تزايدت حدة التهديدات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران على خلفية قضية قتل اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، لتبلغ مستويات عالية جدا، وسط وعيد طهران بالانتقام، فيما دعت كبرى الدول إلى التهدئة والجلوس على طاولة المفاوضات.
وبرّرت الولايات المتحدة الأمريكية العملية التي استهدفت قاسم سليماني والقائد الثاني لقوات الحشد الشعبي في العراق قبل يومين، بالعمل الدفاعي، معتبرة أن القيادي في الحرس الثوري الإيراني كان يقوم بزيارة إلى بغداد من أجل الاشراف على عمل يستهدف القوات الأمريكية ودبلوماسييها في العراق، وهو الأمر الذي لم تسمح به، ليتم تنفيذ العملية بموافقة الرئيس دونالد ترامب.
الرئيس الإيراني حسن روحاني توعد الولايات المتحدة الأمريكية برد صاعق قائلا «ستشهد لسنوات قادمة تداعيات مقتل سليماني والذي لم يكن فقط قائدا عسكريا بل أيضا شخصية سياسية واستراتيجية متميزة لا مثيل لها»، ولم تختلف لغة التهديد حيث توعد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي الولايات المتحدة بـ «انتقام مؤلم» جراء قتلها اللواء قاسم سليماني والذي يشكل» نقطة البداية لنهاية التواجد الأمريكي بالمنطقة» كما قال.
فقد وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، قتل قاسم سليماني بأنه «عمل عسكري استفزازي وغير متناسب يعرض الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين و حلفائنا للخطر».
أما في بغداد قوبلت عملية استهداف سليماني على الأراضي العراقية، بإدانة قوية من طرف الحكومة والطبقة السياسية على اختلاف توجهاتها، وسط رفض العراقيين بأن تصبح بلدهم ساحة مواجهة بين واشنطن وطهران، الأمر الذي يهدد بتدهور الوضع الأمني الهش في البلاد، بينما يرتقب أن يعقد البرلمان العراقي جلسة خلال الساعات القادمة من أجل مناقشة ملف تواجد القوات الأمريكية على أراضيه.
و أثارت التطورات المتسارعة في المنطقة مخاوف من انزلاق الوضع الى مزيد من التوتر، ما دفع بعديد من الدول والمنظمات لدعوة الاطراف المعنية الى تفادي التصعيد و السعي الى حل المشاكل عبر الحوار، إذ شدد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، على «الحاجة الى احتواء التصعيد» بعد مقتل اللواء قاسم سليماني، كما حثت الصين على لسان وزيرها للخارجية الولايات المتحدة على «عدم إساءة استخدام القوة» معتبرة أن «الأعمال العسكرية الأمريكية الخطيرة انتهكت الأعراف الأساسية للعلاقات الدولية وستزيد من حدة التوترات الإقليمية».
عبد الله.ب