المقاومـة توجـه ضربـة موجعـة لجيـش الاحتـلال
اعترف أمس جيش الاحتلال بمقتل 24 جنديا وضابطا صهيونيا خلال 24 ساعة الأخيرة بمعارك غزة، وتلقى جيش الاحتلال ضربة قاسية في يوم أسود على أيدي المقاومة الفلسطينية، جعلت قادة المحتل العسكريين والسياسيين يصفون اليوم الثامن بعد المائة من العدوان على غزة بالأصعب منذ بداية المعركة، مع سقوط عدد كبير من الجنود والضباط القتلى، واعترفوا بتلقي جيشهم ضربة قوية في هذا اليوم.
وذكرت مصادر إعلامية في غزة بأن سقوط هذا العدد الكبير من القتلى في صفوف جيش الاحتلال جاء بعد تدمير المقاومة الفلسطينية مبنيين تحصن فيهما جنود الاحتلال بمنطقة المغازي بمدينة غزة، كما تحدث بيان لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس عن استهداف مبنى تتحصن فيه قوة صهيونية خاصة بقذيفة " تي بي جي" مضادة للتحصينات وأوقعتها بين قتيل وجريح جنوب غرب مدينة غزة، كما تحدث بيان كتائب القسام عن تفاصيل جديدة تتعلق باستهداف دبابة وتدميرها، مشيرا إلى أنه بعد استهداف الدبابة، حاولت قوة إنقاذ صهيونية سحب الدبابة من مكان الاستهداف، فتصدى لهم مجاهدو القسام ومنعوهم من التقدم صوب الآلية، فقام الطيران الحربي الصهيوني باستهداف الدبابة بعدة صواريخ وسحقها بشكل كامل بمن فيها، كما تحدثت بيانات كتائب القسام عن عدة عمليات أخرى ضد القوات الصهيونية المتوغلة في قطاع غزة، كان من ضمنها الاستيلاء على 3 طائرات" درون" صهيونية، منها طائرتين انتحاريتين من نوع " ماعوز" جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.
وأشار في هذا السياق ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان في تصريح صحفي إلى أن ما اعترف به جيش الاحتلال الصهيوني أمس حول ما جرى لجنوده ونخبته المجرمة في خانيونس هو مثال لما ينتظر هذا الاحتلال وجيشه ومرتزقته، إذا اختاروا البقاء في غزة والاستمرار في الغرق في دمائه، مؤكدا بأن المقاومة الباسلة ما تزال تنفذ خطتها الدفاعية باقتدار، وتفاجئ العدو بضربات استباقية تفشل فيها مخططاته، وترفع فيها كلفة تحركه على الأرض، وقال حمدان أن ما ينتظر العدو من مفاجآت عسكرية سيجبر المراهنين على قدرة رئيس حكومة الاحتلال لتحقيق أي إنجاز ميداني أو سياسي لمراجعة حساباته، وترك مخططاتهم والاعتراف بحقيقة هزيمة الاحتلال وفشله في فرض أي واقع جديد على المنطقة، يتجاوز المقاومة، ويتجاوز الحق الفلسطيني، مضيفا بأن رئيس حكومة الاحتلال يقتل اليوم جيشه وأسراه لدى المقاومة، ليؤمن بقاءه، مؤكدا بأن رئيس حكومة الاحتلال سيسقط وتسقط حكومته ويرحل الاحتلال عن الأرض الفلسطينية.
واستطاعت المقاومة الفلسطينية بعد 109 يوم من العدوان على غزة الصمود في وجه جيش يلقب بالجيش الذي لا يقهر، وبالرغم من الاختلال الواضح في العدة والعتاد بين الطرفين، وكذا الدعم الكبير الذي يجده جيش الكيان الصهيوني من الولايات المتحدة الأمريكية، التي شكلت جسرا جويا من الطائرات العسكرية نحو الكيان الصهيوني لدعمه بالسلاح والذخيرة منذ بداية العدوان على غزة، وكذا الدعم العسكري الذي يجده جيش الكيان الصهيوني من بعض الدول الأوروبية، إلا أن المقاومة الفلسطينية في غزة وبأسلحة مصنعة محليا، استطاعت أن تصمد في وجه هذه القوة، وكبدت جيش الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ناهيك عن الأزمات النفسية والعقلية التي أصبح يعاني منها الجنود الذين قاتلوا في غزة، وكانت حكومة المحتل تحدثت في الأسابيع الماضية عن إعداد مخطط خاص للتكفل النفسي بالجنود القادمين من غزة.
وأمام الضربات القاسية التي يتلقاها العدو الصهيوني أمام المقاومة الفلسطينية، يواصل هذا الكيان الغاصب انتقامه من المدنيين العزل، خاصة النساء والأطفال، ويحاصر المستشفيات، ويستهدف مراكز إيواء النازحين، ويمنع المساعدات الغذائية والطبية على سكان شمال القطاع، وكشف في هذا الإطار بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني 15 مجزرة ضد العائلات راح ضحيتها 195 شهيدا و354 إصابة خلال 24 ساعة ، كما لايزال حسب نفس البيان عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وأشار نفس البيان إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 25490 شهيد و63354 إصابة منذ السابع أكتوبر الماضي.
ويركز جيش الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الأخيرة على استهداف منطقة خانيونس بجنوب قطاع غزة، حيث استهدف مراكز النزوح التي تضم أكثر من 30 ألف نازح، وارتكب عددا من المجازر في حقهم، بالرغم من أن لجوء النازحين إلى هذه المناطق كان بطلب من الاحتلال الذي ادعى أنها آمنة، وبعد تجميع النازحين في هذه المناطق يستهدفهم ويقتلهم، كما استهدف جيش الاحتلال محيط مستشفى ناصر بخانيونس، واستقبل هذا المستشفى أول امس أزيد من 50 شهيدا ومئات الجرحى، رغم نقص الإمكانيات، ويعيش المرضى والجرحى والنازحين في هذا المستشفى حالة رعب، خوفا من استهدافه من طرف جيش الاحتلال، وتكرار ما حدث بمستشفيات شمال ووسط غزة، حيث وضع جيش الاحتلال المستشفيات ضمن أهدافه الأولى، رغم أنها لا تستقبل سوى مدنيين عزل، وارتكب عشرات المجازر فيها، كما اعتقل عددا من الكوادر الطبية بعد اقتحامها، وفي السياق ذاته يحاصر جيش الاحتلال مستشفى الأمل بخانيونس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، ويستهدف كل من يتحرك داخل المستشفى أو محيطه.