دق رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى الجامعي ورئيس مؤسسة أمراض الرئة البروفسور نافتي سليم ناقوس الخطر حول الابعاد التي بلغتها ظاهرة التدخين في الجزائر لاسيما وسط العنصر النسوي مثلما بينته آخر دراسة علمية تم اجراؤها في الجزائر العاصمة، حيث اتضح أن الشابات أكثر تدخينا من الشباب، مبرزا مضار التدخين ومخاطره ومطالبا بضرورة معاقبة المدخنين لا سيما أمام المدارس وفي الساحات العامة وردعهم بغرامات مالية، أسوة بما تم فعله تجاه المخالفين لقانون المرور المتهاونين مثلا في استعمال حزام الأمن. مشيرا أن القوانين التي تمنع التدخين لم تجد بعد طريقها للتطبيق.
وحسب المتحدث فإن التدخين يقتل 45 شخصا في اليوم بالجزائر وأن الحصيلة السنوية لضحاياه بلغت 15000 قتيل وهي حصيلة تتجاوز بكثير حصيلة حوادث المرور السنوية في الجزائر في الوقت الذي يموت 12 الف شخص يوميا في العالم بسبب التدخين الذي يشكل نسبة 21 بالمائة من أسباب الوفاة .
الخبير في علم التدخين وفي المحاضرة التي ألقاها في الملتقى المنظم من قبل فرع الاتحاد الطبي الجزائري لولاية ميلة نهار أول أمس بمتحف المجاهد تزامنا اليوم العالمي لمحاربة التدخين تحت شعار “ صحة بلا تدخين “، أوضح أن عدد المدخنين في العالم يقدر بمليار شخص منهم 250 مليون من النساء وأن نسبة المدخنين تقدر ب 35 بالمائة في الدول المتقدمة و 50 بالمائة في الدول الأخرى فيما يصل عدد النساء المدخنات في الدول الأولى إلى 22 بالمائة و 9 بالمائة في الدول الاخرى علما وان مادة النيكوتين تؤثر سلبا على جسم الانسان ب 25 مرة أكثر من تأثير الكوكايين عليه. الباحث طالب بإبعاد الأطفال عن عالم المدخنين ذلك ان الدراسات العلمية بينت أن 40 بالمائة من الاطفال يتعرضون للتدخين السلبي اي انهم يتواجدون في مكان تواجد المدخنين ويستنشقون سمومهم متأسفا في ذات الوقت لكون ثلث اطباء الجزائر من المدخنين بما يجعلهم غير مؤهلين لتقديم النصائح في هذا المجال لأنهم لا يمثلون القدوة .
الأستاذ نافتي تطرق إلى المخاطر الأخرى للتبغ ومنها أن 50 بالمائة من الانتاج الذي يدخل البلاد قصد تلبية حاجة السوق يمر عبر السوق الموازية التي لا تحترم شروط ومقاييس الانتاج مقدما أمثلة عن صافي الارباح التي تحققها مؤسسات الانتاج العالمية التي اصبحت تتحكم في زمام الامور بعديد الدول وتؤثر في قراراتها وسياساتها .
من جهته رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمستشفى العسكري بقسنطينة البروفسور خربي صالح ركز في مداخلته على مخاطر السيجارة الالكترونية التي لا تنتج دخانا ولكن المواد الموجودة فيها لها مخاطر من الواجب تجنبها مفصلا في كل مادة والمخاطر التي تحملها معتبرا التدخين من الامراض التي تجب معالجتها ومرافقة المريض فيها .
إبراهيم شليغم