محمد عيسى: مبدأ العيش معا في سلام متأصل داخل الأمة الجزائرية
• تكريم 114 إماما من ضحايا الإرهاب
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أول أمس الخميس أن الجزائر «رفعت خطابا حضاريا متميزا في مجال السلم والمصالحة بوأها اليوم مكانة عالمية واصبحت بفضله مدرسة لاجتثاث التشدد والوقاية منه ولتقاسم تجربة السلم والمصالحة الوطنية» مضيفا ان مبدأ «العيش معا في سلام» وإن كان غريبا على بعض الأمم فإنه «متأصل داخل الأمة الجزائرية››.
وفي مداخلة قدمها في افتتاح أشغال الندوة الوطنية التي نظمتها إذاعة القرآن الكريم تحت عنوان «العيش معا في سلام على أرض السلام» بمناسبة مرور 28 سنة على تأسيسها، في قاعة المحاضرات عيسى مسعودي، التي حضرها وزير الاتصال جمال كعوان، أوضح محمد عيسى أن بعض الأحداث التاريخية في بلادنا كرست مبدأ العيش بسلام لدى الجزائريين بما في ذلك بيان أول نوفمبر الذي «كرس مبدأ الحريات الاساسية بغير تمييز عرقي أو ديني والذي لم تكن فيه أي عبارات للكراهية والاقصاء والابعاد».
وأثناء تطرقه للحديث عن سياسة السلم والمصالحة الوطنية التي تحولت سنوات من بعد إلى قانون تحيي الجزائر نهاية الشهر الجاري ذكراه الـ 13 ،أشار الوزير إلى أن هذا القانون أصبح كتابا ترفعه الجزائر في المحافل الدولية لأنه جفف منابع الدم وكفكف الدموع وحفظ الأنفس والأعراض والأموال وأعاد للجزائر هيبتها.
ودعا ممثل الحكومة بالمناسبة إلى «منع المغامرين من أن يزجوا بالجزائر ثانية فيما كانت تعيشه من خلال إبعاد ومحاصرة خطاب الكراهية والتمييز على أساس ديني أو مذهبي أو جهوي»، مشددا على أهمية نبذ خطاب التشدد والطائفية والاقصاء والتأسيس لقيم الأمن والسلام والعيش معا بعيدا عن التطرف.
من جهة أخرى كشف وزير الشؤون الدينية أنه في سياق تكريس مبدأ السلم والمصالحة والعيش معا في سلام، ستقوم دائرته الوزارية في شهر نوفمبر المقبل بتكريمات خاصة لـ 114 إماما من شهداء الواجب الذين سقطوا دفاعا على مبادئ الوسطية والاعتدال في الجزائري، اعترافا وتقديرا من الدولة الجزائرية لجهودهم وتضحياتهم، مؤكدا بأن ‘’هذا التكريم الذي يأتي في سياق إيمان الجزائر وقناعتها بمبدأ العيش معا بسلام سيطال أيضا 19 من رجال الدين المسيحيين وافقت الدولة على تطويبهم في كنيستهم بعدما اعترفت سلطتهم الدينية بأنهم فضلوا العيش في الجزائر بدلا من مغادرتها، كما يكرس، رمزيا مبدأ العيش بسلام وميدانيا قوة الدولة الجزائرية وقدرتنا على طي الصفحة دون تمزيقها».
وبخصوص موضوع الاحتفالية الخاصة بذكرى تأسيس إذاعة القرآن الكريم، وصف محمد عيسى، هذه الإذاعة بالسد المنيع ضد الخطاب المتطرف والمتشدد في سنوات الجمر والتي ضحت آنذاك – كما ذكر - بنخبة من أبنائها وبناتها دفاعا عن الجزائر وحفظا على الإسلام، من أجل أن يفهم أو يسيس أو يستغل لغير ما أمر الله تعالى به.
ونشط الندوة الفكرية بالمناسبة، عدد من الأساتذة الجامعيين بطرح مواضيع ودراسات تتعلق بالمصالحة الوطنية في الجزائر كنموذج للاستقرار والسلم بالاضافة الى التعايش والسلام كمحور لبناء المجتمعات وأيضا رؤية فقهية معاصرة لآليات تحقيق السلم.
ع.أسابع