يعتبر ياسين فراقة البالغ من العمر 38 سنة واحدا من شباب مدينة قالمة الذين شاركوا في كل المسيرات السلمية التي عرفتها شوارع و ساحات المدينة العريقة التي تستمد روحها من ماضيها التاريخي الحافل بالأحداث، و الإنجازات و المآسي، ماض بعيد لكنه مازال يسري في كيان الجيل الجديد و يدفع به نحو واجهة الأحداث المتسارعة التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة بعد انطلاق حراك شعبي واعد هدفه بناء الجزائر الجديدة و الوحدة و المصير المشترك. ياسين يعمل موظفا بمؤسسة عمومية و عضوا ناشطا بجمعية محلية، لم يتأخر و لم يتردد في الخروج مع الآلاف من شباب مدينة 8 ماي 45 للتعبير عن موقفه من المستجدات الجديدة على الساحة الوطنية و المطالبة بإحداث التغيير الجذري و تسليم المشعل للشباب.
يقول ياسين متحدثا للنصر بأنه يتطلع إلى مستقبل جديد تسوده العدالة الحرة و المساواة و التوزيع العادل للثروة بين كل ولايات الوطن، مستقبل يكون بيد الجيل الجديد الذي يرى بأنه يملك كل المؤهلات للمشاركة الفعالة في قيادة البلاد و شغل المناصب القيادية على المستويين المحلي والمركزي، لكنه يرفض في المقابل جر البلاد إلى مستنقع العنف و الفوضى.
« مازلت مصمما على المشاركة في المسيرات السلمية بمدينة قالمة حتى نحقق مطالبنا الرامية إلى التغيير الهادف و تمكين الشباب من خوض غمار تجربة قيادة البلاد و مواجهة التحديات المستقبلية التي تنتظرها، أنا و كل الشباب ندرك تماما بأن المهمة ليست سهلة لكنها ليست مستحيلة أيضا، ما نريده هو دولة العدالة و المؤسسات القوية و الاقتصاد المتطور، و لكي نحقق أهدافنا و مطالبنا المشروعة علينا التحلي بالسلمية الهدوء و الرزانة و الخطى الثابتة، نحن ضد الانزلاقات، و كما ترون قالمة من بين الولايات الأكثر مشاركة في مسيرات التغيير منذ انطلاقها في 22 فيفري 2019، آلاف الناس خرجوا للشوارع و الساحات العامة يقودهم الشباب المدعوم من كل شرائح المجتمع، أستطيع القول أن 80 بالمائة من المشاركين في مسيرات قالمة من الشباب، لقد عادت الوطنية لتسكن أرواحنا و تراجعت قوافل الهجرة السرية عبر البحر، لأن هؤلاء الشباب يدركون اليوم بان الأمل سيعود، حتى الخلافات التي كانت سائدة بين بعض الناس هنا بقالمة زالت تماما، و يمكنك أن ترى خصمين يتعانقان و يسيران جنبا إلى جنب في المسيرة، هذا لم يحدث من قبل، لقد عادت الأخوة و التضامن بين أفراد المجتمع، الواجب نحو الوطن هو من وحد الجميع و دفع بهم إلى الخروج لإحداث التغيير الإيجابي الهادئ، و بناء الجزائر الجديدة أو الجمهورية الثانية، يكون الشباب ركيزتها الأساسية و في كل القطاعات، لا يجب أن نخاف أو نشك في قدرات الجيل الجديد، أنا أتوقع استمرار المسيرات السلمية خلال الأيام القادمة، وسأكون حاضرا فيها حتى نبلغ الهدف، شعارنا لا للعنف و السب و الشتم و الفوضى و التخريب، حتى الساحات و الشوارع ننظفها بعد المسيرة، و هذا واجبنا و دليل قوي على أخلاقنا و إرادتنا في بناء الجزائر الجديدة، وحمايتها من كل المخاطر التي تتهددها، نحن مصممون على السلمية و تحقيق أهداف الحراك الشعبي الواعد».
فريد.غ