عائــلات تطـالــب بالـماء والغــاز وتعبيـد الطريـق
يعيش سكان دشرة لمداود بضواحي منطقة دار الواد، التابعة لبلدية مسعود بوجريو بقسنطينة، حالة من العزلة لبعدهم عن المحيط الحضري القريب من العمران، من جهة، وكذا غياب المرافق الضرورية وعلى رأسها الماء والطريق، فيما يتمدرس أبناء الساكنة بإحدى الابتدائيات بالقرارم قوقة بولاية ملية، أمام خطر اجتياز الطريق الوطني رقم 27.
و لا تملك العائلات الـ 10 القاطنة بالدشرة، مورد ماء قارٍّ لري عطش أفرادها والاستعمالات المنزلية اليومية من غسل الأواني والملابس، خاصَّة في فصل الصيف، وكذا رؤوس الماشية التي تعدُّ العائد المالي الأساسي في نشاط السكان، وهو ما يطرح إشكالا حادّا كون أقرب نقطة لجلب الماء، تبعد بحوالي 6 كيلومتر عن مكان عيش العائلات، وهي عين عمومية، فيما يضطر أرباب الأسر لشراء هذه المادة الحيوية من أصحاب الصهاريج القادمة من القرارم قوقة التابعة لولاية ميلة، لقربها من لمداود، على بعد مئات الأمتار، وكذا لنقل الماء بصهريج الجرارات من العين لإرواء الأغنام والأبقار.
وحسب أحد السكان، فقد أدرج ربط لمداود بالماء خلال المجالس البلدية السابقة، لكنَّ المشروع لم يُنجَز، كما أنَّ مسؤول الجهاز التنفيذي الأول، عبد السميع سعيدون، بإمكانه عقد اتفاقية مع بلدية القرارم لربط الدشرة بالماء الشروب وحتى الغاز الطبيعي، بحيث لا تبعد القناة الرئيسية سوى بحوالي 100 متر عن البيوت، وتحديدا بالمنطقة المسماة عين الثَّور.
كما أفاد ذات المصدر برغبة حوالي 20 عائلة أخرى في العودة إلى أراضيها والاستقرار نهائيا، في حال تمَّ توفير كامل الإمكانيات والمرافق الخدماتية، على غرار ما تمَّ ذكره، إلى جانب تعبيد الطريق، لكنَّ عدم منح إعانات السكن الريفي للسكان، أو ترحيلهم نحو شقق إجتماعية، يقف عائقا في وجه قرار نهائي من المعنيين، وبالتالي الحرمان من العيش الكريم في ظل المرافق الحضرية، و من الحصول على إعانات تساعد على الاستقرار وممارسة مهنة تربية المواشي وفلاحة الأرض، المتوارثة أبًا عن جدّ.وأفاد رئيس المجلس الشعبي البلدي لمسعود بوجريو، أحمد زعطوط، في اتصال هاتفي بالنصر، بوجود عديد العراقيل التي تحول دون تجسيد بعض المشاريع في صالح ساكنة لمداود، على غرار قلة القاطنين بالمكان والمحصورين في 10 عائلات، إضافة لبُعد المنطقة عن وسط بلدية عين كرمة، كما كانت تسمَّى سابقا، حيث تقع على حدود التماس مع بلدية القرارم. وأضاف رئيس البلدية أنه سيعمل رفقة أعضاء المجلس على دراسة المشاريع الممكن إدراجها لصالح الدشرة، رغم صعوبة الأمر.
فاتح خرفوشي