قالت أمس وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بأن نسبة تنفيذ الدروس التي تم تقديمها لتلاميذ الأقسام النهائية خلال الموسم الدراسي الحالي أفضل بكثير من تلك المحققة خلال السنة الماضية، وجددت بالمناسبة تأكيدها للمترشحين لامتحانات البكالوريا لدورة جوان القادم بأن الأسئلة لن تخرج عن الدروس المقدمة.
وفي تصريح للصحافة على هامش تنصيب اللجنة القطاعية الدائمة للبحث العلمي و التطور التكنولوجي في مجال التربية، أكدت بن غبريط قائلة “ كما سبق لي وأن تحدثت مع الأولياء فإنني اليوم أطمئن التلاميذ المترشحين بأن مواضيع البكالوريا ستخص فقط الدروس المقدمة، على غرار ما هو معمول به في كل بلدان العالم ‘’ وأضافت ‘’ لا يوجد هناك ما يدعو إلى القلق ‘’، مؤكدة بالمناسبة بأن ‘’ نسبة التقدم في تطبيق البرنامج الدراسي، جد معتبرة وأحسن من السنة الماضية’’
وفي ردها عن سؤال حول تاريخ إجراء التربص الموجه للناجحين في مسابقة توظيف الأساتذة الذي جرى يوم 17 ماي الماضي أشارت الوزيرة بأنه سيتم في شهر جويلية القادم، منوهة إلى أن تكوين الأساتذة سيتم بصفة مستمرة ولن يتوقف على الـ 15 يوما الأولى.
كما اشارت بن غبريط إلى أن قطاعها قد قرر عدم الإعلان عن نتائج الفائزين في مسابقة التوظيف إلى غاية تدقيق مصالح المديرية العامة للوظيفة العمومية في القوائم والتأشير عليها.
وكانت بن غبريط قد أشرفت بمعية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، بمقر دائرتها الوزارية، على تنصيب اللجنة القطاعية الدائمة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
وقد تم بالمناسبة تقديم ملفين اثنين ويتعلق الأول بمشروع مرسوم يتضمن تعديل أحكام القانون الخاص بالمعهد الوطني للبحث في التربية لجعله مطابق مع مؤسسة عمومية ذات هدف علمي وتكنولوجي،بعد أن كان مجرد هيئة إدارة بدون صلاحيات واسعة ولا استقلالية مالية، فيما يتعلق الثاني بالبرنامج الوطني للبحث وإستراتيجية وزارة التربية في ميدان البحث في التربية.
ع.أسابع
أسفرت عملية تصحيح أوراق امتحانات البكالوريا التجريبية عن تسجيل نتائج كارثية بالنسبة لعدد معتبر من المقبلين على اجتياز هذه الشهادة، ووصلت أدنى العلامات بحسب مصادر من الأساتذة المشاركين في التصحيح، إلى الصفر، بسبب انشغال الطلبة بدروس الدعم، التي حذر الأساتذة من الإفراط فيها خلال هذه الأيام، لما لها من نتائج عكسية على جانب التركيز.
وأفاد أساتذة معنيون بتصحيح أوراق امتحانات البكالوريا التجريبية التي جرت قبل أسبوع على مستوى الثانويات، بأن النتائج كانت محبطة للغاية، وتعكس حالة الاستقالة الجماعية التي تشهدها هذه المؤسسات التعليمية خلال الفصل الثالث من العام الدراسي، جراء هجران طلبة النهائي للأقسام ولجوئهم إلى الدروس الخصوصية، في محاولة منهم للبحث عن ملاذ مناسب يساعدهم على اجتياز هذه العقبة، ووفق تأكيد ممثلي الأساتذة، فإن عملية تصحيح أوراق الامتحانات التي انتهت منذ يومين في انتظار انعقاد مجالس الأساتذة، بيّنت درجة عدم اكتراث تلاميذ الأقسام النهائية بالبكالوريا التجريبية، مع أنها تعتبر البارومتر الذي يقيس مدى جاهزية الطالب لاجتياز شهادة البكالوريا، حيث وصلت أدنى العلامات إلى الصفر، بعد أن قام الكثير من الممتحنين بتسليم الأوراق بيضاء للأساتذة، مكتفين بالاطلاع على فحوى الأسئلة، بغرض عرضها على الأساتذة الذين يتلقون عندهم الدروس الخصوصية، لمساعدتهم على حلّها. كما تم تسجيل غيابات بالجملة لدى المعيدين، الذين قاطعوا البكالوريا التجريبية، ومنهم من سجّل حضوره فقط، في حين التزم التلاميذ النجباء بحضور كافة الدروس إلى غاية انتهاء البرنامج الدراسي، كما أبدوا اهتماما بالبكالوريا التجريبية، وهؤلاء هم أنفسهم الذين يحصلون على معدلات مرتفعة في امتحانات البكالوريا، حسب ما أكده مسعود بوديبة مسؤول نقابة الكنابست، وكذا عبد النور معوش ممثل تنسيقية الأساتذة المتعاقدين،الذي قال بأن الحظ يلعب دورا بالنسبة لباقي التلاميذ، الذين قد يصادفون في البكالوريا أسئلة تقترب نوعا ما من تلك التي تلقوها في الدروس الخصوصية، التي تركز على تمكين الممتحن من حفظ طريقة الحل، بدل فهم الدروس واستيعابها.
ويواجه الأساتذة المعنيون بتدريس الأقسام النهائية، صعوبة التكهن بدرجة جاهزية الطلبة لإجراء امتحانات البكالوريا، بسبب اعتمادهم بدرجة مفرطة على الدروس الخصوصية، ونفورهم من الأقسام، إلى جانب عدم اكتراثهم ببذل جهد في الامتحانات الفصلية، جراء عدم اعتماد البطاقة التركيبية من قبل الوزارة، وكذا عدم احتساب تلك المعدلات في شهادة البكالوريا.
ويقترح الأساتذة من بينهم المنضوون تحت لواء نقابة «الكلا» تمكين التلاميذ الذين يحصلون على معدل 10 من 20 في الفصلين الأول والثاني من إجراء دورة استدراكية بغرض منحهم فرصة ثانية على غرار ما كان معمولا به في سنوات سابقة، فضلا عن اعتماد البطاقة التركيبية لتشجيعهم على الالتزام بالحضور إلى الاقسام وتحسين تحصيلهم العلمي، بدل السعي إلى النجاح في البكالوريا بمعدلات لا تسمح لهم باختيار التخصصات التي يرغبون فيها.
وفي سياق متصل، ينصح هؤلاء الأساتذة خلال هذه الفترة الحساسة والحرجة التي تسبق انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا التلاميذ بالتخلي عن الدروس الخصوصية التي استهلكت طاقاتهم، والاعتماد على أنفسهم في مراجعة الدروس، من أجل تحسين مستوى التركيز، وتفادي التعرض لانهيارات في حال وجد الطالب نفسه عاجرا عن التعامل مع نص الأسئلة بسبب الضغط والجهد المفرط، فضلا عن ضرورة تخصيص بعض الوقت للراحة النفسية والفكرية، علما بأن الكثير من الدروس الخصوصية تنطلق بداية من الساعة الخامسة صباحا إلى غاية الساعة السادسة مساء، وفي ظروف غير لائقة تؤثر بشكل مباشر على قدرة الاستيعاب.
لطيفة بلحاج