أنجيـــــلا ميـــــركل في الجــــــزائر بعد غـــــد
تحل المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بعد غد الاثنين بالجزائر في زيارة رسمية بدعوة من رئيس الجمهورية السيد، عبد العزيز بوتفليقة، رفقة وفد هام يضم رجال أعمال ورسميين.
وتعتبر هذه الزيارة لميركل الثانية من نوعها للجزائر بعد تلك التي أدتها في سنة 2008، ومن المنتظر أن تستقبل ميركل خلال وجودها بالجزائر من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول، أحمد أويحيى، ومسؤولين سامين في الدولة.
وفي برنامج الزيارة أيضا تنشيط ندوة صحفية مشتركة رفقة الوزير الأول أحمد أويحيى، تتناول مختلف المسائل المرتبطة بالعلاقات الجزائرية- الألمانية وبخاصة مجال التعاون الاقتصادي، فضلا عن المسائل ذات الاهتمام المشترك.
ويمكن القول أن الزيارة التي ينظر إليها الكثير من المراقبين على أنها اقتصادية بالدرجة الأولى بالنظر لقوة الاقتصاد الألماني وفرص الشراكة والتعاون التي يمنحها الاقتصاد الجزائري في مجال الاستثمار، لها أيضا جانب سياسي متعلق بالحوار السياسي المستمر بين البلدين و بالنظر أيضا إلى المسائل السياسية المطروحة اليوم على الساحة الإقليمية والدولية، حيث يزداد انخراط ألمانيا بوتيرة متصاعدة فيها.
ففي الجانب الاقتصادي تشكل هذه الزيارة فرصة لتقييم العلاقات الاقتصادية بين الجزائر و ألمانيا و تعزيز محاور الشراكة من أجل علاقة ثنائية مكثفة و قوية، خاصة و أن أكثر من 200 مؤسسة ألمانية تنشط ببلادنا في قطاعات متعددة، على غرار الميكانيك وتركيب السيارات، والطاقة، والكيمياء وصناعة الدواء وغيرها، علما أن ألمانيا تعتبر الممون الرابع للجزائر بقيمة مالية تبلغ 3.2 مليار دولار.
كما تبحث ألمانيا اليوم في ظل أزمة اقتصادية عالمية واضحة عن شراكات جديدة مع دول لها إمكانيات و طاقات وفرص استثمار معلومة خاصة في مجال الطاقة والطاقات المتجددة، وهو ما توفره الجزائر في قطاعات متعددة وفي ظل قوانين استثمار شفافة إلى حد بعيد.
وتبقى صناعة السيارات من علامة «مرسيديس-بينز» بالجزائر بين المجمع الألماني ديملير (الشركة الأم لمرسيدس-بينز) من جهة، و الشركة الوطنية للسيارات الصناعية و وزارة الدفاع الوطني من جهة أخرى، و المجمع الإماراتي آبار من جهة ثالثة من أبرز الشراكات الناجحة في مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين.
أما في مجال التعاون والحوار السياسي بين البلدين فإن مسائل ذات اهتمام مشترك إقليمية ودولية تفرض اليوم نفسها على الطرفين على غرار مشكل الهجرة غير الشرعية التي تعاني منها الجزائر كما ألمانيا أيضا بفعل تدفق موجات كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين عليهما في السنوات الأخيرة، وللبلدين مقاربات متقاربة خاصة بهما في مجال مكافحة الظاهرة.
كما تفرض ملفات ليبيا وسوريا وملف محاربة الإرهاب في منطقة الساحل أيضا نفسها ضمن جدول أعمال الزيارة التي ستقوم بها ميركل بعد غد إلى بلادنا. ونشير فقط أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة كان قد جدد التأكيد في رسالة تهنئة للمستشارة الألمانية بمناسبة العيد الوطني لبلدها في أكتوبر الماضي أنه يتطلع «ببالغ السرور و الاهتمام» إلى تجسيد زيارتها إلى الجزائر من أجل « إعطاء المزيد من الدفع للتعاون الثنائي».
إلياس -ب