كشف الأمين العام لوزارة النقل، جمال الدين عبد الغني دريدي، بجيجل أول أمس، عن إسداء تعليمات صارمة لمدراء مختلف الموانئ، من أجل العمل على التسريع في...
شدد الاحتلال الصهيوني حصاره وعدوانه على قطاع غزة خلال شهر رمضان، حيث لم تدخل المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع منذ 2 مارس الماضي، مما فاقم...
في إطار محاربة الجريمة المنظمة وبفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات، قامت مفرزة للدرك الوطني إثر عملية بقرية سلام، بلدية باب العسة الحدودية ولاية تلمسان بإقليم...
أشرف الوزير الأول السيد نذير العرباوي، سهرة الأربعاء الماضي، بجامع الجزائر بالمحمدية بالجزائر العاصمة، على حفل ديني بمناسبة إحياء ليلة القدر...
أكدت البروفيسورة زهية بودردة ، رئيسة الأطباء بقسم (ب) بمصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة ، بأن عددا معتبرا من الأطفال المرضى المصابين بداء السكري صنف 1 ، تحدوا المرض و صاموا رمضان رغم تحذيرات الأطباء ، معرضين أنفسهم للخطر .
الدكتورة بودردة كشفت أنها و زملاؤها وقفوا خلال متابعتهم لما يقارب 700 طفل مصاب بالسكري بوحدة الفحص و المتابعة بباب القنطرة بقسنطينة ، من بينهم حوالي 350 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 سنة ، على حقيقة أن الأولياء ليسوا دائما وراء إرغام صغارهم على الصيام ، و إنما الأطفال أنفسهم قاموا بذلك لأسباب كثيرة أهمها تحدي النفس و التصرّف كباقي الأشخاص المحيطين بهم ، و عدم تقبلهم لنظرة الآخر إليهم و التي كثيرا ما تكون مليئة بالأحكام المسبقة و القاسية في حال رأوهم يتناولون طعاما قبل الفطور. كثيرون – كما تقول الدكتورة – لا يتساءلون عن دوافع ومبررات ذلك ، ولكن يصدرون أحكامهم ويبنون مواقفهم عن جهل وأحكام جاهزة . فيمرقونهم بنظرات تتسبب في حرج كبير رغم أن ما دفعهم إلى الأكل مبرر شرعيا وعلميا . كتعرضهم لانخفاض في نسبة السكري في الدم الذي قد تنجم عنه مضاعفات من شأنها أن تودي بحياة المريض إن لم يسرع في ضبط و إعادة السكري إلى نسبته المتوازنة.
و أوضحت بأن مستعملي الأنسولين لعدة مرات في اليوم ، لا يمكنهم الصيام ، لما يشكله ذلك من خطورة على حياتهم لصعوبة تقسيم أوقات الغذاء بشكل متوازن بين فترتي الفطور و السحور و التي تعتبر قصيرة جدا. إذ لا تتجاوز الـ 8 ساعات في حين إمتدت مدة الصيام 17 ساعة و هي فترة طويلة ، ولا يمكن للطفل المريض الذي يأخذ عدة جرعات من الأنسولين في اليوم مقاومة الجوع لأن الأنسولين يتطلب تغذية متوازنة . مؤكدة بأن الأمر يزداد تعقيدا بالنسبة للأطفال الذين يقومون بنشاط أو كثيري الحركة سواء داخل البيت أو خارجه ، معترفة بمواجهتهم صعوبة في تحقيق الانضباط في العادات الغذائية لدى الأطفال الذين يفشل الكثير منهم في مقاومة نهمهم لبعض المأكولات التي يحبذها الصغار و التي تحتوي عموما على نسبة كبيرة من السكريات.
و ذكرت بعض الأمثلة لمرضى مراهقين عاندوا و لم يحترموا نصائح الأطباء و لا رجال الدين ، فعرّضوا أنفسهم لخطر إنخفاض مستوى السكري في الدم ، خاصة أولائك الذين يشعرون بأعراض ذلك . و بدل الإسراع لقطع الصيام و تناول شيء حلو، يختارون المقاومة على حساب صحتهم .
كما تحدثت الدكتورة بودردة عن عادة تدريب الصغار على الصيام ، قائلة بأن طريقة الصيام يجب أن تكون مدروسة حتى بالنسبة للأطفال العاديين . مؤكدة على ضرورة التقيّد ببعض شروط الصحة . يجب على الأولياء الانتباه جيدا إلى الحالة الصحية و النفسية التي يكون عليها صغارهم قبل إرغامهم على الصيام من باب تدريبهم على أداء أحد أهم أركان ديننا الحنيف . و نصحت بضرورة تجنب الصيام المتواصل باعتماد طريقة التدرج في الصيام خاصة بالنسبة للأطفال النحفاء و ذوي البنية الضعيفة ومن يعانون فقر الدم و غيرها من الحالات التي بإمكان ملاحظة أعراضها بوضوح كالوهن و شحوب الوجه..
و دعت الدكتورة إلى ضرورة حسن إنتقاء الأطعمة و تجنب الأكلات الدسمة و المحتوية على نسبة كبيرة من السكر. مشيرة إلى العادات الغذائية السيئة التي راجت في الكثير من الأسر في السنوات الأخيرة ، بعد رواج الأطعمة الجاهزة و الأكلات السريعة و بشكل خاص البيتزا و الساندويتشات التي تحتوي على كمية كبيرة من الأجبان الدسمة . ناهيك عن الإستهلاك المفرط للمشروبات بكل أنواعها و التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الكثير من المواد التي يفضلها الصغار بما فيها الياغورت الذي أكدت بأن معدل نسبة السكر فيه كبيرة مقارنة بما هو منتج بباقي الدول ، أين لا تتجاوز نسبة السكر في هذا المنتوج الـ 15 بالمائة، فيما تصل عندنا إلى 20 بالمائة و هو ما إعتبرته مصدرا للكثير من المشاكل الصحية.
مريم/ب