تعيش مولودية قسنطينة أزمة حقيقية، قبل 24 ساعة من المواجهة المصيرية أمام شباب برج منايل، حيث تصاعدت حدة التوتر داخل أروقة الفريق، بسبب غياب عدد كبير من اللاعبين عن التدريبات، إضافة إلى مقاطعة حصة الاستئناف التي كان من المقرر إجراؤها يوم الأحد الماضي، الوضع الذي أقلق المدرب كمال عاشوري، ودفعه إلى توجيه انتقادات لاذعة إلى بعض العناصر، مُحذرا من أن استمرار هذا التسيّب قد يكون له عواقب وخيمة على مستقبل الموك.
رغم عودة بعض اللاعبين إلى أجواء التدريبات، إلا أن الغيابات المؤثرة لا تزال تُلقي بظلالها على استعدادات الفريق، حيث تمرن أمس ما يقارب 20 لاعبا فقط، بينهم عناصر من فئة الرديف تمت ترقيتهم لتعويض النقص العددي. وغاب عن التدريبات عدد من الركائز الأساسية، مثل القائد فرحات أيوب والظهير الأيمن بوزيدي، ومتوسط الميدان إمام نور، إضافة إلى المهاجمين لعلاوي والدوسن. وأكثر ما أثار استياء المدرب هو غياب الوافد الجديد الدوسن، الذي لم يقدم أي مبررات لعدم حضوره، رغم أنه حصل مؤخرا على راتب قدره 40 مليون سنتيم عند توقيع عقده، هذا الأمر جعل عاشوري يعبر عن غضبه الشديد، معتبرا أن بعض اللاعبين لا يحترمون الفريق ولا يدركون خطورة الوضع الذي يمر به. وفي تصريحات للنصر، لم يخف عاشوري خيبة أمله، حيث قال: «هناك حالة من التسيب لا يمكن القبول بها. نحن في فريق عريق له تاريخه، ولسنا في فريق أحياء! حتى إن كانت الموك تعيش واحدة من أسوأ فتراتها، كان على اللاعبين أن يتحلوا بالمسؤولية، ويضعوا مصلحة النادي فوق كل اعتبار، خاصة أننا في مرحلة حرجة مهددين فيها بالسقوط». وأضاف: «مواجهة شباب برج منايل ستكون بمثابة مباراة نهائية، والخطأ فيها غير مسموح، وسنسافر إلى برج منايل، وهناك عناصر لم تتدرب حتى حصة واحدة هذا الأسبوع، وهذا أمر غير مقبول». وفي ظل هذه الأزمة، يعود سبب التوتر الأساسي إلى المشاكل المالية التي تعاني منها إدارة المولودية، حيث لم يحصل اللاعبون على مستحقاتهم، مما دفعهم إلى مقاطعة حصة الاستئناف تعبيرا عن غضبهم، رغم تفهم عاشوري لمطالب اللاعبين، إلا أنه شدد على أن توقيت الاحتجاج كان غير مناسب، نظرا لحساسية المرحلة. وقال المدرب: «لست ضد مطالب اللاعبين، فهذا حقهم، لكن يجب أن يكون هناك توازن بين المطالب والمسؤولية تجاه النادي، نحن الآن في وضع حرج، وكل نقطة أصبحت مصيرية، ولا يمكن أن نسمح بضياع المزيد من الفرص بسبب أمور كان يمكن التعامل معها بطريقة مختلفة». من جهته، يسابق رئيس الموك نور الدين قدري الزمن لإيجاد حلول للأزمة المالية، حيث عقد اجتماعا مع مدير الشبيبة والرياضة لحسن لعجاج لمناقشة الوضع الحرج الذي يمر به الفريق، وتطرقت المحادثات إلى المخاوف من استمرار الأزمة، خاصة أن الموك مهددة بالسقوط، وهو ما دفع لعجاج إلى التعهد بنقل انشغالات الإدارة إلى والي قسنطينة، بهدف إيجاد حلول لدعم الفريق ماليا.
سمير. ك