" آن الأوان لوقف التوظيف السياسي للغة الأمازيغية "
دعا الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية ، سي الهاشمي عصاد ، إلى وقف توظيف اللغة الأمازيغية في الإستغلال السياسوي لكونها تمثل الهوية الوطنية لكل الجزائريين ، مشددا أنه من باب المسؤولة وجب الكف على كل المزايدات التي تمس بالموروث الحضاري للأمازيغية التي هي لغة وطنية رسمية كرسها الدستور ، ومن ثمة فإنه بات من الضروري تجنب إستغلال هذا الملف في الحراك السياسي على حد تعبيره .
وأكد سي الهاشمي عصاد ، في ندة صحفية عقدها بدار الضيافة بمقر ولاية الطارف ، ليلة أمس الأول ، أن الدولة سخرت كل الإمكانيات لترقية وتعميم إستعمال اللغة الأمازيغية ، ومن باب الإعتراف وجب الإشادة بهذه الجهود ، مشيرا أن المحافظة السامية للأمازيغية بصدد التوجه نحو برنامج واضح المعالم يرتكز على طريقة براغماتية دون تسرع أو إرتجالية لتعميم اللغة الأمازيغية ، مبرزا مخطط عمل الحكومة الجديد الذي حظي بتزكية البرلمان بغرفيته، والذي يوضح المكانة المحورية للمحافظة ودورها التنسيقي مع مختلف الدوائر الوزارية التي تبقى كلها معنية بملف الأمازيغية.
وأردف سي الهاشمي ، أنه تم إبرام إتفاقيات مع عديد الوزارات كالتربية ، السياحة ، العدل ، الإتصال ...لتكريس إستعمال اللغة الأمازيغية ، بما فيها التواصل مع المجتمع المدني لأن مهمة المحافظة السامية التواجد في الميدان وفي الجزائر العميقة للتكفل بالرسالة الأمازيغية، ومتغيرات اللسانية الأمازيغية حيث يتواجد 13لسانا أمازيغيا ومن ثمة لابد من تمرير رسالة أن الأمازيغية لكل الجزائر كان ناطقا أو غير ناطق بالأمازيغية، وهذا هو مشروع الدولة، حسبه، من أجل أن يكون هناك تجاوب مع تعميم الأمازيغية عبر ربوع الوطن.
من جهة أخرى أشاد سي الهاشمي عصاد ، بالقرارات التاريخية لرئيس الجمهورية الذي أعاد الاعتبار للموروث التاريخي والحضاري الأمازيغي، وخاصة الإعتراف بعيد يناير سنة 2018 وصدور ذلك في الجريدة الرسمية مؤخرا، هذا المسار التطويري الكبير يقول الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية وجب التنويه به ، وهذا بعد أن كانت الأمازيغية عرضة للإجحاف والإٌقصاء منذ الإستقلال ، قبل أن تلقى كل الدعم منذ قدوم رئيس الجمهورية وإعطائه الصلاحيات لهيئة رسمية تابعة لرئاسة الجمهورية وهي المحافظة السامية للأمازيغية لها مهام واضحة من أجل تعميم اللغة الأمازيغية عبر ربوع الوطن وبمؤسسات الدولة وترجمة البعد الوطني بالحراك المؤسساتي وإدراج الأمازيغية في التعليم حيث كانت البداية بالطور الإبتدائي ، وهناك عمل تحسيسي مع جمعيات الأولياء ، التكوين المهني والشباب والرياضة لخلق أنشطة هادفة تعتني بتعميم إستعمال اللغة الأمازيغية.
وثمن سي الهاشمي عصاد ، كل ما تحقق منذ سنة 1990 قبل نشأة المحافظة السامية للأمازيغية بفتح معاهد اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعات تيزي وزو ، بجاية ، البويرة ،وفي 2016 المعهد العالي للأساتذة ببوزريعة ، وأخيرا وكمكسب تحقق فتح مركز للبحث في اللغة والثقافة الأمازيغية سنة 2017، على أن تعمم هذه التجربة عبر الولايات الأخرى من الوطن بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وصرح سي الهاشمي ، أن المنعرج الهام لترقية وتعميم اللغة الأمازيغية التعديل الدستوري الأخير الذي يكرس الأمازيغية كلغة وطنية ولغة رسمية ، وهذا يضمن حصانة للغة الأمازيغية من كل مزايدات وتأويلات ومحاولة المساس بهويتها الوطنية مشددا أن الأمازيغية وبعد أن باتت مكرسة في الدستور ما علينا، يقول، إلا أن نبادر ونجتهد في إطار قوانين الجمهورية لوضع اللغة الأمازيغية في السكة الصحيحة وترقيتها يكون أولا في فضاءات مؤسسات الدولة ومؤسسات التعليم.
و استطرد سي الهاشمي ، أنه وبعد مسار 23سنة من إدراج اللغة الأمازيغية في المدرسة سنة 1995 ، يمكن القول أن تحقيق هذا المبتغى تحقق في الميدان بتدريس الأمازيغية في أكثر من 33ولاية ، وبعد تعديل الدستور للمحافظة السامية مخطط مع وزارة التربية الوطنية ليكون تعميم تدريس الأمازيغية عبر ربوع الوطن كذلك الحال بالنسبة للتعليم العالي لضمان مكانة أقوى للغة الأمازيغية في البحث والتعليم العالي.
وأعلن عن فتح 300منصب مالي خلال الدخول المقبل لتدريس اللغة الأمازيغية عبر مختلف مناطق الوطن ،وهي العملية التي تندرج حسبه في إطار برنامج رئيس الجمهورية تعميم إستعمال اللغة الأمازيغية بالمؤسسات التربوية ، وخاصة الفضاء الإبتدائي في مرحلة أولى ، كما كشف عن فتح 3أقسام بولاية الطارف لتدريس اللغة الأمازيغية عبر 3بلديات وهي الطارف ، القالة والعيون ، على أن تعمم العملية لاحقا لتشمل مدارس أخرى ، منوها بالتسهيلات التي قدمت من سلطات الولايات لتحقيق هذا المبتغى على أرض الواقع. نوري.ح