100 منتج للدواء يستهدفون الأسواق الإفريقية
تشهد الطبعة الثالثة من المعرض الدولي "صيدلية" للمواد الصيدلانية و شبه الصيدلانية، المنظمة بمدينة قسنطينة، مشاركة عدد قياسي، فاق 100 عارض جزائري و تونسي، و كذا بعض العارضين الفرنسيين و الايطاليين، و يأمل المشاركون الجزائريون في اقتحام الأسواق الإفريقية، من خلال تصدير الأدوية المنتجة محليا، و كذا الاستفادة من الخبرة الأوروبية، و إنشاء مصانع تحمل علامات عالمية في الجزائر.
و تنظم الطبعة الثالثة من معرض "صيدلية" على مستوى نزل "الماريوت" بمدينة قسنطينة، في الفترة الممتدة بين 11 أكتوبر و 13 أكتوبر الجاري، حيث يشارك أكثر من 100 عارض، يمثلون مؤسسات منتجة و مسوقة للمواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية، فضلا عن المنتجات المتعلقة بالصحة و الجمال، و حسب ما أكده منظم الصالون، الدكتور فرصادو ياسين في تصريح للنصر، فإن الطبعة الحالية شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد المشاركين، سواء من حيث العارضين والصيادلة، و كذلك الأطباء و الزوار، إضافة إلى المحاضرات العلمية التكوينية، و المؤطرين المشاركين، حيث يشارك حسبه عدة دكاترة برتبة بروفيسور، من العاصمة و عنابة، وكذا قسنطينة و سكيكدة، و عدة ولايات أخرى، بالإضافة إلى محاضرين من دولة تونس.
وتأسف محدثنا لعدم تمكن المشاركين الأفارقة، من الحضور، بسبب عدم تحصلهم على التأشيرات في الوقت المناسب، حيث كان ينتظر حضور مشاركين من دول ساحل العاج و السنغال و الغابون، كما أن ما يفوق 25 عارضا جزائريا، لم يتمكنوا من عرض منتجاتهم بسبب ضيق المكان، حيث أكد فرصادو، بأنه سيسعى السنة المقبلة ليكون المعرض في مكان أكبر من حيث المساحة، و ذلك من أجل السماح لأكبر عدد من العارضين و الزائرين بالحضور و المشاركة. ويؤكد ذات المتحدث، بأن جديد هذه الطبعة يتمثل في حضور عارضين من فرنسا و ايطاليا، حيث يعرضون أخر تكنولوجيات صناعة الأدوية، و يقدمون محاضرات تكوينية، في تسيير مصانع الأدوية وكيفية متابعة مراحل التصنيع، و سيسمح هذا الحضور، بخلق علاقات بين مصنعين جزائريين و أوروبيين، و بالتالي الاستفادة من الخبرة الأجنبية، و السعي لعقد شراكة، تهدف لإنشاء مصانع محلية، تتكفل بصناعة الأدوية التي لا تنتج حاليا في الجزائر، و هي معظمها أدوية تتطلب تكنولوجيا جد متطورة، و بالتالي شراكات لجلب مؤسسات أوروبية تصنع في الجزائر، و لا تصدر لها. أما الهدف الرئيسي من المعرض، حسب فرصادو، فهو التبادل التجاري، من خلال فتح المجال للمنتجين الجزائريين، لتصدير منتجاتهم للخارج، عبر عقد علاقات تجارية مع الأفارقة، من بوابتي الجزائر و تونس، خاصة أن هناك شراكات قوية بين الجزائر و تونس، في مجال صناعة الأدوية، حيث توجد عدة شركات جزائرية تونسية، على الترابين الجزائري و التونسي.
و يشير محدثنا إلى عدم وجود أي فرق بين الأدوية الجنيسة الجزائرية، و أي دواء جنيس في العالم، موضحا بأن الأدوية الجزائرية معترف بها من طرف منظمة الصحة العالمية، و ذلك بغض النظر عن المنتوج الأم، الذي يتطلب حسبه سنوات طويلة من البحث و كذلك أموال كبيرة، مفيدا بأن العراقيل التقنية التي كانت تعيق إنتاج الأدوية في الجزائر، قد تقلصت بشكل كبير، و ذلك بفضل القوانين التي أقرتها الدولة، عبر منع استيراد أي دواء ينتج في الجزائر، و هو ما سمح حسبه، بالوصول إلى إنتاج حوالي 70 بالمئة، من استهلاك الجزائريين للأدوية، حيث قامت الدولة بحماية حقوق المنتجين الجزائريين، عبر منع المنافسة الخارجية، بشرط تغطية الحاجيات المحلية.
وفيما يخص ندرة بعض الأدوية في الأسواق الجزائرية، فقال محدثنا بأنها مشاكل تقنية، تتعلق بأدوية مستوردة، يحصل انقطاع في مخزونها من حين لآخر، مؤكدا بأن المخابر الجزائرية تسعى لإنتاج أكبر عدد ممكن من الأدوية في الجزائر، على غرار "الأنسولين" الذي سيشرع في إنتاجه قريبا، مشيرا إلى أنه في ظرف 5 سنوات على أقصى تقدير، بالإمكان الوصول إلى نسبة 85 بالمئة من إنتاج الحاجيات الوطنية من الدواء محليا. ويعرف المعرض حضورا قويا لطلبة الصيدلة والطب، حيث يؤكد منظم الصالون، أن هذا الأمر يعد ايجابيا ومن بين الأهداف المسطرة، لأن الصيادلة سيكتشفون الأدوية الجديدة و طرق التصنيع و كذلك البيع و الإنتاج، فضلا عن الإدارة و التسيير، كما أنهم سيستفيدون من صورة تطبيقية في كل ما يتعلق بالصيدلة و مجالاتها المتنوعة.
عبد الرزاق.م
