عقد مجلس الأمة، أمس، جلسة علنية خصصت لتنصيب الأعضاء الجدد المنتخبين في إطار التجديد النصفي كل ثلاث سنوات، وكذا المعينين من طرف رئيس الجمهورية، وتم أيضا انتخاب عبد القادر بن صالح رئيسا للمجلس لعهدة جديدة من ثلاث سنوات.
وقد جرت الجلسة بحضور كل أعضاء المجلس فضلا عن حضور وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة، وكما تقتضي القوانين سارية المفعول فقد ترأس جلسة التنصيب أكبر الأعضاء سنا، وهو صالح قوجيل، بمساعدة أصغر الأعضاء وهما محمد قيصري وباسي عاشوري.
وبعد المناداة على الأعضاء الجدد وتشكيل لجنة إثبات العضوية تم انتخاب رئيس المجلس كما يقتضي القانون، وقد تدخل ممثلو المجموعات البرلمانية الممثلة في المجلس وهي حزب جبهة التحرير الوطني، والثلث الرئاسي والتجمع الوطني الديمقراطي، و أعلنوا بالإجماع تزكية عبد القادر بن صالح لتولي الرئاسة لعهدة جديدة تمتد إلى غاية 2022.
وعليه تمت تزكية بن صالح عبد القادر رئيسا للغرفة العليا للبرلمان لعهدة جديدة دون تسجيل أي اعتراض من أي عضو كان، سوى انسحاب أعضاء جبهة القوى الاشتراكية عند المرور نحو تزكية بن صالح.
وخلال الجلسة تم الإعلان عن الـ16 عضوا المعينين من طرف رئيس الجمهورية و قد تم في الأصل تجديد الثقة فيهم كونهم كانوا ضمن الثلث الرئاسي في العهدات الماضية، وهم رشيد بوسحابة و محمد الواد وقد جدد لهم الرئيس لعهدة من ثلاث سنوات، أما الـ 14 عضوا الآخرين فقد تم التجديد لهم لمدة ست سنوات وهم، عبد القادر بن صالح، محمد أخاموك، السعيد بركات، عائشة باركي، فوزية بن باديس، محمد بن طبة، نوارة سعدية جعفر، الهاشمي جيار، محمد زكريا، حمود شايد، عبد القادر شنيني، عبد الكريم قريشي، صالح قوجيل وجمال ولد عباس.
ولم يتم التجديد لعدد من الأعضاء القدماء على غرار الوزيرين السابقين أبوبكر بن بوزيد و الهادي خالدي، و آكلي بن يونس، و البروفيسور زيتوني مسعودي، عبد الوهاب حسان، بوغربال رشيد، حفيظة بن شهيدة، مع العلم أن حصة الثلث الرئاسي هي 24 عضوا بينما عين الرئيس 16 عضوا فقط ما يعني أن 12 مقعدا تظل شاغرة في المجلس بإضافة أربعة مقاعد لأعضاء توفوا في العهدة السابقة.ودون مفاجأة وكما كان متوقعا فقد تم تجديد الثقة في عبد القادر بن صالح لقيادة الغرفة العليا للبرلمان لثلاث سنوات أخرى، وهو الذي تولى هذا المنصب في 02 جويلية 2002 بعد انتخابه في ذلك الوقت خلفا للراحل محمد الشريف مساعدية.
إلياس –ب
تعهّد بتحقيق الإنصاف بين الجميع
بن صالــح يدعـــو أعضـــاء مجـلس الأمـــة لإنجـــاح الانتخابات الرئاسيــة
دعا عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة كافة الأعضاء إلى المساهمة في تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أفريل القادم، و كذلك مراعاة انشغالات المواطن و التجاوب معها، و مراعاة الوضعية الخاصة والصعبة التي تعرفها البلاد في ظل الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية الضاغطة.
وقال عبد القادر بن صالح في كلمة له أمس مباشرة بعد إعادة انتخابه رئيسا للغرفة العليا للبرلمان خلال جلسة تنصيب الأعضاء الجدد متوجها لجميعهم " يأتي انتخابكم ضمن مجلس الأمة متزامنا مع استحقاق انتخابي وطني هام سيختار بموجبه الشعب رئيسه للسنوات القادمة.. فحاولوا بوزنكم ومكانتكم بين أفراد الشعب أن تساهموا في تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الموعد".
وقبل ذلك قال المتحدث إن انتخاب الأعضاء الجدد يأتي متزامنا مع ظرف سياسي خاص ومرحلة اقتصادية جد صعبة الأمر الذي يجعل "دوركم ضمن الهيئة حساسا وصعبا في نفس الوقت لأنكم مطالبون بمراعاة انشغالات المواطن والتجاوب معها، ولكنكم بنفس الوقت مطالبون بمراعاة الوضعية الخاصة والصعبة التي تعرفها البلاد في ظل أوضاع اقتصادية محلية دولية ضاغطة"، وأضاف أن روح المسؤولية تحتم فضلا عن تفهم الوضعية هذه المساهمة في اقتراح حلول للمشاكل المطروحة، والأخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للبلاد، والحرص بنفس الوقت عل عدم التفريط في مصلحة المواطن.
كما شدد رئيس مجلس الأمة التأكيد على أن أعضاء المجلس مطالبون بالعمل ضمن المؤسسة، لكن بالتكامل مع بقية مؤسسات الدولة النظيرة، والعمل أيضا في إطار النسق القانوني المؤدي إلى تعزيز ركائز دولة الحق والقانون وبما يتماشى و متطلبات الدولة الحديثة المتفتحة على العالم المحافظة بنفس الوقت على ثوابتها الوطنية.
وتعهد بن صالح أمام أعضاء مجلس الأمة الجدد والقدامى بأن يكون في مستوى الثقة وأن يعمل بإخلاص، و يعمل كرئيس على تحقيق الإنصاف في التعامل بين كافة الأعضاء وكل أطيافه السياسية على حد سواء، وأنه سيحترم كافة الآراء و يتعاطى معها بموضوعية بغض النظر عن اللون السياسي لكل منها، والعمل على توفير مناخ العمل المساعد الذي من شأنه أن يؤمن الأداء البرلماني بالشفافية والنجاعة المطلوبتين.
وأشار بن صالح إلى أنه ما برز من انتخابات التجديد النصفي هذه المرة تأكيد التوجه الداعم لبرنامج رئيس الجمهورية الأمر الذي سيساهم –حسبه- في تأكيد الاستقرار للهيئة ويساعد على تحقيق الأداء المنسجم لهياكلها وتوفير المناخ لإثراء هذه التجربة، معرجا بالمناسبة على الإصلاحات السياسية الهامة التي بادر بها رئيس الجمهورية، والتي سيترتب عنها مشاريع نصوص قانونية في المستقبل.
كما قال إن المعارضة موجودة ضمن المجلس، وقد حافظت على مكانتها وعبر عن ارتياحه لوجود الرأي المخالف، معتبرا إياه ظاهرة صحية في نظامنا البرلماني.
إلياس -ب
