بن حبيلس:الهلال الأحمر سيوفد لجنة لمعاينة وضع الحراقة والمساجين الجزائريين في الخارج
كشفت أمس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أن هيئتها ستقوم بإيفاد ممثلين عنها إلى مختلف البلدان لمعاينة وضع " الحراقة " والمساجين الجزائريين من أجل الاطلاع على أوضاعهم الإنسانية وتقديم المساعدات اللازمة لهم ولعائلاتهم، إلى غاية تسوية وضعياتهم، وكشفت عن شروع هيئتها في إعداد بطاقية وطنية للعائلات المعوزة والمحرومة من أجل إضفاء الشفافية المطلوبة في تقديم المساعدات لها، فيا أعلنت عن مشروع لإنشاء نادي " أصدقاء الهلال الأحمر الجزائري " كفضاء لتوسيع رقعة المانحين والمتطوعين.
وأوضحت بن حبيلس أن هذا المسعى يندرج في إطار حرص الدولة الجزائرية ممثلة في مختلف مؤسساتها الرسمية وهيئاتها الإنسانية على متابعة أوضاع أبنائها في الخارج وتقديم كل الخدمات لهم، وقالت أن الهدف من الزيارات التي سيقوم بها وفد الهلال الأحمر الجزائري في كل أماكن تواجدهم سواء المهاجرين غير الشرعيين منهم أو المساجين، يرمي إلى التأكيد بأن الجزائر لن تتخلى عن أبنائها ولن تتركهم يواجهون مصيرهم، تحت أي ظرف وقالت خلال نزولها ضيفة على منتدى يومية ديكا نيوز بالعاصمة، أن مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري، قد راسلت الصليب الأحمر الدولي والهيئات الدولية الأخرى المعنية وطلبت منها رسميا تهيئة الظروف المواتية لإنجاح مهمة البعثة الجزائرية، مؤكدة بأن الهلال الأحمر الجزائري باعتباره "الذراع الإنساني للدولة الجزائرية"، لن يتخلى عن الجزائريين الموجودين في ظروف صعبة بالخارج ولو بقي منهم مجرد "حرّاق " أو مسجون واحد فقط.
وخلال تطرقها لجهود إعادة النازحين النيجيريين إلى وطنهم، كشفت بن حبيلس بأن عديد من الشركاء الأوربيين قد اتصلوا بها وعرضوا تقديم يد المساعدة في التكفل بالرعايا الأفارقة النازحين إلى الجزائر ، إلا أن الهلال الأحمر الجزائري قابل طلباتهم بالرفض باعتبار أن الجزائر قادرة كما ذكرت على التكفل بهؤلاء النازحين، ووفق المعايير المعمول بها عالميا، وذكرت بأنها اقترحت في المقابل على هؤلاء الشركاء القيام برعاية مشاريع صغيرة في البلدان الأصلية لهؤلاء النازحين لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق الاستقرار لهم ما من شأنه ان يقضي كما قالت على الأسباب التي أدت بهم إلى النزوح.
وأشارت المتحدثة بالمناسبة بأن عدد النازحين النيجيريين الذين تم التكفل بإعادتهم إلى بلادهم بطلب من حكومة النيجر قد ارتفع إلى أكثر من 2000 شخص، نافية علمها بالعدد الحقيقي لهؤلاء النازحين.
وفي ردها عن سؤال للنصر عن صحة ما يتردد بشأن رفض الكثير من هؤلاء النازحين العودة إلى بلدهم، نفت بن حبيلس صحة ذلك، مؤكدة بأن الأغلبية الغالبة رحبت بالعودة وتحمست لها بعد أن تأكد لهم بأن الشبكات الإجرامية التي ساعدتهم على المجيء إلى الجزائر قد نصبت عليهم، وقالت ‹› إن العدد القليل من الذين عبروا عن رغبتهم البقاء في الجزائر هم من الشبان الذين اندمجوا في عالم البزنسة والطرافيك››.
وعادت بن حبيلس للحديث عن الأسباب التي دفعت بحكومة النيجر لطلب المساعدة من أجل إعادة رعاياها النازحين من الجزائر إلى بلدهم وقالت أن ذلك جاء بعد أن تم التأكد من أن الشبكات الإجرامية التي ساعدت هؤلاء النازحين على القدوم إلى الجزائر قد عملت على استغلالهم في الكثير من الأعمال، مشيرة إلى أن ذلك قد تأكد فعلا بعد أن وجد من بين النازحين، المتسولين في الشوارع، أطفال بدون أوليائهم.
كما أشارت المتحدثة إلى أن مصالح الأمن قد ضبطت قبل أيام صاحب شاحنة ( جزائري ) في إحدى الولايات وهو بصدد نقل مجموعة من النساء والأطفال ومن يرافقهم بطريقة مشبوهة وهو ما دفع برجال الأمن إلى توقيفه ووضعه رهن الحبس في انتظار محاكمته دون أن تقدم تفاصيل أوسع عن ذلك. وبشأن اللاجئين السوريين المتواجدين في الجزائر أكدت بن حبيلس ان عملية التكفل بهم وبتمدرس أطفالهم متواصلة، مشيرة إلى أن عددا من العائلات السورية قد أبدت رغبتها العودة إلى بلادها وأن بعضها قد عاد فعلا بعد تكفل الهلال الأحمر الجزائري بتذاكر سفرهم فيما فشل البعض الآخر في العودة بسبب الظروف التي تعيشها سوريا.
من جهة أخرى أشارت بن حبيلس إلى أن الهلال الأحمر الجزائري قد انطلق منذ فترة في تنفيذ مشروع لوضع بطاقية وطنية للعائلات المحتاجة بمساعدة العديد من القطاعات ومصالح الأمن والفعاليات المحلية من أئمة، أعيان وجمعيات وفروع الهلال الأحمر، وقالت بأن هذا العمل يرمي إلى ضمان الشفافية اللازمة ومعرفة من هم في أمس الحاجة للمساعدة.
كما أشارت إلى أن العمل الذي شرعت فيه هيئة الهلال الأحمر توصل إلى تحديد 46 بلدية عبر الوطن تعد الأكثر فقرا من بينها بلدية الجازية بأم البواقي وبلدية بني بوعتاب بالشلف إلى جانب بلدية بني ميلك بتيبازة.
وفي سياق ذي صلة أعلنت بن حبيلس عن مبادرة تقدمت بها هيئتها لإنشاء فضاء أصدقاء الهلال الأحمر الجزائري ليجمع رجال المال والأعمال وذوي البر والإحسان ورجال الإعلام والصحافة والمتطوعين وكل مَن من شأنه تقديم المساعدة للهلال الأحمر الجزائري بأي شكل من الأشكال. وبخصوص موضوع المشردين في الشوارع أعلنت بن حبيلس عن مشروع لاحتواء هذه الفئة والتكفل بها وأشارت إلى أنها أعدت استمارة استبيان سيتم من خلالها جمع المعلومات حول كل مشرد وتحديد أسباب تشرده والبحث له عن الطريقة المناسبة للتكفل به.
ع.أسابع