسيما خلال هذه الفترة التي عادة ما يتراجع مستوى استهلاك هذه المادة، حيث ارتفعت الكميات الموزعة في السوق بثلاثة أضعاف مقارنة بذات الوقت من العام الماضي، فيما تؤكد مديرية التجارية أن مستوى الاستهلاك اليومي قد وصل في بعض الحالات إلى 100 ألف لتر يوميا، لكنها سرعان ما تنفد من المساحات التجارية.
ووقفت النصر، خلال جولة عبر مختلف أحياء المقاطعة الإدارية علي منجلي على ندرة حادة في مادة الزيت، إذ أصبح الظفر بقارورة من مختلف السعات أمرا صعب المنال، حيث سرعان ما تنفد مختلف الكميات من الواجهات التجارية في زمن قياسي، بحسب ما أكده، لنا تجار.
وأكد تجار، أن المشكلة ظهرت قبل 15 يوما وهي تزداد حدة يوما بعد يوم، حيث أن الكثير من المواطنين ومع انتشار الإشاعات أصبحوا يقتنون أكثر من حاجياتهم وهو ما فتح المجال للندرة، حيث أوضح تاجر أنه لاحظ أن الكثير من الأشخاص يعاودون في كل مرة اقتناء هذه المادة حتى اضطره الأمر، إلى وقف بيعها للأشخاص، الذين اقتنوها في فترات سابقة.
ومن هنا فقد وجد مواطنون أنفسهم أمام وضع صعب ، إذ لا يمكن الاستغناء عن هذه المادة الأساسية حيث أكد لنا رب أسرة أنه لولا حصوله على لتر من طرف جاره فإنه لم يكن ليطبخ شيئا في منزله، فيما أكد لنا تجار أن الأزمة الحالية مختلفة عن سابقاتها، إذ كانت المادة متوفرة في بعض الواجهات التجارية الكبرى، لكنها اليوم تكاد أن تكون منعدمة.
وأوضح صاحب مؤسسة التوزيع لمادة الزيت «غدق» معتز عنان ،للنصر، أنه دخل في حيرة من أمره بسبب الإقبال الكبير على اقتنائها من طرف التجار العاديين وتجار التجزئة، مشيرا إلى أن الأزمة المسجلة حاليا ليس كسابقاتها، معللا الأمر بارتفاع مستوى البيع بثلاثة أضعاف مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.
وأوضح محدثنا، أن المؤسسة عادة ما يكون رقم أعمالها منخفضا خلال هذه الفترة، إذ يتم تسويق شحنة 7 شاحنات من الحجم الكبير فقط والتي تحتوي كل واحدة منها على 23 ألف لتر، بينما تم خلال هذا الشهر جلب 20 شاحنة كما أن الطلب مازال مرتفعا، مشيرا إلى أن مؤسسته تحوز وتمون قرابة 35 بالمئة من حاجيات السوق بالولاية، بمعنى أن الكميات التي يتم ضخها في السوق مرتفعة جدا .
وأبرز المتحدث، أنه وفي المرة السابقة سجل تذبذبا في الإنتاج بسبب مشاكل مختلفة، وهو ما كان سببا في الأزمة، غير أن هذه المرة لم تسجل أي اختلالات سواء على مستوى الإنتاج أو التوزيع، مشيرا إلى أن المصنع، الذي يتعامل معه يعرف ضغطا كبيرا في هذه الفترة.
وذكر مدير التجار، حجال رشيد في اتصال بنا، أن الإشاعات التي أطلقت في بعض الولايات كانت سببا في تسجيل هذه الأزمة بالولاية، حيث قال إنه لم تسجل أي ندرة في الإنتاج أو اختلال في التوزيع، إذ يتم تسويق ما بين 40 إلى 70 ألف لتر يوميا وأحيانا نصل مثلما قال إلى 100 ألف لتر يوميا.
وتابع المتحدث، أن الغريب في الأمر أن كل هذه الكميات التي تخضع لرقابة مديرية التجارة، تنفد في زمن قياسي لدى أصحاب المساحات التجارية، ،وذلك مثلما أكد، نتيجة التهافت وارتفاع مستوى الطلب ، إذ سجل اقتناء غير مبرر لهذه المادة، داعيا المواطنين إلى تفادي التهافت ، كما أكد عدم تسجيل أي حالة مضاربة في هذا الأمر.
لقمان/ق
