حذر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني من تداعيات ما يحدث في بعض ولايات الجنوب، وعبر عن مخاوفه من أن يحدث هناك ما حدث في بعض البلدان العربية التي مسها ما يعرف بالربيع العربي، وكشف أن حزبه سيوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية بخصوص هذا الموضوع، داعيا جميع الأحزاب السياسية إلى التحرك باتجاه مواطني المنطقة والاهتمام بهم أكثر.
خصص المكتب السياسي للآفلان أمس اجتماعه بالكامل لتدارس الأحداث التي تعيشها بعض ولايات الجنوب، وأبدى الأمين العام للحزب عمار سعداني في كلمة افتتاحية له تخوفا واضحا من اتجاهات الأحداث هناك عندما قال» ما يخيفنا أن يجري في الجنوب ما جرى في بعض بلدان الربيع العربي» ، ثم تساءل» لماذا ولايات الجنوب فقط؟ مضيفا في نفس السياق» نحن نطرح السؤال اليوم هل هذه التحركات بريئة أم لا؟».
ثم أسهب سعداني في الحديث عن المشاكل التي تعيشها ولايات الجنوب من منطلق انه ابن المنطقة ويعرفها جيدا، فقال أن المنطقة فيها الكثير من التخلف، متسائلا عن سبب إقامة كل المشاريع والمدارس وغيرها حول العاصمة والمدن الكبرى فقط، وأضاف أن الجنوب الذي يمثل المورد الأساسي للشعب الجزائري بقي مهمشا لسنوات طويلة.
ومن هذا المنطلق يقول الأمين العام للآفلان أن هذا الجنوب يحتاج من الجميع اليوم وقفة لتأطيره والوقوف على المشاكل التي يعاني منها أبناؤه، و قال أن الآفلان اخذ المبادرة وقرر توزيع أعضاء مكتبه السياسي على كل ولايات الجنوب للوقوف على طبيعة الأوضاع هناك، ودراستها ثم المساهمة في إيجاد حلول لها.
وبرأي المسؤول الأول عن الحزب العتيد فإنه لو قدمت السلطات توضيحات كافية لسكان عين صالح حول الغاز الصخري لما حدث ما يحدث اليوم، « كيف لنا أن نستخرج أكبر طاقة دون تقديم توضيحات مسبقة للمواطن البسيط الذي لا يعرف شيئا عنها وهو ما دفعه إلى التظاهر لحماية موارده المائية لا غير؟»، مؤكدا أن الجنوب هو مورد كل الجزائريين وبالتالي فإن أمنه يهم الجميع، وهناك اليوم مشاكل يعانيها سكان المنطقة لابد للأحزاب السياسية أن تكون صريحة بشأنها.
وكشف عمار سعداني تبعا لذلك أن حزبه سيوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية بشأن ما يحدث في بعض مناطق الجنوب، داعيا كل الأحزاب إلى المبادرة والاهتمام أكثر بهذه المنطقة، والمساهمة في إيجاد حل لمشاكلها والتواجد في المنطقة وعدم البقاء في العاصمة فقط، متحدثا عن اتصالات مع أحزاب أخرى بشأن هذه المبادرة، ثم قال» أهملنا الجنوب ولابد أن نتكفل به»، هناك وضعية خاصة بهذه المنطقة وعلى جميع الأحزاب أن تتدخل.
وردا عن سؤال متعلق بالمشاكل الداخلية التي تعرفها الغرفة السفلى للبرلمان تمسك عمار سعداني بقراره القاضي بإبعاد النائب معاذ بوشارب من منصب نائب الرئيس واستخلافه بالنائب أحمد فؤاد خرشي، « كما يعلم الجميع نواب رئيس المجلس الشعبي الوطني ورؤساء اللجان يمثلون أحزابهم، وبالتالي من يفقد الصفة في الآفلان لا يمكنه أن يكون في المنصب، لأنه لو بقي فمن يمثل؟ قرارنا اتخذناه وقررنا تعويض النائب الذي فقد الصفة».
وعاد سعداني أيضا إلى التأكيد مرة أخرى على أن التعديل الحكومي والتعديل الدستوري سيأتي في وقته، وأن الرئيس منكب حاليا على الورشات الكبرى، وكل شيء سيأتي في وقته.
محمد عدنان