المتظاهرون طالبوا بتغيير جذري للنظام
مسيــرات سلميــــة حـاشـدة عبـــر الوطـــــن
خرج مئات الآلاف من الجزائريين، أمس، في الجزائر العاصمة وفي مختلف ولايات القطر الوطني، في مسيرات سلمية حاشدة ، رافعين شعارات رافضة لتأجيل الانتخابات الرئاسية، وتمديد العهدة الرابعة، كما طالبوا بضرورة التغيير الجذري.
للجمعة الرابعة على التوالي، خرج الآلاف من الجزائريين، أمس، في مسيرات حاشدة، التي تعد الأكبر من نوعها منذ انطلاق الحراك الشعبي ، جابت الشوارع والساحات والأحياء عبر مختلف ولايات الوطن ، رافعين شعارات عديدة تطالب بالتغيير الجذري و»احترام الدستور والالتزام بنصوصه»، ورفض تأجيل الانتخابات الرئاسية.
وعبر المتظاهرون الذين توافدوا على الساحات الكبرى في مختلف الولايات منذ صبيحة أمس، عن رفضهم تمديد عهدة الرئيس بوتفليقة الرابعة وتأجيل رئاسيات أفريل، حاملين الاعلام الوطنية و لافتات وهاتفين بشعارات جددوا من خلالها تمسكهم بسلمية الحراك الشعبي الذي كان قد انطلق منذ 22 فيفري الماضي، كما طالبوا السلطات بالاستجابة لمطالبهم ومنها تغيير النظام الحالي و بناء جمهورية جديدة بوجوه وكفاءات وطنية جديدة و إحداث القطيعة مع الممارسات السابقة ، رافضين بذلك القرارات الأخيرة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة .
وشارك في المظاهرات، على غرار المسيرات السابقة، الشباب والنساء و عائلات بأكملها وأطفال وشيوخ ومختلف فئات المجتمع.
و شهدت الجزائر العاصمة، أمس أكبر مسيرة سلمية منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي، شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين من مختلف الفئات الرافضين لتأجيل الانتخابات الرئاسية.
وقد بدأت السيول البشرية تتدفق على وسط العاصمة منذ بداية الصباح وتشكلت أولى التجمعات على مستوى ساحتي البريد المركزي وأول ماي ، قبل انطلاق المسيرات المبرمجة بعد صلاة الجمعة، حيث شرع الآلاف من المواطنين في التجمع في الساحات العمومية للجزائر وسط على غرار ساحة البريد المركزي وساحة موريس أودان وأيضا ساحة أول ماي.
وسار الآلاف مشيا على الأقدام لعدة كيلومترات من مختلف الجهات كالحراش، والديار الخمس، وحسين داي والقبة وغيرها في اتجاه الجزائر الوسطى وهذا بعد توقيف حركة النقل بمختلف أنواعها، وهكذا ومع نهاية صلاة الجمعة كان عشرات الآلاف من الشباب والنساء والأطفال والكهول والفتيات قد وصلوا إلى ساحة البريد المركزي وساحة أودان وبدأوا في المسير.
وتحولت شوارع ديدوش مراد، وباستور والعربي بن مهيدي وحسيبة بن بوعلي، والعقيد عميروش إلى أنهار بشرية بعد انطلاق المسيرة حيث سار الجميع من كل الاتجاهات نحو ساحة البريد المركزي ثم في اتجاه باستور فساحة موريس أودان ثم اخترقوا حاجز قوات الأمن على مستوى شارع محمد الخامس بشكل سلمي وساروا صعودا نحو تلميملي وقصر الشعب.
و ردد المحتجون شعارات « لا لتمديد العهدة الرابعة»،» لا تمديد لا تأجيل» وغيرها من الهتافات، تعبيرا عن رفضهم الإجراءات التي أقرتها السلطة، وأيضا شعارات رافضة لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر.
وقد بدأ المتظاهرون يتفرقون في حدود الخامسة مساء عائدين إلى أحيائهم ومساكنهم لكن الشوارع لم تفرغ إلا في ساعة متأخرة من النهار.
وسادت خلال هذه المظاهرات السلمية، الكثير من السلوكيات الحضارية التي عكست الأخلاق العالية للشعب الجزائري، وصور تبرز تضامن الجزائريين ، حيث تطوع بعض المواطنين لتنظيف الشوارع .
وشاركت العديد من الشخصيات وقادة الأحزاب السياسية وفنانون في هذه المسيرات الشعبية السلمية.
كما شهدت عدة مدن بولاية البليدة مسيرات حاشدة حيث تجاوزت الجماهير الحاضرة ما شهدته الجمعات الثلاث السابقة، وانطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة ضخمة من ساحة الحرية بباب السبت جابت عدة شوارع وصولا إلي حي بن بوالعيد، وردد المتظاهرون شعارات رافضة لتمديد العهدة الرابعة، كما أعلنوا رفضهم تعيين نورالدين بدوي وزيرا أول، وفي نفس الوقت شهدت بوفاريك مسيرات ضخمة.كما خرج عقب صلاة الجمعة أمس، بولاية بومرداس، آلاف المواطنين، في مسيرات سلمية، رفعوا فيها شعارات تندد بما وصفوه بتمديد العهدة الرابعة.
و طالب المتظاهرون الذين كانوا رجالا و نساء، بتغيير النظام، و نددوا باستمرار النظام الحالي إلى فترة زمنية أخرى، واعتبروها تمديدا مرفوضا، حيث تجمع الآلاف في كل من مقر بلدية بومرداس، بودواو، الناصرية، الثنية، دلس، أين انطلقوا من المساجد عقب آداء صلاة الجمعة، و ساروا في مسيرات طبعتها السلمية، و هتفوا بشعارات اجتمعت كلها حول مطلب التغيير.
و قد حاول المتظاهرون الذين انطلقوا من مقر ولاية بومرداس حاملين الرايات الوطنية التوجه نحو الجزائر العاصمة، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بالنظر للتعزيزات الأمنية تفاديا لأي انزلاق، قبل أن تتفرق مختلف المسيرات بعد نحو 3 ساعات من انطلاقها بمختلف البلديات و الدوائر.
كما خرج أمس، الآلاف من المواطنين عبر شوارع مدينة تيزي وزو في مسيرة سلمية حاشدة شارك فيها الرجال والنساء والأطفال والشيوخ وعائلات بأكملها، للتنديد بتمديد العهدة الرابعة وتأجيل الانتخابات والمطالبة برحيل النظام الحاكم واحترام الدستور.وانطلقت المسيرة من أمام جامعة مولود معمري بعد صلاة الجمعة مباشرة بعد استقبال الوفود الكبيرة من المتظاهرين الذين تدفقوا من مختلف قرى جرجرة إلى عاصمة الولاية للمشاركة فيها رافعين الرايات الوطنية، قبل أن ينطلق الجميع نحو وسط المدينة ، مرورا بشارع لعمالي أحمد والمستشفى الجامعي نذير محمد وساحة ضحايا الربيع الأسود، وصولا إلى ساحة الزيتونة بمحطة المسافرين القديمة.وقد تعالت هتافات المحتجين التي زلزلت الشارع القبائلي طيلة المسيرة، للمطالبة بعدم تمديد العهدة الرابعة والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية يوم 18 أفريل المقبل دون خرق للدستور.
وعلى غرار مختلف الولايات ، سار، أمس الوهرانيون سلميا عبر المسار المعتاد ساحة أول نوفمبر ثم التجمع أمام الولاية مرورا بشارع العربي بن مهيدي ثم العودة لنقطة الانطلاق عبر شارع جيش التحرير.وكانت المسيرة أكثر تنظيما من سابقتها وهذا كون نشطاء الحراك قاموا بحملات تحسيسية بالأحياء والجامعات ومختلف المواقع وعبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر هذا جليا أمس من خلال السير بنظام المجموعات لتسهيل الحركة العادية للمدينة. والملاحظ أبضا الخروج الكبير للنساء والأطفال و الأساتذة و المحامين والإطارات مما أضفى جوا مرحا للمتظاهرين ، وركز الجميع على مطلب رفض التمديد ورفض التدخل الأجنبي سواء العربي أو الغربي، كما طرحت مطالب التغيير وإرساء الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية. مراد – ح / المراسلون
توقيف 75 شخصا بعد نهاية المظاهرات بالعاصمة
أوقفت مصالح الشرطة مساء الجمعة 75 شخصا مع نهاية المظاهرات التي شهدتها الجزائر العاصمة، حسبما جاء في بيان للمديرية العامة للأمن الوطني.
و جاء في البيان أن "المديرية العامة للأمن الوطني سجلت نهاية يوم الجمعة توقيف 75 شخصا خلال عمليات حفظ النظام ببعض أحياء الجزائر العاصمة على إثر أحداث عنف و سرقة و تحطيم سيارات و تخريب لممتلكات عامة و خاصة".
كما سجلت أيضا خلال هذه العملية، يضيف البيان، إصابة 11 شرطيا بجروح خفيفة حيث يتم التكفل بهم حاليا بالمصالح الطبية للأمن الوطني.
أضخــم مسيرة في قسنطينــة منذ انطلاق الحـــراك
خرج، أمس الجمعة، آلاف القسنطينيين في مسيرات حاشدة جابت وسط المدينة، للأسبوع الرابع على التوالي، مطالبين بالتغيير وعدم التمديد للعهدة الرابعة، كما انتقدوا قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية.
وعرف وسط مدينة قسنطينة بعد صلاة الجمعة، توافد أعداد كبيرة من المواطنين، تعد الأكبر منذ انطلاق الحراك الشعبي يوم 22 فيفري الماضي، مشكلين أمواجا بشرية متصلة، جابت شوارع مسعود بوجريو وبلوزداد وعبان رمضان وصولا إلى ساحة الشهداء بالقرب من قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، وهي النقطة الرئيسة التي تحوّلت إلى مكان لتجمع المتظاهرين كل أسبوع قبيل انطلاق المسيرات، مع تسجيل توقف كلي لحركة المركبات عبر هذه المحاور وذلك ابتداء من الساعة الثانية وإلى غاية انتهاء المسيرات حوالي الساعة الخامسة والنصف مساء، مثلما دعا له نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مع تسجيل تواجد أمني كثيف عند نقطتي ساحة الشهداء، وكذا نقطة الدوران نحو شارع كينيدي، إلى جانب تواجد فرقة للحماية المدنية من أجل التدخل في حالة وقوع أي طارئ.
وما ميّز مسيرات الجمعة الرابعة بولاية قسنطينة هذه المرة، هو مواصلة حضور العنصر النسوي بقوة، إلى جانب العشرات من العائلات التي توافدت رفقة أطفالها للمشاركة في الحراك، حيث أكد البعض منهم أن شعورهم بالأمان وسلمية المسيرات شجعهم على المشاركة، لتتحوّل المظاهرات إلى شبه احتفالات ضخمة، كما سجلنا حضور عدد من الوجوه الفنية يوم أمس، من مغنيين ومسرحيين، فضلا عن برلمانيين سابقين ومنتخبين، وبعض الفاعلين في المجتمع المدني بالولاية.
ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية وأعلام دولة فلسطين، إلى جانب شعارات تطالب بضرورة التغيير الجذري بأعلى هرم الدولة، من خلال قدوم أسماء جديدة، من الكفاءات والشخصيات الوطنية التي يشهد لها بالحياد، من أجل الاشراف على مرحلة انتقالية، مع تعبيرهم عن رفضهم الشديد للأسماء المقترحة في الوقت الحالي، وهو ما تجلي في بعض الشعارات التي رفعوها على غرار «لن نرضى إلا بالتغيير الكلي»، كما أكد المتظاهرون عزمهم على مواصلة الحراك السلمي وذلك إلى غاية تحقيق المطالب التي رفعت من أول مسيرة قبل حوالي 21 يوما.
ولم تعرف المسيرات هذه المرة أيضا وقوع أي حادث، سيما مع حرص المشاركين والشبان خصوصا على الحفاظ على سلميتها، وقد وقفت النصر على تدخل عدد من المشاركين في المسيرةعندما نشب خلاف بين شخصين بشارع عبان رمضان، وفي حالة ثانية لما قام مراهقون بتسلق الجدار الخارجي لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة حوالي الساعة الرابعة والنصف، قبل أن يطلب منهم المتظاهرون النزول وعدم التسبب في أية مشاكل من شأنها أن تمس بالحراك السلمي، ومع نهاية المسيرة تجنّد عدد من الشبان لتنظيف الشوارع ورفع القمامة، فيما فضّل جزء من المتظاهرين التوجه نحو جسر صالح باي وذلك في شكل جماعات متفرقة.
عبد الله.ب
حضور لافت للعنصر النسوي
مــســيــــرات في أجـــــواء احتفــاليــة بـشــــــرق البـــــــــلاد
شهدت، كامل ولايات شرق البلاد، أمس الجمعة، مسيرات سلمية حاشدة، شارك فيها الآلاف من المواطنين، للأسبوع الرابع على التوالي، من أجل المطالبة بالتغيير وضرورة احترام الدستور وعدم تمديد العهدة الرابعة، ومطالبين بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، وألا تشرف أسماء محسوبة على الفترة السابقة على المرحلة المقبلة.
وبتبسة كانت الانطلاقة من ساحة كارنو بوسط المدينة التي غصت بكل فئات المجتمع ليتحرك المحتجون بعدها نحو سينما المغرب ومنها إلى مقر الولاية، ثم العودة لنقطة البداية، مما تسبب في توقف حركة المرور عبر هذا المحور، الذي يعد الشريان المروري الرئيس، وقبل انطلاق المسيرة وقف المتظاهرون دقيقة صمت، ترحما على أرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مسجدا نيوزيلندا، قبل أن تسير جموع المشاركين في مسيرة تعتبر الأضخم منذ انطلاق الحراك الشعبي.
أما بمدينة بئر العاتر، فقد جاب المحتجون الطريق المؤدي إلى مقر البلدية و كذا مدينتي الشريعة و تبسة و رفعت خلالها جملة من اللافتات على غرار المطالبة بالتغيير، وبمدينة الشريعة، نظم المئات مسيرة مماثلة جاب خلالها المواطنون الطريق المؤدي لتبسة و كذا ثليجان و نفس الشأن بالنسبة لمدينة الونزة التي عبر فيها المحتجون عن نفس المطالب.
بسكيكدة انطلقت المسيرة في حدود الثانية زوالا، حين تجمع الآلاف قرب ساحة أول نوفمبر، جاب خلالها المشاركون الشارع الرئيسي، رافعين الأعلام الوطنية ولافتات تطالب بالتغير وترفض التأجيل والتمديد، كما عبّروا عن رفضهم التدخل الأجنبي واعتبار ما يحدث شأن داخلي محض، فضلا عن رفضهم تنصيب أي شخص للتحدث باسم الحراك، والتأكيد على وجوب رحيل كل الوجوه القديمة وتسليم المشعل لوجوه جديدة تكون قادرة على إحداث التغيير والاستجابة لانشغالات الشعب والسير بالجزائر نحو مستقبل أحسن.
مدينة الحروش عرفت بدورها تنظيم مسيرة ضخمة، شاركت فيها مختلف فئات المجتمع، انطلقت من أمام مقر الدائرة، لتجوب العديد من شوارع المدينة رافعين الشعارات المذكورة التي تطالب بالتغيير و رفض التمديد.
أجواء احتفالية ببسكرة وخنشلة و جيجل
وببسكرة تجمع آلاف المتظاهرين الذين قدموا من مختلف الجهات عقب صلاة الجمعة مباشرة وسط ساحة الحرية بوسط المدينة، قبل أن يجوبوا مختلف الشوارع انطلاقا من طريق الزاب ومن ثم ناحية طريق طولقة، مرورا بالنفق القريب من خط السكة الحديدية وقد ردد المتظاهرون هتافات تطالب بالتغيير السلمي ورفض الاستمرارية واحترام الدستور وحملوا مئات الراية الوطنية واللافتات التي حملت كلها موقفا واحدا هو الرفض المطلق للتمديد وتأجيل الانتخابات وغيرها من العبارات التي تدعو إلى الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
كما تميزت المظاهرة بحضور المئات من أصحاب الدراجات النارية والسيارات، في أجواء فريدة من نوعها بتأطير محكم ومراقبة أمنية ولم تتخلف المدن الكبرى بالولاية عن الحراك الشعبي، حيث شهدت المقاطعة الإدارية أولاد جلال ومدن زريبة الوادي، وطولقة مسيرات مماثلة.
وبخنشلة أقيم تجمع كبير بساحة عباس لغرور، شارك فيه أطفال صغار رجال شباب و نساء و شيوخ حاملين الراية الوطنية ولافتات تعبّر عن إرادة الشعب في إحداث تغيير شامل مع رفضهم تنصيب أي كان للتحدث باسم الشعب أو تبني الحراك مهما يكن، بعدها سار المشاركون في المسيرة في اتجاه مقر الولاية، أين انتظم تجمع كبير ثم تحولت المسيرة في اتجاه طريق باتنة و بعدها إلى الساحة الكبرى للبلدية، وما ميز المسيرة هذا الأسبوع، هو سوء التنظيم على عكس الجمعات السابقة، بعد أن تفرق المتظاهرون في شكل مجموعات نحو جهات مختلفة.
أما بجيجل تجمعت حشود من المتظاهرين بعد صلاة الجمعة مباشرة بالقرب من مقر البلدية قبل الانطلاقة وصولا إلى مقر الولاية، رفع خلالها المشاركون شعارات عديدة طالبوا من خلالها الوزير الأول بالاستقالة و كذا رحيل الوجوه السياسية المقترحة، كما عرف الحراك تحكما كبيرا من قبل المواطنين في أجواء عائلية و تضامنية و بمشاركة العنصر النسوي، كما عرفت باقي البلديات تنظيم مسيرات سلمية، جابت مختلف الأحياء، رفعت نفس الشعارات المطالبة بتغيير النظام.
مشاركة لافتة للعنصر النسوي
ولم يختلف المشهد كثيرا بولاية سوق أهراس عندما خرج مئات المواطنين في مسيرات رافضة لقرار تمديد الرئيس لولايته الرابعة وتأجيل الانتخابات، حيث طافت حشود المواطنون كل شوارع المدينة، رافعين مختلف الشعارات أبرزها وجوب احترام الدستور، ونعم لجزائر بوجوه جديدة، كما نال رفض التدخل في الشؤون الداخلية، حيزا كبيرا في هذه الشعارات، أين نقل أبناء القاعدة الشرقية إبان الثورة، أن الجزائر ليست جزءا من فرنسا، و السيادة للشعب في اختيار من يحكمه وعرفت المسيرة تنظيما محكما و لم تسجل أي احتكاك مع قوات الأمن.
وبقالمة اجتاح طوفان بشري كبير، 3 مدن رئيسية في واحدة من أكبر المسيرات السلمية التي تشهدها الولاية منذ عقود طويلة، رفع خلالها المتظاهرون أطول علم وطني بشارع سويداني بوجمعة الشهير مرددين هتافات تطالب بجزائر جديدة يقودها جيل الشباب و إنهاء حقبة زمنية تجاوزتها الأحداث و التغيرات المتسارعة التي تشهدها البلاد.
و قد انطلقت مسيرة مدينة قالمة من شارع سويداني بوجمعة وسط المدينة و ساحة النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين، ثم توجهت الحشود الغفيرة من نساء، شباب و شابات، رجال ونساء وأطفال وشيوخ، إلى ملعب حي قهدور الطاهر، أين صدحت الحناجر بقوة و هتفت بحياة الجزائر الجديدة و الوحدة و التماسك القوي بين الشعب و الجيش و الدرك و الشرطة، كما كانت شوارع مدينتي وادي الزناتي و بوشقوف، على موعد مع مسيرات حاشدة شارك فيها الآلاف من سكان البلديات المجاورة.
وبمدينة بونة جمعت مسيرات حاشدة بساحة الثورة، أمس، كامل أطياف المجتمع العنابي، حيث نزلت فيها العائلات بقوة حاملات الراية الوطنية وشعارات مختلفة، أبرزها لا تمديد لعهدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورفض حكومة نور الدين بدوي، كما شدد المتظاهرون على الرحيل الكامل للنظام، مع تعبيرهم عن رفضهم التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، وكعادتها سارت المسيرات من ساحة الثورة إلى غاية الكورنيش، ليعودوا مرة أخرى إلى وسط المدينة، قبل أن يتفرقوا. وبحسب المتتبعين، فإن هذه المسيرة تعد من أقوى المسيرات منذ انطلاق الحراك وأكبرها من حيث الحضور الشعبي.
حضور العائلات يزيّن الحرك
بدورها عرفت ولاية الطارف تنظيم مظاهرة انطلقت من ساحة 11ديسمبر، وصولا إلى مخرج المدينة باتجاه مدينة عنابة، رفع فيها المتظاهرون شعارات تطالب برحيل النظام و إجراء الانتخابات في موعدها، قبل أن تتوقف الحشود أمام مقر الولاية، أين تجمع الشباب طويلا مرددين هتافات وحاملين شعارات و الرايات الوطنية.
كما شهدت مدينة الطارف أجواء احتفالية مميزة صنعها الشباب عندما جابوا الشوارع في طوابير طويلة للمركبات المزينة بالشعارات و الرايات الوطنية، مطلقين العنان للمنبهات التي تجاوبت معها الحشود الكبيرة للمتظاهرين.
عاصمة الهضاب شهدت بدورها تجمع المئات من المواطنين أمام مقر الولاية ومقر القباضة الرئيسية للبريد، أمس، رافعين الشعارات و الرايات الوطنية التي تندد بتمديد العهدة الرابعة، ومطالبين بضرورة إحداث تغيير جذري في نظام الحكم.
وقد ردد المحتجون عدة شعارات، أبرزها مطالبتهم أعوان الأمن بالانضمام للمسيرة، كما التحق مواطنون بالعشرات من البلديات المجاورة، على غرار أوريسيا، مزلوق، عين أرنات، بعضهم مشيا على الأقدام، في وقت ردد فيه أيضا المحتجون الأناشيد الوطنية.
وجابت المسيرة الشوارع الرئيسية للمدينة، مرورا بالمستشفى الجامعي، إضافة إلى عين الفوارة، ثم عادوا إلى مقر الولاية، مع تسجيل حضور مختلف شرائح المجتمع، من موظفين، عمال، كبار و صغار السن، إضافة إلى الجنسين، وسط هتافات كبيرة.
و قد عرفت بعض المحاور الكبرى للمدينة شللا في حركة النقل، مع توقف جزئي لعربات الترامواي، بسبب استعمال خطه للمشي من طرف المتظاهرين، على طول شارع 8 ماي 45، كما لم تتخلف البلديات الكبرى أيضا عن نفس الوقفات و المسيرات، على غرار عين آزال، العلمة، بوعنداس و غيرها و رفع المواطنون نفس المطالب.
حملات تنظيف عقب نهاية المسيرة بميلة
وبميلة فاق عدد المشاركين في مسيرة أمس، كل التوقعات، بعدما غطت الأمواج البشرية فيها كل المسار المسطر للمسيرة، من خلال تواجد كل الفئات العمرية و الاجتماعية رافعين جملة من الشعارات كلها كانت تصب في مطلب واحد هو رحيل رموز النظام الحالي، والعودة إلى دولة المؤسسات من خلال تنظيم انتخابات رئاسية في موعدها المحدد، مع عدم التمديد، كما طالب المشاركون بضرورة احترام قوانين الجمهورية، مع تأكيدهم أن القرارات المتخذة غير دستورية.
وعقب نهاية المسيرة نظم عدد من الشبان حملة لرفع المخلفات التي تركها المشاركون، حيث جمعوا قارورات الماء الفارغة وبقايا المأكولات، في مشهد حضاري.
وبولاية المسيلة تحولت المظاهرات السلمية للمواطنين إلى عرس بهيج حيث ضمت المسيرة الحاشدة التي انطلقت من ساحة النصر بوسط المدينة في حدود الساعة الواحدة و 45 دقيقة باتجاه مقر ولاية المسيلة العديد من فئات المجتمع من أطباء ومحامين وعمال وبطالين ومن الجنسين اندمجوا في حشود كبيرة قدر عددها بالآلاف.
وقد تزينت المركبات بالأعلام الوطنية التي رفرفت في سماء المسيلة حيث اتجهت المسيرة انطلاقا من ساحة النصر على مستوى الشارع الرئيسية وصولا إلى مقر ولاية المسيلة لتواصل السير عبر الشوارع الرئيسية للمدينة ، حيث لم تخلو من الأجواء الاحتفالية التي صنعها شباب الولاية والذين تمكنوا من تأطير جماعي للمظاهرات وجعلوا منها ملتقى للتعبير عن رفضهم لقرارات رئيس الجمهورية والمطالبة بإصلاحات عميقة من خلال حملهم الكثير من الشعارات التي دعوا من خلالها الدول الأجنبية ومنها فرنسا إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائريين.
بعاصمة الأوراس خرج الآلاف من المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة حيث كانت الانطلاقة كما جرت العادة من مسجد أول نوفمبر لتجوب الطرقات والشوارع الرئيسية على غرار طريق بسكرة، رفع خلالها المتظاهرون الرايات الوطنية وطالبوا من خلال الشعارات برفض التمديد ومقترحات الوزير الأول.
كما عرفت المسيرة مشاركة نسوية بارزة وفرق موسيقية منها فرقة اوال التي راحت تعزف ألحانا وموسيقى بالشوارع وسط المتظاهرين وخرج بالمسيرة أيضا متظاهرون من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. المتظاهرون حابوا مختلف الشوارع الرئيسية لمدينة باتنة وتجمع المئات منهم أمام مسكن رئيس الجمهورية السابق اليمين زروال أين هتفوا باسمه.
بولاية برج بوعريريج، تجمعت عديد المسيرات في نهج هواري بومدين، بعد صلاة الجمعة، لتجوب بعدها عديد الشوارع، وصولا إلى نهج الأمير عبد القادر. و لعل ما ميز هذه المسيرة الرابعة، هو التزايد الكبير في حشود المتظاهرين القادمين من مختلف البلديات مطالبين برحيل النظام وتجفيف منابع الفساد، فضلا عن التنديد بالتمديد والتدخل الأجنبي، داعين إلى ترك حرية اختيار الرئيس القادمة للشعب، كونه المصدر الوحيد للسلطة. كما تزايدت أعداد المتظاهرين عما كانت عليه في الأسابيع الفارطة، و تحررت النسوة، بخروجهن إلى جانب الرجال، في المسيرة الثانية على التوالي.و خلافا للمسيرات السابقة، كاد يكون حضور مصالح الأمن و قوات مكافحة الشغب منعدما.
مراسلون