• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
في ذكرى فتح مكة
الطريق إلى المصالحات الوطنية في العالم العربي: بين العفو النبوي و العدالة الانتقالية الحديثة
يستحضر المسلمون اليوم ذكرى فتح مكة في احتفاء تغمره مشاعر نفسية غامرة بالفخر والاعتزاز؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وصحابته الفاتحين تركوا لهم بمواقفهم يومها مآثر خالدة لم يسجل التاريخ مثيلا لها في العفو والصفح والسياسة والاستشراف وحسن التخطيط والتدبير والصبر، وشتى القيم الإنسانية التي ما فتئت البشرية تتطلع إليها، ولئن تزاحمت المواقف والقيم المستلهمة من هذا الفتح العظيم فإن قيمة العفو ظلت راسخة تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل من المسلمين والكافرين على حد سواء؛ ساعين بكد لفهم فلسفة الرسول صلى الله عليه وسلم ومقصده السياسي والديني من إصدار قرار تاريخي كهذا وهو في أوج قوته ونشوة تفوقه وضعف أعدائه وهوانهم بين يديه
إذ يورد الرواة والمؤرخون أن الرسول بعد أن صلى دخل الكعبة فتح بابها ثم أخذ بعضادتي الباب وخطب فيهم ثم قال: "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا: "خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم"، قال: "فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم, اذهبوا فأنتم الطلقاء".
والعفو النبوي لم يكن مجرد رد فعل عابر تحكمت فيه نزوات عاطفية؛ بل كان مشروعا بأبعاد دينية وسياسية وقانونية استهدف به تحقيق عدالة انتقالية تجنب الدولة الجديدة مخاطر الانشقاق والانقسام وينزع من نفوس شعبها مسببات الضغينة والأحقاد والثأر؛ وتوحد الكل نحو مستقبل الإسلام وما ينتظره من أتباعه الجدد لينطلقوا به فاتحين لينشروه في العالم؛ وقد أثبت التاريخ بعدئذ حتمية اللجوء إلى العفو بعد الهزات العنيفة للدول والمجتمعات؛ وكل دولة ومجتمع حاول تجاهل هذه الحقيقة الاجتماعية والسنة التاريخية وجد نفسه في دوامة عنف ومسلسل من الفوضى لم ينته.
ففي الجزائر وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا ومالي لجأ الشعب والحكومات إلى "جراء العفو" سواء كان عفوا تشريعيا عاما أو عفوا خاص؛ عرفت أوضاعها استقرارا نسبيا وحققت تعايشا مقبولا بين مكونات شعبها رغم الحزازات التي ظلت حاضرة لسنوات سواء بسبب الدماء التي سالت كما هو حال الجزائر ومالي أو بسبب الاستبداد وقمع الحريات كما في باقي الدول؛ لكن في دول أخرى تعنت القادة الجدد وتجاهلوا إجراءات العفو وعمدوا إلى تصفية خصوم الأمس سياسيا بقوانين العزل السياسي أو غيرها من الإجراءات ففتحوا على أنفسهم جبهات توتر وفوضى لسنوات طويلة بلغت حد الاقتتال الطائفي وهو ما يهدد استقرار ووحدة تلك الدول.؛ أنها لم تدرك القيمة الاجتماعية والسياسية للعفو.
وقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بتبني العفو منهجا في معاملة أبناء الدولة وأفراد المجتمع منذ زمن طويل قبل الفتح بسنوات حتى يتوطن عليه ويوطن أصحابه عليه؛ فقال الله تعالى: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)))، وهذه الآية التي نزلت عقب غزوة أحد تحمل مشروعا متكاملا للمصالحة الشاملة، يرتكز على ثلاث محاور يشكل كل محور منها مرحلة:
المحور الأول: العفو وهو الإجراء القانوني السياسي الذي يستهدف رفع التجريم عن أفعال التي ارتكبها الخصوم السياسيون في المراحل السابقة تمهيدا لإعادة إدماجهم اجتماعيا وتحقيق التعايش بينهم وبين باقي مكونات المجتمع، وتشجيعهم على الانخراط فيه والإخلاص له
والمحور الثاني : الاستغفار: وهو مرحلة هامة ببعد ديني وفكري غرضها تصحيح المفاهيم والتأويلات التي حملت هؤلاء على سلوك طريقهم السابق ودفعهم نحو التوبة والندم على ما كانوا عليه؛ وذلك حتى يضمن المجتمع أن قبولهم للانخراط فيه قناعة راسخة مبدئية وليس مجرد نفاق أو تمويه؛ لأن التوبة تسد دونهم العودة إلى ما اقترفوه من جرائم سياسية سواء صاحبها سفك دم أم لا؛ وهذه المرحلة التي تعد معالجة فكرية كثيرا ما يغفل عنها المجتمع عندما يعفو عن المجرمين السابقين دون أن يجرم ما كانوا عليه؛ لأن إبقاءهم على قناعاتهم السابقة من شأنه أن يعيدهم للسلوك الإجرامي السابق وقتما توفرت نفس الظروف أو الشروط السياسية أو الاجتماعية، كما أن من شأن ذلك أن يجعلهم يعيشون على ماض يعتقدون أن لهم فيه أمجادا وبطولات وهي جرائم وانحرافات؛ لذلك لابد من محاورات ومراجعات دينية وسياسية وثقافية مع هؤلاء بعد العفو عنهم.
المحور الثالث: الشورى؛ وهذا إجراء سياسي غرضه السماح للمعفي عنهم بالمشاركة في الحياة السياسية لكن بعد التأكد من توبتهم واندماجهم اجتماعيا؛ لأن الإشراك السياسي يشعر هؤلاء أنهم جزء من الوطن الذي ينتمون إليه، ولهم كل الحقوق المدنية والسياسية فيدفعهم ذلك إلى الإخلاص له وتسخير قدراتهم لتنميته وحفظ وحدته واستقراره؛ لكن سيؤدي إقصاؤهم من المشاركة السياسية إلى شعورهم بالإحباط واليأس وهذا ما يدفعهم إلى الانحراف مجددا والانتقام ممن أقصاهم والسعي لتقويض بنيان المجتمع الذي يشعرون أنهم غرباء عنه.
ذلك ما استحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يوم الفتح الأعظم وهو يحدق في آلاف الوجوه التي تنتظر قراره فيها؛ ولئن لم يمنع العفو العام الذي أصدره الرسول قراره بإهدار دماء رجال من أكابر المجرمين الذين كانت عداوتهم وشرورهم أكبر من غيرهم منهم عكرمة بن أبي جهل وعبد العزى بن خطل ومقيس بن صبابة وغيرهم, بلغ عددهم تسعة نفر ستة رجال وثلاثة نساء،؛ كما يقتضي ذلك أمر السياسة أحيانا اجتثاثا لرؤوس الفساد وسدا لذريعة العودة للإجرام مجددا؛ فإنه صلى الله عليه وسلم أصدر عفوه المقترن بالاستغفار في حق آلاف الذين وقفوا أمامه. ولكن أدمج الذين أسلموا منهم -وجلهم أسلم- في معاركه العسكرية والحياة السياسية ، وقد ظهر منهم بعدئذ القادة الفاتحين والوزراء والولاة والخلفاء.
ولئن حرصت المؤسسات الأممية على المطالبة بتحقيق العدالة الانتقالية التي تعني الانتقالية إلى مجموعة التدابير القضائية وغير القضائية التي قامت بتطبيقها دول مختلفة من أجل معالجة ما ورثته من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وتتضمّن هذه التدابير الملاحقات القضائية، ولجان الحقيقة، وبرامج جبر الضرر وأشكال متنوّعة من إصلاح المؤسسات. وليست العدالة الانتقالية نوعًا "خاصًّا" من العدالة، إنّما مقاربة لتحقيق العدالة في فترات الانتقال من النزاع و/أو قمع الدولة. ومن خلال محاولة تحقيق المحاسبة والتعويض عن الضحايا، تقدّم العدالة الانتقالية اعترافاً بحقوق الضحايا وتشجّع الثقة المدنية، وتقوّي سيادة القانون والديمقراطية، فإن ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم يعد أرقى مفهوما وممارسة مما تقتضيه العدالة الانتقالية؛ لأن العفو النبوي أسقط العقوبة وصفة الإجرام عن الأفعال بخلاف ما تنادي به العدالة الانتقالية التي تحرص على المحاكة والقضاء والعقوبة؛ وهذا من شأنه تأخير المصالحة ودفع الخصوم للفرار وإبقائهم بعدين عن المجتمع ومكوناته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بغرض الإفلات من العقاب، كما أنه قد يفتح باب التعسف مجددا من قبل القادة الجدد كما هو واقع في الكثير من أقطار العالم العربي التي تتطلع لهكذا عدالة.
ع/خ
شهادة حسن السلوك
ليس عيبا بل من الواجب الحرص على نيل شهادة حسن السلوك من الخلق فقد "مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل من الأنصار فأثني عليها خيرا فقال:وجبت، ثم مر عليه بجنازة أخرى فأثني عليها دون ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت فقالوا يا رسول الله وما وجبت قال: الملائكة شهود الله في السماء وأنتم شهود الله في الأرض " ؛ فالخلق هم الشهود ولك أن تستلم شهادة حسن السلوك منهم بعد كل عبادة دون رياء؛ فضابط السلوك هنا روحاني رباني فالصلاة تبني فيه قيمة التواضع لخلق الله وتحقق له" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "، والصيام يعلمه قيمة الصبر على الشدائد "فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤٌ صائم"، والزكاة تبني فيه قيمة العطاء بلا حدود "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "، والحج يعلمه قيمة التجرد لله رب العالمين فلا ينافس الناس على دنياهم ويحتسب أمره لله تعالى."لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"، كلّ عبادة لا ترقى بسلوك صاحبها إنما تكون حجة عليه لا حجة له، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدّق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها، هي من أهل النار، قال: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار (من الأقط) ولا تؤذي أحداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي من أهل الجنة).
- وقد عُرف في السُّنة حديث المفلس الذي لا ينعكس أثر عبادته على حياته إيجابا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَتَدْرُونَ ما الْمُفْلِسُ)؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: (إِنّ الْمُفْلِسَ من أُمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكلَ مَالَ هذا، وَسَفَكَ دَمَ هذا، وَضَرَبَ هذا، فَيُعْطَى هذا من حَسَنَاتِهِ، وهذا من حَسَنَاتِهِ، فإن فنيت حَسَنَاتُهُ قبل أَن يُقْضَى ما عليه؛ أُخِذَ من خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثم طُرِحَ في النار).
فوزي بن يسعد إمام مدرس
فتاوى
حكم طلاق البت المعلق على شيء
الجـواب:
في صحيح الإمام البخاري رحمه الله في باب الطلاق في إغلاق، قال: وقال نافع: طلاق رجل امرأته ألبتة إن خرجت، قال ابن عمر رضي الله عنهما: ((إن خرجت فقد بتت منه، وإن لم تخرج فليس بشيء))اهـ. وعلى هذا فإن هذا الحالف ينفد عليه الطلاق البت لوقوع الشرط المعلق وتبين زوجته منه بينونة كبرى ليس له عليها سبيل إلا بعد زوج، قال خليل في مختصره المالكي: ((والمبتوتة حتى يولج بالغ قدر الحشفة)= وقد احتجوا برواية ابن إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "طلق ركانة بن زيد زوجه ثلاثا في مجلسٍ واحد، فحزن عليها حزنا شديدا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف طلقتها؟ فقال: طلقتها ثلاثا في مجلس واحد، فقال: إنما تلك طلقة واحدة فارتجعها". وهو مذهب أهل الظاهر. ومذهب الجمهور هو لزوم الثلاث بهذا اللفظ، وقد روي لزوم الثلاث عن ابن عباس وطاووس وجلة أصحابه، ومنهم سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وجماعة غيرهم. وهذا في التلفظ بالثلاث، وأما التلفظ بلفظ البت فالأمر كما سبق، وقد وقع خلاف في الرواية التي مفادها أن ركانة طلق امرأته ثلاثا، قال ابن رشد: ((وحديث ابن إسحاق وهم، وإنما روى الثقاة "أن ركانة طلق زوجته البتة" لا ثلاثا، والحكم فيها كما سبق، الإمام الأستاذ محمد شارف عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف
عالم الكتب
التنمية المستدامة في المجتمع الإسلامي للدكتور نهاد إبراهيم باشا
الكتاب يحاول الإجابة عن كثير من الأسئلة التي يطرحها الكثير من المسلمين، عن إلقاء تبعة تدهور أوضاعهم على الغرب، والاستعمار، والصهيونية، بينما يرى كثير من المستشرقين وبعض من جاراهم من المسلمين أن السبب الرئيس في تخلف المسلمين، يعود إلى الدين الإسلامي وشموله مختلف نواحي الحياة. فيأتي الكتاب ردًا على هؤلاء الذين يحاولون الاستدلال على تخلف الدين الإسلامي بما أصاب أهله من تأخر وانحطاط. ويبين طبيعة التنمية المستدامة في المجتمع الإسلامي والمنهج الدافع لهذه التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع إعلان التمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة الثابتة في عالم يواجه تحديات محدودة، تهدد كيانه ومستقبله، مع انتشار النمط الاستهلاكي لسلوك الإنسان، ودافعه للعدوان والتسلط والاستئثار بخيرات البيئة والكون كوحدة متكاملة للجميع. جاء الكتاب في أربعة فصول:الفصل الأول: "الإسلام والتنمية المستدامة"،.وفي الفصل الثاني: "المعرفة والعلم والتنمية المستدامة" وفي الفصل الثالث: "الآثار السلبية للتنمية الاقتصادية وفي الفصل الرابع: "التنمية المستدامة والعادة والإسلام.