أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، على الاستعراض العسكري...
ترأس الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، اليوم الخميس، اجتماعا للحكومة، خصص لدراسة مشاريع مراسيم تتعلق بالوقاية من أخطار الكوارث وانفتاح مؤسسات...
• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
تعرف الجراحة العلاجية لمشاكل السمنة رواجا متزايدا في الجزائر خلال السنوات القليلة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى الاهتمام الكبير بالرشاقة في أوساط النساء و حتى الرجال، خاصة من يعانون من مشكل الوزن الزائد و يعجزون عن التخلص منه بطريقة طبيعية، وقد تحول هؤلاء و غيرهم إلى صيد سهل لإشهارات مؤثرات على مواقع التواصل، يروجن لعمليات تكميم المعدة في الخارج و يقدمنها كحل سحري و سهل للحصول على جسم رشيق، رغم كونها عمليات معقدة تدخل في إطار الحلول العلاجية و ترتبط بشروط معينة يحددها الأطباء بالنظر إلى خطورة مضاعفاتها التي قد تنتهي بالوفاة.
لينة دلول
إنستغرام يحوّل إجراء طبيـا إلى سلعة
تعتبر عملية تصغير المعدة بالمنظار، من أبرز جراحات السمنة المنتشرة حديثًا، و التي يقبل عليها من يعانون من السمنة، وذلك على اعتبار أنها حل سريع و مثالي مقارنة بالتمارين البدنية والنظام الغذائي، ومع أن الأطباء يؤكدون بأن تكميم المعدة أو شفط الدهون هي حلول تستوجب تسجيل مؤشر كتلة معين يتعدى بالعموم 50 كيلوغراما على المتر المربع، إلا أن الإشهار المتزايد و الترويج الكبير لمثل هذه العمليات على مواقع التواصل الاجتماعي، حولها من إجراء طبي علاجي، إلى عمليات تجميل للتخلص من « الكرش و الكيلوغرامات الزائدة» و الحصول على جسم نحيل بأسرع الطرق.
وتكميم المعدة، هو إما اقتطاع لجزء من المعدة أو ربطه لتصغيرها بهدف تخفيف تناول الأكل و زيادة الإحساس بالشبع بشكل سريع، وقد ساهم الترويج لهذه العمليات من قبل عيادات ومؤثرين عبر شبكة الإنترنت، في زيادة عدد المهتمين بها، رغم تبعاتها الصحية ومخاطرها على الحياة، إذ يصور هؤلاء العلمية على أنها إجراء سحري يعطي نتائج خيالية في ظرف 6 أشهر.
ورغم الضجة التي أثارتها مؤخرا، حادثة وفاة سيدة مغتربة سافرت إلى تركيا، لإجراء عملية تكميم، شجعت عليها مؤثرة شهيرة، إلا أن هذا النوع من الإشهارات لم يتوقف. و كان المختص في الطب الطبيعي و إعادة التأهيل الدكتور منصف بوربيع، قد حذر عبر صفحته على فيسبوك، من خطورة تكميم المعمدة، مؤكدا أن هذه العمليات محددة، ولا يمكن لأي شخص يعاني من الوزن الزائد أن يخضع لها، مشيرا في ذات السياق، إلى أن هناك الكثير ممن تأثروا بتجارب صناع المحتوى و إشهاراتهم، ولكن يجب على الناس أن يكونوا أكثر وعيا بحقيقة الموضوع حسبه، و أن يعلموا أن هؤلاء المؤثرين يحصلون على نسبة معينة من المال عن كل مريض يقوم بالعملية عن طريقهم.
ومن أكثر المخاطر المرتبطة بهذه الجراحة، الأخطاء الطبية، المترتبة عن صعوبة العملية كونها تستمر لـ 40 دقيقة، وقد كان نجل الفنان جورج وسوف ضحية لهذا الأمر مؤخرا، إذ توفي على خلفية مضاعفات سببتها عملية « قص للمعدة»، و يمكن أيضا أن يعاني الناجون لاحقا من مرض النحافة، بسبب فقدان الشهية.
فـارق كبيـر في التكلفـة بين الجزائر والخارج
عمليات التكميم وشفط الدهون، متاحة في عدة عيادات خاصة عبر الوطن، بما في ذلك ولايات وهران و الجزائر و قسنطينة، أين يجريها في العادة جراحون متخصصون في أمراض السمنة.
وقد قادنا استطلاعنا بقسنطينة، إلى ثلاث عيادات تقدم هذه الخدمة، و اتضح من خلال تواصلنا مع أطباء و مسيرين على مستواها، بأن هناك طلبا على هذا النوع من العمليات وبخاصة تكميم المعدة، و يصل سعر عملية التكميم إلى 36 مليون سنتيم فما أكثر، وهي تكلفة تخضع لطبيعة الحالة الصحية للمريض ووزنه، فيما تتراوح تكلفة نفس العلمية خارج الوطن و تحديدا في فرنسا وتونس و تركيا بين 60 إلى 100 مليون سنتيم.
ومع أن هناك تطورا ملحوظا في المجال، إلا أن المختصة في أمراض الغدد والسكري، الدكتورة سارة دغيمة، أكدت أن هناك ضعفا في الهياكل و أننا لا نزال نفتقر لشروط المتابعة المستمرة لمثل هذه العمليات، التي تسبب فقدان الجسد لكثير من الفيتامينات و المعادن.
ويؤكد أشخاص خضعوا لعملية قص المعدة، أن المشاكل الصحية التي تعرضوا لها بسبب السمنة كانت وراء تفضيلهم للجراحة كحل نهائي، خاصة وأن الوزن الزائد سبب لبعضهم أمراضا أخرى مثل ضغط الدم، أو هدد صحتهم بطريقة معينة، بالمقابل بين صبر آراء أجريناه على حسابات بعض العيادات على إنستغرام، بأن الحصول على جسم رشيق في أقصر وقت ممكن، يعتبر دافعا قويا بالنسبة للسيدات تحديدا للتوجه إلى هذا النوع من الحلول الجراحية رغم كلفتها العالية، كما شملت بعض التعليقات الحديث عن أسباب أخرى أبرزها المعاناة من الكآبة و المشاكل النفسية، الناجمة عن عدم تقبل شكل الجسم.
نورهان سيدة من قسنطينة، أجرت مؤخرا، عملية تكميم للمعدة بمصر، قالت بأنها جد راضية عن النتيجة وأنها فقدت نصف الوزن خلال ظرف وجيز، و ذلك بعد معاناتها لسنوات من السمنة و فشل كل الحميات التي اتبعتها.
بالمقابل عانت زينب وهي شابة ثلاثينية، من مضاعفات مؤلمة، بعد الخضوع لذات العملية بفرنسا، وقالت بأن صحتها في تدهور و أن الألم لا يتوقف تقريبا.
* أخصائي الجراحة العامة رابح بولتيفات
هناك شروط محدّدة للقيام بقص المعدة
أكد المختص في الجراحة العامة وزرع الأعضاء الدكتور رابح بولتيفات، أن عملية قص المعدة، تُجرى للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ولا يتناسب طولهم مع وزنهم، وبالتحديد من يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 40 أو 50 كيلوغراما على المتر المربع، ويعد مؤشر كتلة الجسم بحسبه، أفضل مقياس حتى الآن للتمييز بين الوزن الزائد والسمنة و البدانة والنحافة، ويتم حسابه بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر.
وأضاف الطبيب، بأن الوزن العادي يتراوح بين 19 و 25 كيلوغراما على المتر المربع، فيما يدل الوزن أقل من 19 على أن الشخص مصاب بمرض النحافة الشديدة، أما من 25 إلى 30 كيلوغراما، فيصنف الإنسان في خانة الوزن الزائد و من 30 إلى 35 يدرج في قائمة البدانة من الدرجة الأولى، و من 35 إلى 40 تكون البدانة مفرطة من الدرجة الثانية، أما من 40 فما فوق فإن البدانة تعتبر مفرطة و من الدرجة الثالثة.وقد صنفت منظمة الصحة العالمية سنة 1979، البدانة المفرطة في خانة الأمراض المزمنة، مثلها مثل السكري و الربو وأمراض القلب، وهي كما قال، سبب لجميع الأمراض المزمنة موضحا، أن جراحة قص المعدة تعمل على تعديل هرمونات الجهاز الهضمي الخاصة بضبط مستوى السكر في الدم، فتساعد على شفاء المرضى وعلاج ارتفاع ضغط الدم كذلك، فضلا عن خفض مستوى الكولسترول والدهون في الدم و علاج تكيس المبايض والعقم عند النساء.
التكميم ضرورة علاجية
وحسب الطبيب، فإن هناك فرقا جوهريا بين عمليات الشفط وتصغير المعدة، فالأولى تتمثل في أنها تجميلية تساعد على التخلص من بعض الدهون المتراكمة في مناطق محددة من الجسم، مثل عمليات شد البطن وشفط الدهون من الأرداف، وهذه العمليات لا تنقص الوزن إلا بمقدار ضئيل جدا كما أنها لا تعالج السمنة وما يصاحبها من أمراض، عكس التكميم الذي يعالج السمنة من جذورها بحيث يؤدي إلى إنقاص الوزن وكتلة الجسم بشكل مذهل فيعود الشخص إلى وزنه المثالي في غضون عدة أشهر.
وأشار الدكتور رابح بولتيفات، إلى أن جراحة تكميم المعدة أصبحت ضرورة علاجية لإنقاص الوزن الزائد وتقليل المشاكل الصحية المتعلقة به، و التي تهدد الحياة مضيفا، أن نسبة 35 بالمئة من الوزن تختفي بعد العملية، ثم يفقد الشخص الجزء الأكبر من الوزن الزائد خلال الستة أشهر الأولى بنسبة 65 بالمئة، في حال اتباع النظام المعد ومزاولة التمارين الرياضية بانتظام. وقال، إن المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع لعملية التكميم، هم المختلون عقليا، لأنهم لا يفهمون النصائح و لا يستطيعون تطبيق التعليمات والتوصيات التي يقدمها الطبيب، إضافة إلى من يتأثرون بالتخدير و يكون ذلك سببا في وفاتهم على طاولة العمليات، وصولا إلى من يعانون من البدانة المفرطة جدا، وهؤلاء يتطلب التعامل معهم تجهيزات خاصة لا تتوفر في الجزائر.
وأكد المتحدث، أن السن المسموح به لإجراء عمليات التكميم في بلادنا يبدأ من 14سنة، وقد أثبت العلم حسبه بأن إجرائها قبل سن 18، بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من البدانة، له فوائد و نتائج أفضل.
وعن مضاعفات التكميم، أوضح، أنها عامة وقد تحدث لأي شخص خضع لعملية جراحية، كالتعرض لنزيف شديد أو الإصابة بعدوى معينة، أو رد فعل تحسسي بسبب التخدير أثناء العملية، و حدوث مشكلات في جرح المعدة أو إصابة أحد الأعضاء المحيطة بالمعدة أثناء الجراحة، ولتجنب ذلك يتوجب قبل العملية، القيام بعدد كبير من الفحوصات والتحاليل اللازمة التي توضح مدى ملاءمة التكميم لهذا المريض من عدمه، لأن صحة المريض وحمايته من المضاعفات المحتملة تعد أولوية.
وحسب الطبيب، فإن الإقبال على هذا النوع من العمليات، ليس كبيرا، لأن غالبية مرضى البدانة يرفضون التدخل الجراحي لعلاجهم ويتحججون بممارسة الرياضة و التغذية الصحية، رغم وصولهم إلى مرحلة خطيرة تنتهي معها صلاحية الطرق التقليدية مشيرا إلى أننا في الجزائر، نفتقر إلى الثقافة الغذائية وعلينا فعليا تغيير النمط والسلوك الغذائي والتوعية بميزات الأكل الصحي.
* أخصائـي التغذية محمد عبد القادر لزرق
هذه هـي تبـعات التكـميم وهكـذا نتـجنبها
أوضح أخصائي التغذية، محمد عبد القادر لزرق، أن هناك آثارا جانبية عديدة قد تترتب عن عملية تكميم المعدة، كالتعرض لحصاة المرارة بسبب فقدان الوزن بشكلٍ سريع جدًا، مما ينجر عنه الشعور بالغثيان والقيء وآلام البطن، و قد يحتاج المريض إلى جراحة ثانية لإزالة المرارة بعد جراحة تكميم المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التكميم، إمساكا حادا قد يتطلب استشارة طبية و نظاما غذائيا غنيا بالألياف الحبيبيّة وتناول بعض الأدوية.
وتتسبب العملية كذلك، زيادة في احتمالية الإصابة بمتلازمة الإغراق، التي تحدث نتيجة الإكثار من تناول الأطعمة السكرية بعد الجراحة، إذ غالبًا ما تكون المشروبات الغازية أو العصائر، سببًا في اندفاع الأطعمة السكرية عبر المعدة، ما يصيب الشخص بالدور و القيء والغثيان و الضعف.
ويرى الأخصائي، أن أضرار عملية تكميم المعدة لا تقتصر على تغيير أو تقليل أنواع الطعام فحسب، بل تحد أيضًا من كمية الطعام الداخل إليها، مما قد يسبب فقرا في العناصر الغذائية التي يستطيع الجسم امتصاصها و يؤكد، أن المريض يحتاج بعد التكميم إلى العمل مع مختص في التغذية، للتأكد من النظام الغذائي السليم لمثل حالته، إذ يتطلب الأمر عموما تناول بعض المكملات أهمها الحديد و الكالسيوم و فيتامين «ب».
و تكون خسارة الوزن بطريقة صحية مشروطة حسبه بتناول جميع العناصر الغذائية الضرورية، و ذلك لأننا نحتاج إلى كمياتٍ كافية من البروتين والدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن والماء، و فقدان أي عنصر منها يؤدي إلى ضعف أداء الجسم لوظائفه، لأن التغذية الجيدة تساعد على تحسين الذاكرة الإنتاجية لتحقيق أهداف اللياقة البدنية و تعزيز جهاز المناعة و تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام غير الصحي و زيادة الشعور بالشبع.
ل.د