التوسعات الفوضوية تخنق مدينة حامة بوزيان بقسنطينة
ينتظر ساكنو حامة بوزيان بقسنطينة بفارغ الصبر، بدء عمليات التهيئة ومخطَّطات التنمية العمرانية بثالث أكبر بلديات الولاية، عقب تنصيب المجلس المنتخب الجديد، خاصةً على مستوى الشَّارع الرئيسي، الذي يشهد فوضى في التجارة و توسعات عشوائية على الأرصفة رافقها اختناق مروري مزمن، ما اضطر المارة إلى المشي وسط السيارات العابرة.
و ما يزال مشروع الطريق المُوازي العابر لمجموعة من الملكيات الخاصة عبر «السخون» كما يعرف محليا، لفكِّ الخناق على الممرِّ الوحيد، و هو شارع جيش التحرير الوطني، معلَّقا، رغم تأكيدات البلدية في وقت سابق، إعداد مسودَّة إنجازه بكلفة فاقت 3 ملايير سنتيم والمصادقة عليه في إحدى المداولات، حيث يعدُّ مشروعا هامّا للبلدية والسكان من شأنه فكِّ الضغط على جهة وسط مدينة الحامة، دون غيرها من النواحي الأخرى، كما سيسمح مدُّه بتحويل الكمِّ الهائل من السيارات الداخلة عبره نحو الطريق الجديد. واستطاع المجلس الشعبي البلدي، امتدادا لعمل ومفاوضات المجالس السابقة، التوصل لاتفاق مع مُلَّاك الأراضي القدماء من سكان الحامة، الذين تعود إليهم قرابة 70 بالمئة من أراضي وسط المدينة، غير أن التجسيد بقي معلقا رغم أهمية مشروع طريق مواز للحالي.
ونتيجة لهذا التأخر، يعرف الشارع الرئيسي انسدادا تامًّا في حركة مرور السيَّارات والشاحنات، خاصّة خلال ساعات الذروة، ما يعطل مشاغل الناس، نظرا لوجود الإدارات والمؤسسات التربوية داخل هذا النسيج العمراني المكتظ، وحتمية المرور عبر المدخل الأساسي للحامَّة، على غرار متقنة وثانوية وإكماليتين وعدد معتبر من المدارس الابتدائية، فيما يزيد عدم احترام أماكن الرَّكن ومخالفة قواعد المرور الأمر سوءا، وتنشب الشجارات بين أصحاب السيارات وحتى الراجلين بهذا الخصوص.
كما يلاحظ بوسط البلدية ركن السيَّارات والشاحنات فوق الرصيف أو على جانبه، خاصة في حال تعلَّق الأمر بإفراغ الحمولة باتجاه أحد المحلات، و ذلك دون احترام ومراعاة للأولوية بالنسبة للراجلين، ويتسبب هذا الانسداد في إعاقة المرور، رغم تحويل مدخل البلدية، و تجنيد عناصر الشرطة التابعين للأمن العمومي لتنظيم حركة السَّير، ليبقى المواطن هو المتسبِّب الأول في هذا الإشكال.
و لا يزال التجار الفوضويون بالبلدية يتَّخذون من الأرصفة مكانا لترويج سلعهم، و هي ظاهرة تكثر في المواسم والأعياد و خاصة خلال شهر رمضان، حيث يستغل أصحاب الأراضي الفلاحية الصغيرة المساحات الشَّاغرة والرصيف لعرض سلعهم من الخضر و الفواكه، وعلى الرغم من جودتها كون المنطقة معروفة بأنها فلاحية بامتياز، لكنها تشكل ديكورا بعيدا عن مظاهر التمدن والحضارة في بلدية قاربت قرنا على اعتمادها إقليما حضريا، إبَّان الاستعمار.
ويزاحم هذا النوع من التجَّار المارة على الرصيف، ويضايقون حتى أصحاب المحلات النظامية، الذين سئموا من الممارسات غير القانونية والمضرة بالصورة العامة للبلدية، حيث يطالبون المصالح المختصة للمجلس الشعبي البلدي ومديرية التجارة، باتخاذ الاجراءات اللازمة لمعاقبة هؤلاء، ومنعم من عرض سلعهم بهذه الطريقة الفوضوية.
و بالمقابل، يشهد السوق المغطى 17 أكتوبر حالة من الإهمال منذ سنوات، حيث برمجت مصالح البلدية توسعته بما يمكّن من تخصيصه للراغبين في ممارسة التجارة ولم يجدوا أماكن ملائمة لذلك، إلا أنَّ هذا المشروع مقيّدٌ، حسب السكان، بمدى سرعة الإنجاز وتحريك المقاولة للتجسيد، حتى يكون مرفقا ملائما على غرار السوق الصغير المغطَّى البعيد عن مقر الأمن الحضري للدائرة ببضعة أمتار، وهو عبارة عن بناية قديمة ينشط فيها باعة أسماك وخضر وفواكه، وكذا تجار الألبسة الجاهزة، ويعرف عنه النظافة والترتيب.
ولا يستثنى من ظاهرة استغلال الرصيف للبيع والتجارة أصحاب المحلاَّت النظامية، فلا يجد بعضهم حرجا في استغلال هذه المساحة الضئيلة المخصصة للراجلين، في عرض السلع والمبيعات، خاصة عند قدوم مواعيد مناسباتية يكثر فيها الطلب على السلع، كما سجلت في الآونة الأخيرة التي تزامنت مع حلول شهر رمضان، ظاهرة تحويل النشاط التجاري، حيث تفاجأنا بتحول مرش إلى محل لبيع الحلويات التقليدية «الزلابية والمقرقشات»، فيما يقوم أصحاب محلات أخرى كالمقاهي، ببيع الخبز المحسن واللبن نهارا، ثم الرجوع إلى النشاط الأصلي مساء، وهو ما شوَّه المظهر العام لوسط بلدية حامة بوزيان.
فاتح خرفوشي