صنّف مدرب ترجي قالمة، كمال مواسة، مباراة فريقه أمام الضيف وداد زيغود يوسف في خانة الدرس القاسي الذي يجب أن تُستخلص منه العبر، وأكد بأن «السيناريو» الهيتشكوكي الذي سارت على وقعه المقابلة جسّد التحذيرات التي وجهها للاعبيه قبل اللقاء، الأمر الذي جعله يصر على ضرورة التجنّد لمواجهة عقبات أصعب في الثلث الأخير من المشوار، خاصة وأن حلم العودة إلى الرابطة الثانية كبر في قلوب الأنصار.
واعترف مواسة في دردشة مع النصر بأن «سيناريو» ركون وداد زيغود يوسف كلية إلى الدفاع كان متوقعا، لأننا ـ كما قال ـ « كنا على دراية مسبقة بأن المنافس ليس لديه ما يخسره، وأنه سيعمل على الصمود أطول فترة ممكنة، مما دفع بنا إلى التركيز على الجانب النفسي، ومطالبة اللاعبين بتفادي السقوط في فخ التسرع، كما أننا كنا متخوفين من هاجس الغرور واستصغار المنافس، إلا أن أطوار المقابلة أبانت عن قوة المنافس من الناحية الدفاعية».
مدرب ترجي قالمة أشار إلى أن عدم القدرة على هز شباك «الوازي» في الشوط الأول زاد من درجة الضغط النفسي المفروض على لاعبيه، واستطرد بالقول: « أتيحت لنا العديد من الفرص في المرحلة الأولى، إلا أن تكتل دفاع المنافس في منطقته، وكذا براعة الحارس كانت من العوامل التي صعبت من مهمتنا في افتتاح مجال التهديف، وقد ألقى هذا الأمر بظلاله على الحضور الذهني لعناصرنا، لتكون ضربة الجزاء الضائعة في منتصف الشوط الثاني بمثابة أهم منعرج في اللقاء، حيث تولى تنفيذها سياب، الذي تعوّد على التنفيذ والتسجيل في آخر لقاءين، لكنه أهدر هذه المرة، بعد تصدي حارس الفريق الزائر ببراعة، وهذا ما زاد في صعوبة اللقاء، خاصة بعد فقدان اللاعبين لتركيزهم».
مواسة أكد بأن البحث عن الفوز أمام ضيف ركن كلية إلى الدفاع أبان عن حاجة الفريق إلى المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات، رغم المؤازرة التي كانت من الجماهير الغفيرة، لكننا ـ كما أردف ـ « لم نتمكن من إيجاد الحلول الناجعة للتخلص من عقدة العقم الهجومي، وهاجس التعادلات الخمسة المسجلة في قالمة في مرحلة الذهاب ظل يلاحقنا، ولو أننا قمنا ببعض التعديلات، بمنح الفرصة لعناصر شابة، كان من بينها بورنان، الذي صنع الفارق، وتمكن من الحصول على ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع، كللت بهدف الفوز».
وخلص مواسة إلى التأكيد على أن الظفر بالنقاط الثلاث يبقى أهم مكسب في مباراة يجب وضعها في طي النسيان، لكن مع ضرورة اتخاذها كدرس، لأننا ـ على حد قوله ـ « نتمسك بحظوظنا في الصعود، والثلث الأخير لن يكون سهلا، وما علينا سوى التحضير بجدية لكل المقابلات المتبقية، لأنها عبارة عن نهائيات بالنسبة لنا، والتواجد حاليا في الوصافة كفيل بإعطاء المجموعة المزيد من الثقة، مع ضرورة الإيمان بالقدرة على تجسيد حلم الصعود الذي يراود الأنصار». ص / فرطاس
