يواجه بغداد بونجاح إشكالية حقيقية قد تُبعده عن كتيبة فلاديمير بيتكوفيتش في الاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها التربص المنتظر في شهر جوان، بسبب ابتعاده المرتقب عن أجواء المنافسة لما يقارب الشهرين.
ورغم توقيعه على موسم استثنائي بكل المقاييس في أول تجربة له مع نادي الشمال القطري، إلا أن بونجاح يبقى مهددا بتضييع نافذة «الفيفا» المقبلة.
والتحق بونجاح بنادي الشمال صيف 2024 قادما من السد (وقع عقدا يمتد حتى صيف 2027)، ورغم انتقاله إلى ناد يُصنف ضمن الفرق المتوسطة في الدوري القطري، إلا أن نجم الخضر أظهر عُلوّ كعبه سريعا، ليقود الشمال إلى المركز السادس في الترتيب العام، لدوري نجوم قطر.
وشارك بونجاح في 21 مباراة من أصل 22 خلال الموسم، وغاب عن مواجهة واحدة فقط، بسبب تراكم البطاقات، ولعب كافة دقائق المباريات كأساسي، بمعدل 90 دقيقة في كل لقاء، وساهم في تسجيل 27 هدفا من أصل 41 هدفا سجلها فريقه هذا الموسم، بمعدل يفوق نصف الحصيلة الهجومية لفريقه.
وسجل بغداد 18 هدفا، منها 4 ثنائيات و»هاتريك» واحد، وقدم 9 تمريرات حاسمة، ليُثبت مجددا نجاعته الهجومية وحضوره الذهني حتى داخل فريق لا يملك نفس الإمكانيات التي تتوفر عليها أندية المقدمة.
ورغم براعته التهديفية، إلا أن بونجاح خسر لقب هداف الدوري في آخر جولات الموسم، بعدما تجاوزه مهاجم الريان، البرازيلي روجر غيديس، الذي أنهاه بـ21 هدفا، وتقاسم بونجاح الوصافة بـ18 هدفا مع زميله السابق في السد أكرم عفيف، ومهاجم السد الحالي رافا موخيكا، غير أن أفضلية المنافسة من داخل فريق متوسط مثل الشمال، تمنحه تميزا معنويا عن منافسيه من فرق القمة.
ورغم تلك الأرقام اللافتة، إلا أن نهاية الموسم المبكرة للشمال، غير المؤهل لأي من المسابقات الإقصائية أو الخارجية (مثل كأس ولي العهد أو دوري أبطال آسيا)، قد تؤثر سلبا على فرص بونجاح في العودة إلى المنتخب الوطني.
وغاب بونجاح عن المعسكر الأخير في تصفيات مونديال 2026 (أمام بوتسوانا وموزمبيق) بداعي الإصابة، ومع توقف نشاطه التنافسي لفترة طويلة نسبيا، سيكون بعيدا عن نسق المباريات عند حلول تربص الخضر في جوان.
وكان بيتكوفيتش واضحا في تصريحاته السابقة، مؤكدا أن التنافسية الشرط الأول لاختيار لاعبيه، وفي ظل التألق الكبير لثنائي الهجوم الحالي أمين عمورة وأمين غويري، قد يجد بونجاح نفسه خارج حسابات الناخب الوطني.
وبات غويري الهداف الأول للمنتخب منذ قدوم بيتكوفيتش، بينما وقع عمورة على 5 أهداف كاملة في آخر مواجهتين، ليُكرّسا نفسيهما كخيارات هجومية مفضلة في التشكيلة الحالية، ولو أن بغداد يظل أحد الأسماء البارزة في تاريخ الكرة الجزائرية والقطرية على حد سواء، فهو الهداف التاريخي لنادي السد، بتسجيله 208 أهداف وصناعته 63 تمريرة حاسمة خلال أكثر من تسعة مواسم، كما أنه يملك 70 مباراة دولية مع الخضر سجل فيها 30 هدفا، ما يجعله ضمن نخبة الهدافين التاريخيين، ولكن كل ذلك قد لا يكون كافيا لإقناع بيتكوفيتش، إذا لم يواكب متطلبات النسق العالي والمنافسة الدائمة.
ومع اقتراب تربص جوان، الذي سيشهد مواجهة ودية أمام السويد في العاشر من الشهر، وأخرى لم يُكشف عن منافسها الإفريقي في الخامس من نفس الشهر، يبقى بونجاح مطالبا بإيجاد طريقة للمحافظة على جاهزيته، وإقناع الطاقم الفني بأحقيته في استعادة مكانته مع المنتخب.
سمير. ك