حنــون تنتقــد كثـرة الـمبــادرات في الساحــة السيـــاسيــة
انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أمس، كثرة المبادرات في الساحة السياسية، وقالت إن "كثرة المبادرات يقضي على المبادرة ويعومها و أصبحنا كأننا في معرض سنوي للمبادرات".
وأوضحت الأمينة العامة لحزب العمال خلال افتتاحها، أمس، لاجتماع المكتب الولائي لولاية الجزائر، أن الحملة السياسية التي يقوم بها حزبها لجمع التوقيعات للمطالبة باستدعاء انتخابات جمعية تأسيسية وطنية، لا تدخل في خانة المبادرات السياسية التي تقوم بها قيادات أحزاب أخرى، وأضافت في هذا الصدد أن "الحملة السياسية الشعبية التحسيسية للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد لا علاقة لها بالمبادرات السياسية التي تبادر بها قيادات أحزاب تتوجه من خلالها إلى قيادات أحزاب أخرى و للنقابات والجمعيات و الشخصيات الوطنية"، مشيرة إلى أن رسالة الحزب المتمثلة في المطالبة باستدعاء انتخاب جمعية تأسيسية وطنية التي وجهت أيضا لرئيس الجمهورية، "ليست معروضة ولا مشروطة لموافقة قيادات أحزاب أو أطراف أخرى"، لأن طبيعتها تختلف منذ البداية" أين اختار حزب العمال -كما قالت- التوجه مباشرة للمواطنين، وكشفت في السياق ذاته ، أن مناضلي تشكيلات سياسية أخرى، بما فيها أحزاب السلطة وشخصيات وطنية وإطارات وقعوا على تلك الرسالة.
وفي تعليقها حول مختلف المبادرات التي عرفتها الساحة السياسية، قالت حنون إن حزبها لا يتدخل في شؤون الأحزاب الأخرى ويحترم ذلك، إلا أن "كثرة المبادرات تقضي على المبادرة وتعومها و أصبحنا كأننا في معرض سنوي للمبادرات "، وأضافت "أن هذا الوضع عوض أن يساعد على الفرز وتوضيح الأفق السياسية فإنه يزيد من الضبابية وفي التوتر المفتعل".
كما تحدثت حنون بالمناسبة عن مبادرة حركة مجتمع السلم والذي تسلم حزبها رسالة من حمس للالتقاء بها، واعتبرت أن مفهوم التوافق الوطني في حد ذاته بمثابة "فخ"، وتساءلت "كيف يمكن لحزب وصل للسلطة أن يتفق مع حزب المعارضة حول طبيعة الانتخابات أو طبيعة النظام، ثم كيف يمكن لحزب يميني أن يتقاسم المواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع حزب يساري" موضحة، أنه في انتظار اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال لاتخاذ القرار حول الدعوة التي تلقاها من حركة مجتمع السلم ، فإن استدعاء انتخاب جمعية تأسيسية وطنية محورها الرئيسي هو احترام الإرادة الشعبية دون وصي، وقالت في هذا الصدد إنه " بالنسبة لنا العنصر الرئيسي يبقي الشعب" ، معتبرة أن المخرج الوحيد والإيجابي والديمقراطي والسلمي للأزمة "يكمن في استدعاء انتخاب جمعية تأسيسية وطنية، حتى يتمكن الشعب من تقرير مصيره ومن وضع حد للفوضى العارمة القائمة، بفرض نظامه الخاص به والذي هو نظام الديمقراطية الحقيقية" ، رافضة دخول البلاد في أي مرحلة انتقالية لأننا نؤمن- كما قالت- باحترام السيادة الشعبية.
ومن جانب آخر انتقدت حنون ما أسمته" بتصاعد الظلامية في بلادنا والتي تتمثل في التهجم على النشاطات الثقافية"، متأسفة للرد المتأخر لوزارة الثقافة على هذا "الانحراف الخطير جدا"، وأوضحت في نفس السياق أنه كان من المفروض " أن يكون رد الدولة من خلال اتخاذ الإجراءات الصارمة و لكن أيضا في نفس الوقت معالجة المشاكل السياسية والاقتصادية وباحترام الحقوق والحريات "لأن هذه المشاكل -كما أضافت- هي "المتسببة في هذا التقهقر الفظيع".
مراد - ح