* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
تحوّل فيروس «ماربورغ» إلى تهديد صحي جديد للعالم منذ أن أعلِن في بداية العام عن تفشي هذا المرض النزفي الخطير في غينيا الاستوائية، فيما تتواصل الجهود الدولية لتطوير لقاحات وعلاجات لـ"ماربورغ"، الذي يؤكد بشأنه المختص في علم الأحياء الدقيقة والبيولوجيا النووية وعلم الجينوم، الدكتور محمد بلحسين، أنه لا يقل خطورة عن مرض «إيبولا» ما يستوجب توعية الأشخاص بطرق الوقاية الصحيحة، مبرزا في حوار للنصر أهم الأعراض وطرق انتقال وانتشار الفيروس.
حاورته: ياسمين بوالجدري
بداية، هلا شرحت لنا دكتور
ما هو فيروس ماربورغ وما هي أهم أعراضه؟
فيروس ماربورغ ينتمي إلى عائلة الفيلوفيريديات، وهو المسبب لمرض الحمى النزفية الماربورغ. أعراض الإصابة به قد تكون حادة وتبدأ عادة بشكل مفاجئ بعد فترة حضانة قصيرة وتشمل غالبا حمى عالية جدا وارتفاع ضغط الدم وآلام في المفاصل والعضلات، وكذلك اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال، وآلام الصدر وضيق التنفس، إلى جانب الصداع والتشنجات العضلية.
كما يتعرض بعض المصابين لحساسية الجلد وطفح جلدي، وكذلك لارتباك وتشويش عقلي وصعوبة في التركيز، وفي المراحل المتقدمة من الإصابة يبدأ ظهور نزيف دموي من الأنف والأذنين والأعين ويتطور إلى نزيف داخلي حاد.
تتفاوت شدة الأعراض بين الأفراد، وفي بعض الحالات يمكن أن يصاب الشخص بأعراض حادة وخطيرة تؤدي إلى التهاب السحايا والتهاب الدماغ والوفاة.
كيف ينتقل هذا المرض إلى الإنسان؟
ينتقل فيروس ماربورغ إلى الإنسان عادة من خلال الاحتكاك المباشر مع حيوانات مصابة، ويشمل ذلك التعامل مع الفاكهة الطازجة التي تعرضت للملامسة من حيوانات مصابة. كما ينتقل الفيروس بين البشر عندما يكون هناك تماس مباشر مع السوائل الجسدية الملوثة، مثل الدم واللعاب والعرق.
كذلك، قد تلعب الحشرات دورا في نقل الفيروس بين الحيوانات وفي بعض الأحيان إلى الإنسان عبر الفاكهة الطازجة الملوثة بالحشرات التي تلمس الفاكهة وتنقل الفيروس من حيوان مصاب إلى الإنسان، وهذا ما يحدث في بعض المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
ما هي سرعة تفشي الفيروس وإلى أي درجة انتشر اليوم في دول العالم؟
فيروس ماربورغ يعتبر نوعا نادرا من الفيروسات ولا ينتشر على نطاق واسع في دول العالم، إذ يقتصر انتشاره على بعض المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا.
منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1967، تم تسجيل حالات نادرة نسبيا للإصابة به في عدة دول في أفريقيا الوسطى والغربية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، أوغندا، جنوب السودان، كينيا، زامبيا وجنوب إفريقيا، مع ذلك، يُعد هذا المرض خطيرا، حيث يؤدي إلى نسبة عالية من الوفيات لدى المصابين به، لذا فمن المهم أن تتم مراقبة الفيروس والتعامل مع أي حالات مشتبه بها بسرعة وفعالية.
«ماربورغ» لا ينتقل بنفس سرعة فيروسات أخرى معروفة مثل كورونا «كوفيد-19»، وهذا يعتمد أيضا على مدة الحضانة وهي الفترة الزمنية التي يمر فيها العامل المسبب للمرض في الجسم بعد التعرض له، قبل أن تظهر أعراض المرض بوضوح. بالنسبة لفيروس ماربورغ، تتراوح مدة الحضانة الخاصة بين 5 إلى 21 يوما، وخلال هذه الفترة، يكون الشخص المصاب قد تعرض للفيروس وتتكاثر الجزيئات الفيروسية في جسمه، لكن لا تظهر أي أعراض بوضوح ويكون مُعدٍ دون أن يعلم الشخص المريض.
هل يمكن أن يُشكل التحور الجيني للفيروس تهديدًا محتملاً؟
نعم، يجب مراقبة التحور الجيني للفيروس بشكل دوري، فالتحورات الجينية هي طبيعة الفيروسات وقد تؤدي إلى ظهور سلالات جديدة قد تكون أكثر خطورة، ولكن التحولات الجذرية نادرة جدا وتتطلب تقييما دقيقا.
ما علاقة فيروس ماربورغ بمرض إيبولا؟
فيروس ماربورغ ينتمي إلى نفس عائلة فيروس إيبولا القاتل وهي الفيلوفيريدية، وهي عائلة فيروسات نزفية تُعد من بين الأكثر فتكا بالإنسان، إذ تتميز بقدرتها على التسبب في نزيف دموي شديد وانهيار مناعة الإنسان المصاب، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية والوفاة في بعض الحالات، وعلى الرغم من أن فيروس إيبولا يُعتبر أكثر شهرة نظرا لتفشيه الكبير والمروع في أفريقيا في السنوات الأخيرة، إلا أن فيروس ماربورغ يعد أيضا تهديدا خطيرا على الصحة العامة.
يشترك الفيروسان في عدة جوانب، بما في ذلك آلية انتقالهما إلى الإنسان من خلال التماس المباشر مع حيوانات مصابة، وكذلك القدرة على انتقال بين البشر من خلال التعامل مع السوائل الجسدية الملوثة. تشابه هذه السمات يجعل الفيروسين أمثلة عن الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان وتُسمى «زونوتيك»، وتعد من أخطر الفيروسات التي تهدد الصحة العامة.
بالنظر إلى تشابه خصائصهما، يجب أن تتم مكافحة فيروس ماربورغ بنفس التحذير الذي نعرفه في مكافحة فيروس إيبولا. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن الدراسات والبحوث حول فيروس ماربورغ ليست مكتملة بنفس مستوى البحوث حول فيروس إيبولا، وهذا يجعله يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والجهود البحثية لفهمه بشكل أفضل وتطوير الوقاية والعلاجات المحتملة له.
منذ انتشار ماربورغ في غينيا الاستوائية بدأت منظمة الصحة العالمية تجنيد الخبراء لمناقشة سبل تطوير لقاحات أو علاجات للفيروس، إلى أين وصلت هذه الجهود؟
للأسف، حتى الآن لا يوجد علاج محدد لمرض الحمى النزفية ماربورغ، على الرغم من ذلك، هناك مساع لتطوير علاجات محتملة ولقاحات للوقاية منه. التركيز الأساسي حاليا هو على الوقاية من الإصابة عن طريق توعية الأشخاص بطرق الوقاية الصحيحة وتطوير القدرة على التعامل مع حالات الاشتباه والتشخيص المبكر.
ما هي الإجراءات العملية للوقاية من الفيروس وإلى أي مدى تتشابه مع المعمول به في الأمراض المعدية الأخرى مثل كوفيد 19؟
هناك إجراءات عملية مهمة للوقاية من فيروس ماربورغ يشبه بعضها ما يتم تطبيقه في الأمراض المعدية الأخرى مثل كوفيد-19، وتعتمد على تقليل انتقال الفيروس من الحيوانات إلى الإنسان وبين البشر ويمكن تلخيص بعضها في التوعية والتثقيف، حيث تعتبر التوعية بأعراض المرض وطرق انتقاله جزءًا هاما للحد من انتشار الفيروس، وينبغي توفير معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور حول فيروس ماربورغ وأهمية التبليغ عن أي حالة مشتبه بها.
يجب كذلك تجنب التعامل المباشر مع حيوانات مريضة أو ميتة، وكذلك شراء وتناول الفاكهة الطازجة المشبوهة التي قد تكون تعرضت للملامسة من قبل حيوانات مصابة، إلى جانب الحرص على النظافة الشخصية الجيدة بغسل الأيدي بالماء والصابون بشكل منتظم، وخاصة بعد التعامل مع الحيوانات أو الفاكهة، وبعد الاهتمام بالأشخاص المصابين.
و على مستوى المؤسسات الصحية ينبغي اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة للتصدي للحالات المشتبه بإصابتها بفيروس ماربورغ، ويتضمن ذلك الفصل الفوري للحالات المشتبه بها وتوفير العناية الطبية اللازمة بأمان. يجب أيضا على الحكومات والمؤسسات الصحية أن تكون على أهبة الاستعداد للرصد المستمر للفيروس وتسجيل حالات الإصابة والتبليغ عنها بشكل سريع وفعال.
رغم أن فيروس ماربورغ يختلف عن «كوفيد-19» من حيث طبيعة الفيروس وأعراض المرض وتأثيره على الجسم، إلا أن العديد من الإجراءات الوقائية المتبعة للحد من انتشارهما متشابهة في العديد من النقاط، وتظل الوقاية الصحية والنظافة الشخصية والتوعية العامة أساسية للتصدي لأي فيروس قاتل والحفاظ على صحة الجمهور.
ما هي التدابير التي يمكن أن تتخذها الدول للحد من انتشار الفيروس؟
من أجل الحد من انتشار فيروس ماربورغ، يجب أن تعتمد الحكومات والمؤسسات الصحية على زيادة الوعي الصحي بين المجتمعات المعرضة لخطر الإصابة. يجب تعزيز مراقبة الفيروس وتطوير قدرات الاستجابة السريعة للتصدي لتفشيه، كما أن التدريبات الصحية والاستعداد للتعامل مع حالات الإصابة أمور أساسية ينبغي تعزيزها، مع توفير الدعم للمنظمات غير الحكومية والجمعيات الصحية للمشاركة في مكافحة المرض.
يجب كذلك التركيز على البحوث والتطوير لفهم أفضل للفيروس وتحديد سبل علاجه والوقاية منه، وينبغي تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين البلدان والمؤسسات الصحية، مع بذل جهود مشتركة لتوفير التمويل اللازم للبحوث وتطوير اللقاحات والعلاجات المحتملة. ينبغي على المجتمع الدولي كذلك أن يتخذ إجراءات استباقية ويكون على أهبة الاستعداد للتصدي لأي تفشِّ محتمل بشكل سريع.
ي.ب