كشف المدير العام للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي محمد بوهيشة أمس عن فتح باب الترشح للطبعة الأولى لجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر، على أن يحظى الفائزون بالمرافقة لتحويل المشاريع البحثية لحلول اقتصادية قابلة للتنفيذ والتسويق.
وأضاف الأستاذ بوهيشة في تصريح «للنصر» بأن فتح باب الترشيحات لجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر كان يوم 23 مارس الجاري، بعد أن تم ضبط شروط المشاركة في المسابقة التي تعني فئتي الطلبة والأساتذة الجامعيين، على أن يتم تكريم الفائزين بمناسبة الاحتفال بيوم الطالب المصادف ل 19 من ماي.
وأوضح مدير البحث العلمي بالوزارة بأن جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر تشمل عدة مجالات علمية ذات أولوية تم تحديدها وفقا للرهانات الوطنية والدولية، وتتعلق بالعلوم والتكنولوجيا والعلوم الصحية والطبية الحيوية والبيئة والتنمية المستدامة والعلوم الإنسانية والاجتماعية والسلامة والأمن المعلوماتي، إلى جانب الأمن الغذائي والأمن المائي والأمن الطاقوي.
وتمنح الجائزة لفئتين رئيسيتين تماشيا مع مستويات الخبرة البحثية المختلفة وفق ما ورد عن مصالح الوزارة، ويتعلق الأمر بفئة الأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين، والأساتذة الجامعيين وكذا الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين الذين قدموا أبحاثا ذات قيمة مضافة عالية، وساهموا في تطوير مجالاتهم العلمية.
كما تعني الجائزة فئة الطلبة الجامعيين في مرحلتي الماستر والدكتوراه، الذين تميزت مشاريعهم البحثية بالابتكار وإيجاد حلول علمية جديدة تساهم في مواجهة التحديات الوطنية والدولية، بما يعزز ثقافة البحث العلمي، ويشجع الأجيال القادمة على الإبداع والتطوير والابتكار.
وأوضح مدير البحث العلمي في هذا السياق بأن الفائزين في المسابقة سيحصلون على جوائز مالية معتبرة تتراوح قيمتها ما بين 500 و200 مليون سنتيم، فضلا عن المرافقة التي سيحظون بها لتسويق نتائج البحوث العلمية المنتظر التوصل إليها في الميادين التي حددتها الوصاية، بهدف مواجهة التحديات والرهانات المطروحة، خاصة ما تعلق بالأمن الصحي والمائي والطاقوي.
وتعتمد الجائزة على شبكة تقييم دقيقة وموضوعية تشمل عدة معايير، من بينها الأصالة والابتكار لقياس مدى إبداع المشروع وتميزه عن الأبحاث الأخرى، إلى جانب الأثر العلمي والاقتصادي والاجتماعي للبحث العلمي، لتحديد مدى مساهمته في تطوير المعرفة، وخلق فرص عمل وتحسين جودة الحياة.
كما يتم تقييم مدى قابلية التطبيق الصناعي، لمعرفة إمكانية تحويل البحث إلى منتج أو خدمة قابلة للاستخدام في السوق، مع مراعاة حقوق الملكية الفكرية لحماية البحث عبر براءات الاختراع أو عقود التعاون مع مؤسسات صناعية.
وتحرص لجان التقييم على اختيار الفائزين في شفافية تامة، عبر التحقق الأول من الترشيحات للتأكد من استيفائها لكافة الشروط المطلوبة، فضلا عن التقييم العلمي والتقني، بإخضاع المشاريع البحثية إلى خبرة دقيقة من طرف لجان تحكيم متخصصة في مختلف المجالات العلمية.
وتتوج هذه الخطوات بالإعلان عن النتائج النهائية للمسابقة في الحفل الرسمي للجائزة المزمع تنظيمه يوم 19 ماي المقبل، بتوزيع الجوائز المالية على الفائزين، وشهادات تقدير لتحفيزهم على مواصلة الجهود البحثية والابتكارية.
وأكد الأستاذ بوهيشة بأنه إلى جانب المكافآت المالية، سيحظى الفائزون بالمرافقة لتمكينهم من الحصول على دعم في براءات الاختراع وتسجيل حقوق الملكية الفكرية لضمان ابتكاراتهم، بالإضافة إلى المرافقة التي ترمي إلى تطوير المشاريع البحثية وتحويلها إلى حلول اقتصادية قابلة للتنفيذ.
كما سيوفر للفائزين فرص الشراكة مع المؤسسات الصناعية، مما يتيح لهم إمكانية الاستفادة من تطبيقات أبحاثهم في القطاعات الإنتاجية، وتعزيز فرص إدماج ابتكاراتهم في الأسواق الوطنية والإقليمية والدولية.
ويشار أن الترشيحات لجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر تقدم عبر المنصة الرقمية المخصصة لهذا الغرض، لإضفاء الشفافية على المسابقة، وتهدف الجائزة وفق وزارة التعليم العالي إلى دعم البحث العلمي كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتكريم النخب العلمية الوطنية التي تساهم في بناء مستقبل البلاد.
لطيفة بلحاج
