جـرائم الكيــان الصهيـوني أمـام محكمـة العــدل الدوليــة
تعقد اليوم الخميس محكمة العدل الدولية في لاهاي أول جلسة للنظر في الاتهامات الموجهة للكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي في حق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة خلال هذا العدوان المتواصل.
وتأتي جلسة محكمة العدل الدولية بعد الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا منذ أيام ضد الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين، ويعيش الكيان الصهيوني حالة من الارتباك في التعامل مع هذه الدعوى، بعد أن قرر الحضور لجلسة الاستماع له المقررة اليوم الخميس وغدا الجمعة، وعين هيئة للدفاع عن جرائمه البشعة وسياسة التطهير العرقي التي ينفذها في قطاع غزة.
وبالمقابل يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين العزل، وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب الكيان الإرهابي أمس 14 مجزرة ضد العائلات، راح ضحيتها 147 شهيدا و243 جريحا، ويركز جيش الاحتلال قصفه على مناطق الجنوب التي كان يدعي أنها آمنة للمدنيين، وأشار بيان وزارة الصحة إلى أن عدد من الشهداء لايزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، كما كشف نفس المصدر عن ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 23357 شهيدا و59410 جريح منذ السابع أكتوبر الماضي.
وفي نفس السياق كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن قصف جيش الاحتلال أمس منزلا مأهولا ملاصقا لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بعد أن قال عنها أنها منطقة آمنة، وكشف نفس المصدر عن إصابة 40 شخصا بين شهيد وجريح، وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال يستمر في ممارسة التضليل والكذب على الرأي العام بارتكاب مجازر في مناطق يدعي أنها آمنة.
من جهة أخرى رفضت حركة المقاومة الفلسطينية حماس المغالطات والرواية المضللة التي يرددها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقول أن المقاومة الفلسطينية تتمركز بين المدنيين، وجاء في بيان حماس الصادر أمس أن هذه الرواية يواصل وزير الخارجية الأمريكي ترديدها بعد 96 يوما من العدوان الصهيوني الهمجي على المدنيين الفلسطينيين في غزة، والمستمر بدعم كامل من إدارة الرئيس بايدن.
واعتبرت الحركة أن محاولات الوزير بلينكن تبرير الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي ضد المدنيين الفلسطينيين، بالقول أن المقاومة الفلسطينية تتمركز بين المدنيين، هي محاولات بائسة لغسل أيدي الاحتلال المجرم من دماء أطفال ونساء غزة، الذين تجاوز عددهم 30 ألف شهيد ومفقود، وهو ما يعكس حسب نفس البيان مدى التورط الأمريكي في هذه الجرائم والانتهاكات الواسعة لكافة القوانين الدولية التي يرتكبها جيش الاحتلال الفاشي في قطاع غزة.
وفي الإطار ذاته اعتبرت حركة حماس المواقف التي عبر عنها وزير الخارجية الأمريكي من الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني، للنظر في جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي في قطاع غزة، هي استخفاف بالقانون الدولي، ومحاولة أمريكية لتعطيل أدوات العدالة الدولية عن القيام بدورها، في إطار دعمها الكامل للمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في القطاع، ودعت حماس الإدارة الأمريكية مجددا إلى التوقف عن سياستها التي تطيل مد العدوان والإبادة المرتكبة في قطاع غزة، والعمل فورا على وقف هذا العدوان الإجرامي، والكف عن العبث بالقوانين والأنظمة الدولية، لصالح كيان الإرهاب وجرائم الحرب الصهيوني.
وفي سياق متصل نددت حركة حماس بتصريحات أحد أعضاء برلمان الاحتلال الصهيوني الذي دعا إلى حرق غزة ومن فيها دون شفقة عليهم، وجاء في بيان حماس أن هذه التصريحات هي تعبير عن الطبيعة الفاشية والسادية لهذا الكيان القائم على الجريمة والقتل وانتهاك حرمة الدماء، بدعم مطلق من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، التي تتحمل حسب نفس البيان مسؤولية مشتركة مع الاحتلال عن جرائم الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة، وجاء في نفس البيان أن مثل هذه التصريحات تؤكد أن ما يقوم به العدو المجرم في غزة هو محرقة وحرب إبادة وتطهير عرقي.
من جانب آخر يعرف العدوان على غزة حراكا دوليا خلال الأيام الأخيرة من أجل وقف إطلاق النار ومحاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه، ودعت الخارجية الصينية أمس إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار في غزة، وحثت الاحتلال بوقف العقاب الجماعي بحق سكان غزة، وفي السياق ذاته دعت نائبة رئيس وزراء بلجيكا حكومة بلادها إلى الانضمام لجنوب إفريقيا في ملاحقة الاحتلال الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية.
من جهة أخرى جددت حركة حماس الدعوة للسلطات المصرية بفتح معبر رفح بشكل عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية، وتسهيل سفر آلاف الجرحى لعدم مقدرة المستشفيات في قطاع غزة على علاج العدد الهائل من الجرحى والذي وصل نحو 60 ألف جريح.
ثلثا القنابل والصورايخ التي أطلقت على غزة غير موجهة
على صعيد آخر أشار ملخص المشهد الفلسطيني اليومي الذي يصدره المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى أن قرابة ثلثي القنابل والصواريخ التي ألقتها طائرات الاحتلال الصهيوني على محافظات غزة هي قنابل غير موجهة وغير دقيقة، أو ما يطلق عليها اسم " القنابل الغبية" مما يشير حسب نفس المصدر إلى تعمد الاحتلال القتل العشوائي وغير المبرر، وأوضح نفس الملخص بأن أبرز الأسلحة المحرمة دوليا التي يستخدمها جيش الاحتلال ضد المدنيين من الأطفال والنساء في قطاع غزة هي القنابل الخارقة للحصون ذات أنواع مختلفة الأمريكية الصنع، إلى جانب صواريخ من نوع " هالبر" والقنابل الموجهة بنظام "جي بي أس" وأوضح نفس المصدر بأن الهدف من استخدام هذه الأسلحة هو تدمير البنية التحتية، وفي نفس الوقت استعمل الكيان الصهيوني قنابل الفسفور الأبيض المحرم دوليا، وقنابل جدام الذكية.
وبخصوص خسائر الاحتلال الصهيوني، كشف ملخص المشهد الفلسطيني عن تدمير أزيد من 935 دبابة ومدرعة وناقلات جند، وذلك منذ بداية التوغل البري في غزة وفق إعلانات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، كما تم استهداف أزيد من 163 لتحشدات جنود العدو، وأزيد من 15 استهداف لغرف قيادة عسكرية متقدمة، وأزيد من 38 استهداف لقواعد عسكرية، و214 استهداف لقوات راجلة و15 استهداف لتجمعات جنود، إلى جانب 116 استهداف لمدن وبلدات ومستوطنات في الداخل المحتل برشقات صاروخية، كما أدت ضربات المقاومة في الداخل المحتل إلى عمليات نزوح واسعة في صفوف المستوطنين، قدرها المكتب الإعلامي لحركة حماس بـ 250 ألف مستوطن فروا خارج القدس المحتلة بعد طوفان الأقصى، و500 ألف نزحوا داخل أراضي القدس المحتلة من الجنوب والشمال، إلى جانب 60 ألف مستوطن نزحوا من مستوطنات غلاف غزة، و35 ألف مستوطن نزحوا من مستوطنة سديروت وحدها، و65 ألف مستوطن تم إخلاؤهم من عسقلان، كما قدرت كلفة العدوان على غزة بـ 58 مليار دولار، و7.6 مليار دولار كلفة النفقات العسكرية خلال الشهر الأول من العدوان، أي ما يعادل 255 مليون دولار يوميا.
نورالدين ع