ضربات أمريكية جديدة لمدن يمنية
وجهت الولايات المتحدة الأمريكية فجر صبيحة أمس ولليوم الثاني على التوالي، ضربات جوية لأهداف في اليمن بعد الضربات الأولى التي وجهتها بمشاركة القوات الجوية البريطانية، فيما تحذر ردود أفعال دولية مختلفة من التصعيد في المنطقة وتدعو إلى ضبط النفس.
و أفادت تقارير إعلامية أمس أن الطيران الحربي الأمريكي وجه ضربات جوية لأهداف في العاصمة صنعاء ، ووصفت هذه التقارير الضربات الجديدة بالأقل مقارنة بضربات صبيحة الجمعة الماضي التي شملت ما يقارب 30 موقعا في جميع أنحاء اليمن بأكثر من 150 صاروخا موجها.
كما أفادت أخبار محلية بمحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر نهار أمس بسماع دوي انفجار كبير بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي الأمريكي على علو منخفض ومرتفع.
وجاءت الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن بعد قيام جماعة الحوثي بإجراءات على مستوى البحر الأحمر و مضيق باب المندب بالخصوص تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة التي يتعرض لأبشع أنواع الإبادة والتدمير و التقتيل منذ قرابة المائة يوم على يد الكيان الصهيوني.
وشملت هذه الإجراءات منع السفن المتجهة إلى إسرائيل والتي تمون الكيان الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، وأفادت جماعة الحوثي في هذا الصدد أن الإجراء يشمل السفن المتجهة إلى إسرائيل فقط سواء أكانت إسرائيلية أم غيرها.
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت عقب الهجمات الأولى ضد اليمن عن أن 5 من مسلحيها قتلوا خلال 73 غارة شنتها القوات الأمريكية والبريطانية على البلاد وجرح ستة آخرين، مشددة على أنه لا يوجد مبرر لهجوم على اليمن.
وأوضح المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع أن الغارات استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، وشدد على أن واشنطن و ولندن أقدمتا في إطار دعمهما لاستمرار الإجرام الإسرائيلي في غزة على شن عدوان غاشم على اليمن، وتوعد المتحدث بالرد على هذه الهجمات وأنها لن تمر دون عقاب.
وفي ردود الفعل الدولية على هذه الضربات الأمريكية والبريطانية كانت الجزائر قد أعربت عن قلقها البالغ وأسفها جراء القصف الأمريكي البريطاني الذي طال عدة مدن في الجمهورية اليمنية الشقيقة، وأكدت بأن التصعيد الخطير سيؤدي إلى تقويض الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة ودول المنطقة من أجل إيجاد حل للصراع في اليمن.
وأكدت الجزائر في هذا الإطار بأن مسألة الأمن البحري في البحر الأحمر لا يمكن معالجتها بتجاهل الرابط الواضح الذي يراه الجميع بين هجمات الحوثيين على السفن التجارية وما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من مجازر في قطاع غزة منذ ثلاثة أشهر، وما أثاره هذا العدوان الظالم في العالمين العربي والإسلامي بسبب القصف العشوائي للسكان المدنيين الأبرياء.
وعليه جددت الجزائر موقفها الداعي إلى وقف التدخلات العسكرية لما لها من نتائج كارثية على السلم في العالم والتي يدفع ثمنها الأبرياء العزل، وناشدت جميع الأطراف لوقف هذا التصعيد العسكري الخطير وغير المتناسب والتركيز على معاجلة الأسباب الجدرية والحقيقية للأزمة.
من جانبها أدانت روسيا الهجمات الأمريكية – البريطانية على اليمن ودعت إلى منع التصعيد، وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زغاروفا إن موسكو "تدين الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن"، ووصفت التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليمن بالتحالف غير الشرعي، وأعربت عن إدانتها الشديدة لتصرفات الولايات المتحدة غير المسؤولة على حد وصفها.
من جانبه أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس السبت عن قلقه إزاء التطورات المتعلقة باليمن، في إشارة إلى الضربات الأمريكية والبريطانية على مواقع يمنية والتصعيد في البحر الأحمر.
إ-ب