يتواصل النزيف المستمر في صفوف التنظيمات الإرهابية التي تنشط في الصحراء ومنطقة الساحل، بعد تسليم 4 إرهابيين أنفسهم لقوات الجيش في ظرف يومين، بينهم قيادي كبير في منطقة الساحل، في وقت تواجه فيه تلك التنظيمات صعوبة لتجنيد مزيد من العناصر للانضمام إلى صفوفها، ويعكس هذا المعطى، نجاح الخطة الأمنية والاستخباراتية التي اعتمدتها قيادة الجيش لاستنزاف صفوف تلك التنظيمات.
فمنذ بداية الشهر الجاري، أصدر الجيش أربعة بيانات تتعلق بالإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية، و كلها بولاية تمنراست، وكان بين الإرهابيين قيادي في الساحل، وبلغ عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم منذ بداية الشهر الجاري 9 إرهابيين، فيما تم توقيف عنصرين خطيرين بمنطقة برج باجي مختار، واللافت أن أغلب الإرهابيين الذين استسلموا، ينشطون ضمن الجماعات الإرهابية منذ فترة طويلة لا تقل عن 12 و 14 سنة.
وفي أخر عملية، أعلن الجيش، أمس، عن تسليم 3 إرهابيين أنفسهم للسلطات العسكرية بولاية تمنراست، وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع، أن الأمر يتعلق بكل من الإرهابي "برزقي أحمد"، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2009. والإرهابي"سيود حمزة"، المدعو"أبو يوسف"، بالإضافة إلى الإرهابي "زواويد مصطفى"، المدعو"أبو عبد الرحمان"، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2014. وحسب البيان، مكنت العملية من استرجاع 3 كلاشنيكوف و 3 مخازن ذخيرة مملوءة.
قبلها بيوم واحد، قالت السلطات العسكرية، بأن الإرهابي الخطير المسمى "آبزو عيسى" المدعو "سلطان ولد بادي" سلم نفسه إلى السلطات العسكرية بتمنراست بالناحية العسكرية السادسة، وبحوزته بندقية رشاشة من نوع FM ومخزن ذخيرة مملوء ومسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف و 250 طلقة من مختلف العيارات.
وأوضح المصدر ذاته أنه "في سياق الجهود التي تبذلها مختلف وحدات قواتنا المسلحة في إطار مكافحة الإرهاب، سلّم الإرهابي الخطير المسمى "آبزو عيسى" المدعو "سلطان ولد بادي" نفسه، يوم السبت 11 أوت 2018، إلى السلطات العسكرية بتمنراست بالناحية العسكرية السادسة، وبحوزته بندقية رشاشة من نوع FM ومخزن ذخيرة مملوء و مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف و 250 طلقة من مختلف العيارات".
وقالت وزارة الدفاع، إن "الإرهابي كان قد التحق بالجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل سنة 2006 و يعد من أبرز مسؤوليها"، وأكدت أن "هذه العملية تأتي لتعزز حصيلة النتائج الإيجابية المحققة في إطار مكافحة الإرهاب، كما تشهد على نجاعة مختلف المساعي الهادفة إلى القضاء على ظاهرة الإرهاب في بلادنا.
بالموازاة مع عمليات الاستسلام التي تزيد في نزيف تلك التنظيمات، تواصل وحدات الجيش عملياتها للقضاء على العناصر الإرهابية أو توقيفهم، وهو ما جرى في الثامن من الشهر الجاري، حيث أعلن الجيش، عن تفاصيل عملية نوعية جرت قرب الشريط الحدودي الجنوبي للبلاد ببرج باجي مختار بالناحية العسكرية السادسة، وذلك بفضل استغلال المعلومات، حيث تمكنت مفرزة مشتركة للجيش، من إلقاء القبض على الإرهابيين (02) المبحوث عنهما، ويتعلق الأمر بــ "طرشان بوبكر" المدعو "أبو عمر" الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2012، والإرهابي "ونكارة ماليك" الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2015، كما مكنت هذه العملية من ضبط عنصري (02) دعم للجماعات الإرهابية.
وقبل ذالك في الخامس من أوت، سّلم ثلاثة (03) إرهابيين أنفسهم، للسلطات العسكرية بتمنراست بالناحية العسكرية السادسة. ويتعلق الأمر بكل من "نواري عيسى"، المدعو"أبو علي"، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2012 ؛ "زعطوط مراد "، المدعو"أبو المعتصم"، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2012 ؛ "بليدي سمير"، المدعو"أبو يوسف"، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2012. وكان بحوزة الإرهابيين ثلاثة (03) مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة.
وفي الفاتح من شهر أوت سّلم إرهابيان (02) نفسيهما، للسلطات العسكرية بتمنراست/ن.ع.6، ويتعلق الأمر بكل من المسمى"الشريف الهمّال بن احمد" المدعو " سليمان"، الذي التحق بالجماعات الإجرامية سنة 2010، و"عمر يداف بن احمد" المكنى " أبو بكر"، الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2016. الإرهابيان كان بحوزتهما مسدسين (02) رشاشين من نوع كلاشنيكوف ومخزني (02) ذخيرة مملوءين.
95 إرهابيا سلّموا أنفسهم للجيش منذ بداية السنة
وحسب الحصيلة العملياتية التي قدمتها وزارة الدفاع، فقد تم خلال السداسي الأول لسنة 2018 تحييد 117 إرهابيا و استرجاع كميات معتبرة من الأسلحة و الذخيرة، حيث تم القضاء على 20 إرهابيا و القبض على آخرين و العثور على 3 جثث واستسلام 66 إرهابيا و عائلة تتكون من 10 أفراد، و تمكن أفراد الجيش الوطني الشعبي أيضا خلال هذه الفترة من توقيف 57 عنصرا لدعم للجماعات الإرهابية و كشف و تدمير 311 مخبأ للإرهابيين وورشتين لصناعة المتفجرات.
وفي شهر جويلية الماضي، كشفت وزارة الدفاع الوطني، في بيان لها، أن عمليات مكافحة الإرهاب، مكنت مفارز الجيش الوطني الشعبي من القضاء على 4 إرهابيين و أوقفت اثنين آخرين، وسلم 20 إرهابيا أنفسهم، وتم توقيف 20 عنصر دعم للجماعات الإرهابية. ما يرفع عدد الإرهابيين الذي سلموا أنفسهم منذ بداية العام إلى غاية شهر أوت الجاري إلى 95 عنصرا إرهابيا، دون احتساب الإرهابيين الموقوفين أو الذين قضت عليهم قوات الجيش في العمليات التي تشنها، وأخرها العملية النوعية التي جرت بولاية سكيكدة.
أبواب التوبة مفتوحة أمام المسلحين
وتؤكد السلطات العسكرية، في مختلف البيانات التي تبثها، بأن النتائج المحققة في مجال مكافحة الإرهاب، دليل على نجاعة المقاربة العسكرية المنتهجة لاجتثاث تلك التنظيمات، ويشكل تزايد تسليم المنتمين للجماعات المسلحة بشكل متتال في الساحل والصحراء إلى مختلف الوحدات الأمنية، أكبر دليل على نجاح هذه الخطة، والتي يعتبرها المتابعون أنها ستشكل نزيفا حاد داخل التنظيمات الإرهابية الناشطة في الصحراء والساحل.
يرجع متابعون للشأن الأمني استمرار عمليات استسلام الإرهابيين، إلى إبقاء السلطات باب التوبة مفتوحا أمامهم من خلال إعادة تفعيل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، والذي كان قد منح مهلة ستة أشهر للمسلحين لإلقاء السلاح، إلا أن السلطات فضلت ترك الباب مفتوحا وهو ما أدى إلى حدوث نزيف وسط التنظيمات الإرهابية.
ودعت وزارة الدفاع ”جميع من تبقى من العائلات وبقايا الإرهابيين للتوبة والرجوع إلى جادة الصواب والاندماج في المجتمع واغتنام فرصة الاستفادة من التدابير القانونية السارية المتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، والنسج على منوال من سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية في الآونة الأخيرة بعدما تأكدوا أن طريق الإرهاب مسدود و أن الحل هو التعجيل بالنزول و العودة للمجتمع قبل فوات الأوان”.
ع سمير