تحضيــــرات لنقـــــل الكهربـــــاء لأوروبــا
الشركات تتحمل مسؤولية هجرة الكفاءات
رافع وزير الطاقة مصطفى قيطوني يوم الخميس المنصرم، من أجل تطوير الصناعات البيتروكيماوية وفق شراكة مع شركات أجنبية بما يسمح بتجاوز مرحلة تصدير الغاز على حاله الخام بل العمل على تصدير مشتقاته مستقبلا بما يعود على الخزينة العمومية بالفائدة ويرفع مداخيل البلاد من العملة الصعبة، مشيرا في ذات السياق إلى أن عدة مفاوضات جارية حاليا مع شركاء أجانب من أجل تجسيد عدة مشاريع لمصانع البيتروكمياء على غرار الاتفاقية التي أبرمت مؤخرا بين سوناطراك وتوتال الفرنسية لإنتاج مادة البروبان بمصنع توليد الهيدروجين ومادة البوليبروبيلان وتصل طاقة إنتاج هذا المصنع 550 ألف طن سنويا، مبرزا أن الجزائر معروفة بصناعتها البيتروكيمياوية التي ستدعم بمشاريع أخرى تساعد على الرفع من القيمة المضافة للإنتاج.
أكد وزير الطاقة مصطفى قيطوني يوم الخميس المنصرم في ندوة صحفية خلال زيارته الميدانية لقطاعه بوهران، أنه بعد انتهاء المشاريع المندرجة في إطار برنامج رئيس الجمهورية والمتمثلة في إنتاج محطات «بوتليليس بوهران ما يقارب 500 ميغاواط، حاسي الرمل، بسكرة، النعامة ومستغانم ب 1200 ميغاوط لكل واحدة وغيرها من المحطات» لتغطية المشاريع الاستثمارية للفلاحة والصناعة، ستتمكن الدولة من توفير 27 ألف ميغاواط من الكهرباء وهي كافية لتغطية الحاجيات الوطنية مما سيسمح للجزائر بتصدير الفائض نحو الوجهة الأوروبية حيث تجري التحضيرات لهذا خاصة فيما يتعلق بكيفية النقل، ومن جهة أخرى، أوضح الوزير أن الجزائر تتعامل مع كل الشركاء الذين يجلبون القيمة المضافة للبلاد سواء كانوا أوروبيين أو آسيويين في إشارة لتوجه سوناطراك للتعاون مع الصين، مشيرا أن سوناطراك مؤسسة كبيرة وعالمية ومن حقها الاستدانة لدعم مشاريعها الاستثمارية سواء من داخل الوطن حيث تجري المفاوضات مع البنك الوطني الجزائري أو من الخارج.
وأثناء استعراضه لمدى تقدم أشغال محطة توليد الكهرباء ببوتليليس في وهران، شدد قيطوني على ضرورة الحفاظ على الكفاءات الجزائرية التي اكتسبت خبرة كبيرة في مثل هذه المشاريع والتي أصبح بإمكان الشركات التي يعملون بها أن تفاوض على مشاريع خارج الوطن وتشغل كفاءاتها الوطنية، وهنا ألح الوزير على إلزامية توفير الشروط الملائمة لهؤلاء الإطارات واليد العاملة التي أصبح لها كفاءة في القطاع، وهذا لمنع هجرتها لتستفيد منها شركات أجنبية مركزا أن الشركات هي التي تتحمل مسؤولية هجرة الكفاءات، حيث في ذات المحطة أشاد قيطوني بوجود أكثر من 665 عاملا جزائريا اكتسبوا خبرة كبيرة في الميدان وأنجزوا المحطة إلى جانب 15 أجنبيا، مشيرا أنه في السنوات الماضية كانت المعادلة معكوسة، علما أن هؤلاء العمال والإطارات هم الذين سيتكفلون بإنجاز محطة التوليد بحاسي الرمل وفق مسؤولي الشركات.
وخلال الزيارة الميدانية، أعطى قيطوني إشارة انطلاق تشغيل الشطر الأول من محطة توليد الكهرباء والغاز بمنطقة بوتليليس جنوب غرب وهران، وهي المحطة التي شهدت تأخرا كبيرا في الإنجاز حيث كان ينتظر تسليمها كاملة السنة الماضية، ولكن يبدو أن الأشغال ستتواصل لغاية الصيف المقبل حيث تم تحديد شهر جوان لإعطاء إشارة دخولها الخدمة وقدر الغلاف المالي لهذا المشروع ب 3500 مليار سنتيم وبطاقة قدرها 446 ميغاواط سيستفيد منها 50 ألف نسمة من قاطنة المدينة الجديدة زبانة التي تضم 32 ألف وحدة سكنية من صيغة عدل وسكنات من صيغة العمومي الإيجاري، إضافة لتزويد مصنع تركيب السيارات «بيجو» الذي سينجز في منطقة طافراوي القريبة وكذا المنطقة الصناعية «تمزوعة» التابعة لولاية عين تموشنت والتي تشهد تطورا كبيرا لمصانع في مختلف التخصصات وأساسا إنتاج المواد الغذائية، وتمتد تغطية المحطة للجهة الشرقية من الوطن، حيث ستمكن مصنع المواد البيتروكيماوية الذي تم توقيع بشأنه مؤخرا إتفاقية شراكة بين سوناطراك وتوتال الفرنسية والواقع ببطيوة، من الحصول على التموين بالطاقة الكهربائية. كما أعطى الوفد الوزاري إشارة تزويد أكثر من 20 ألف نسمة بالغاز الطبيعي في منطقتي بوسفر والعنصر الساحليتين. بن ودان خيرة