• تعزيز الشراكة الصناعية ومشاريع استراتيجية مرتقبة بين البلدين
• القاهرة تطلع الجزائر على جهود وقف العدوان على غزة
أكدت مصر تقديرها للدور الهام الذي تضطلع به الجزائر في دعم القضايا والحقوق العربية بما فيها القضية الفلسطينية، وذلك من خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن، كما ثمّنت موقف الجزائر ومبدئها تجاه الأشقاء في فلسطين لتعزيز صمودهم على أرضهم ودعم حقهم في البقاء ومجابهة مخططات التهجير.
أشاد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، الخميس بالدور الهام الذي تضطلع به الجزائر في دعم القضايا العربية من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، لا سيما منها القضية الفلسطينية العادلة. وذلك عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وتسليمه رسالة خطية له من قبل نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي.
وقال عبد العاطي، إنه نقل لرئيس الجمهورية «تقدير مصر للدور الهام الذي تضطلع به الجزائر في دعم القضايا والحقوق العربية بما فيها القضية الفلسطينية، وذلك من خلال عضويتها الحالية في مجلس الأمن». كما تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى «الجهود العربية الرامية إلى التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية».
وبهذا الخصوص، ثمن رئيس الدبلوماسية المصرية موقف الجزائر من القضية الفلسطينية متابعا بالقول: «لقد ثمنت موقف الجزائر ومبدئها تجاه الأشقاء في فلسطين لتعزيز صمودهم على أرضهم ودعم حقهم في البقاء ومجابهة مخططات التهجير». وأوضح بهذا الخصوص أنه «استمع إلى رؤى رئيس الجمهورية حول دعم الجزائر المتواصل للشعب الفلسطيني’’ على شتى الأصعدة.
مؤتمر دولي بالقاهرة لإعادة الإعمار
كما أفاد بأنه أطلع رئيس الجمهورية على «آخر الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل وقف الحرب العدوانية الظالمة على الشعب الفلسطيني الصامد بقطاع غزة والعمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 يناير المنصرم».
وفي ذات الشأن، تم خلال اللقاء استعراض «الخطة العربية-الإسلامية الخاصة بإعادة إعمار قطاع غزة وتحقيق التعافي المبكر فور التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان»، مشيرا إلى أنه «أحاط رئيس الجمهورية علما بعزم مصر استضافة مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الاعمار من أجل وضع هذه الخطة العربية-الاسلامية حيز التنفيذ».
وسجل، في سياق ذي صلة، توافق الرؤى بين الجزائر ومصر حول «بذل المزيد من الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة الشرق-أوسطية والعربية والقارة الافريقية». كما شدد المسؤول المصري على أهمية التنسيق والتشاور المستمر بين الجزائر ومصر حول القضايا العربية والإقليمية، مبرزًا أن الأمن القومي العربي وحدة لا تتجزأ، ويتطلب المزيد من التضامن والتكامل لمواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد استقرار المنطقة.
تعزيز التعاون الاقتصادي
أما فيما يتصل بالشق الخاص بالتعاون الثنائي، فقد ذكر عبد العاطي بالزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى مصر في أكتوبر المنصرم، حيث ثمن المباحثات الهامة التي أجراها رئيسا البلدين، والتي أكدت «الطابع الحيوي والمتميز للعلاقات الثنائية والروابط التاريخية التي تربط الجزائر ومصر وشعبيهما الشقيقين».
وبهذا الخصوص، أكدت مصر، على لسان وزير خارجيتها، استعدادها الكامل لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الجزائر، مشددا على دعم العلاقات الثنائية ودفعها نحو آفاق أوسع.
وأشار عبد العاطي إلى أن اللقاء شكل مناسبة لتأكيد الرغبة المصرية في الانخراط الفعّال ضمن الجهود الاقتصادية التي تشهدها الجزائر، لاسيما في ظل الإصلاحات الكبرى التي باشرتها الدولة الجزائرية، مؤكداً أن التعاون بين البلدين قادر على إنتاج شراكات نوعية تحقق مصالح الشعبين.
وأضاف بأنه تم خلال اللقاء التأكيد على «الإرادة المشتركة والقوية للدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب على كل المستويات»، حيث تم، في هذا الإطار، استعراض «الشراكات التنموية الرائدة بين البلدين»، الى جانب التحضيرات الجارية لعقد اللجنة العليا المشتركة الجزائرية-المصرية التي من المرتقب أن تستضيفها القاهرة العام الجاري. من جهة أخرى، هنأ عبد العاطي الجزائر على انتخابها عضوا بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي.
كما استقبل، وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، نظيره المصري بدر عبد العاطي. وأفاد بيان للخارجية، أن اللقاء شكل “فرصة لاستعراض مختلف محاور وأبعاد علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين الشقيقين وبحث آفاق إضفاء المزيد من الزخم عليها في سياق التحضير للاستحقاقات المقبلة، لا سيما تلك المتعلقة باللجنة المشتركة العليا الجزائرية-المصرية”.
كما ناقش الوزيران “مختلف القضايا الراهنة في جوارهما الإقليمي وعلى وجه الخصوص المخاطر الوجودية التي تهدد القضية الفلسطينية وكذا التطورات المشهودة في دولة ليبيا الشقيقة، فضلا عن الأزمات التي تهدد العديد من الأقطار العربية”. وبهذا الخصوص، أكد الوزيران على “ضرورة تعزيز تقاليد التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين في مختلف فضاءات انتمائهما المشتركة عربيا وإفريقيا” .
مشاريع استراتيجية مرتقبة بين البلدين
كما شهدت المحادثات التي جمعت وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، ووزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، دفعًا جديدًا نحو إقامة مشاريع استراتيجية في مجالات حيوية، على رأسها الطاقات المتجددة وتحلية مياه البحر.
وقد أكد الجانبان، على أهمية توحيد الجهود واستغلال الإمكانيات المتاحة لدى البلدين لتطوير مشاريع مبتكرة ومستدامة تواكب التحول الطاقوي، وتعزز الأمن المائي والطاقوي في المنطقة، مع التركيز على تبادل الخبرات وتوطين التكنولوجيا الحديثة لتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية.
وتناولت المحادثات إمكانيات التعاون في قطاع المناجم، خاصة في ميادين البحث، الاستكشاف، الاستغلال، وتحويل الموارد المعدنية، حيث تم التأكيد على ضرورة الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لدى البلدين. وأشار الطرفان إلى أهمية تطوير مشاريع طاقوية طموحة في سياق التحول الطاقوي بالقارة الإفريقية، من خلال تعزيز الاستدامة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح.
تعزيز الشراكة الصناعية بين البلدين
بدوره استقبل وزير الصناعة، سيفي غريب، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، وشهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون الصناعي بين البلدين، كما تم التركيز على كيفية ترقية الشراكة الصناعية الثنائية، بما يشمل التصنيع المحلي والصناعات التحويلية.
وأكد وزير الصناعة، سيفي غريب خلال اللقاء أن “العلاقات بين الجزائر ومصر ترتكز على أسس متينة، وقطاع الصناعة يمكن أن يكون رافعة حقيقية لتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في مجالات التصنيع المحلي والصناعات التحويلية”. وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا أكبر بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، مشيرًا إلى ضرورة إنشاء قاعدة بيانات رقمية مشتركة تهدف إلى تحديد الاحتياجات السوقية المتبادلة وتحقيق توازن تجاري فعال، مما يعزز إمكانيات البلدين ويسهم في تجسيد شراكة مثمرة ومتبادلة المنفعة.
من جانبه، عبّر وزير الخارجية المصري عن ارتياحه لمستوى التنسيق بين البلدين، مؤكدًا أن “مصر تولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الجزائر، وأن قطاع الصناعة يمثل محورًا استراتيجيًا ضمن هذه الرؤية”. مضيفا أن “الفرص الاستثمارية متاحة، وأن الجانب المصري حريص على نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين“.
ع سمير